مسيار الشيخ فالنتاين

زواج المسيار هو الموضوع الذي يخلخل دفاعات أي رجل وأحاديث المسيار - حتى لوكانت وهمية - تؤدي إلى تجديد الدورة الدموية لدى الأزواج المقهورين وتبعث الأمل في قلوب الجماهير الذكورية بإشراقة فجر جديد يبدد ظلام المعتقل الذي شيدته (المدام) في صحراء العمر.
جاء زواج المسيار كحل شرعي للمرأة التي لا تريد مغادرة مسكنها بعد الزواج لسبب أو لآخر ولكن هذا الزواج انحرف عن مساره الأصلي وأصبح أحد طرق الزواج السري الخالي من الالتزامات التي تفرضها رابطة الزوجية على الرجل وأضحى في بعض الحالات يشبه الزواج العرفي لأن عنوانه الأول والأخير: (لا من شاف ولا من دري).
وشيئا فشيئا أصبح المسيار لدى بعض الرجال يجسد (الحب الحلال) حيث يرون فيه بديلا شرعيا لمفاهيم (الحب الحرام) التي تطرح في مناسبات مختلفة أبرزها يوم فالنتاين، كما أن المسيار بالنسبة لهم أكثر جدوى وأقل كلفة لأن يوم فالنتاين لا يتجاوزساعات قليلة يضطر الرجل خلالها لدفع فواتير سخيفة لقاء الورود الحمراء والشوكلاتة أما في حالة المسيار فإن الحالة الاحتفالية تمتد لأشهر وربما لسنوات وهي لا تكلف الرجل أكثر من كيلو لحمة وكيس أرز بسمتي.
ولأن سيناريوهات المسيار دائما ماتكون غامضة وتعتمد على استراتيجية (سكتم بكتم) فإن البعض قد استغله لأغراض غير شريفة وقد قرأنا خلال الأسابيع الماضية أخبارا مختلفة لجرائم ارتكبها أصحابها تحت غطاء المسيار مثل شبكة الدعارة التي كانت تنظم زيجات مسيار وهمية، أو العصابة التي تتكون من رجل وأمرأة يحتجزان طالب المسيار كرهينة في بيتهما ويطلبان منه فدية مالية لقاء إطلاق سراحه وعدم إبلاغ أسرته فيدفع عريس الغفلة لهما ولسان حاله يقول: (يضرب المسيار.. شو بيذل؟).
في يوم فالنتاين تخدع المرأة الرجل بوردة حمراء وتقول له: أحبك إلى الأبد، وفي أيام المسيار يخدع الرجل المرأة بملامحه البريئة ويقول لها: أحبك ولكن قدري ظروفي!