حقيقة إختطاف الطائرة السعودية

اختلفت الصحف المحلية في السعودية في سرد رواياتها عبر مصادر متعدّدة، حول تورّط أحد ركاب رحلة الخطوط الجوية العربية السعودية رقم 837 في محاولة اختطاف الطائرة، ونقلت إحدى الصحف تصريح لمسؤول في الخطوط الجوية العربية السعودية ينفي أن تكون العملية محاولة اختطاف، وإنما كان المتورّط مطلوباً جنائياً للسلطات السعودية.

وفي حديثٍ للمتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي نقلت إحدى الصحف المحلية قوله: " إن سعودياً " مطلوبا جنائيا " كان منقولاً على رحلة " السعودية " القادمة من العاصمة الماليزية كوالالمبور حدثت له حالة انفعال وتمت السيطرة عليها من قبل رجال الأمن المرافقين له".

"إيلاف" كانت قد حصلت على رواية لـ أحد شهود العيان على متن الرحلة عقب نفيه ما تردد في الصحف المحلية كونه كان الأقرب للحدث، بحيث ذكر لـ "إيلاف" أن "المتورّط في حالة الاختطاف لم يكن يخضع للاعتقال أثناء صعوده على الطائرة وطيلة الساعتين الأولى من الرحلة مما ينفي مسألة أنه مطلوب جنائياً ويخضع للرقابه، وفي ثنايا الساعة الثالثة من الرحلة حاول المتورط في محاولة الاختطاف أن يقتحم كبينة القيادة بعد محاولة اقتحام باب الكبينة بركله مرتين متتالية، في محاولة للدخول إلى الكبينة والسيطرة على الطائرة، إلاّ أن يقظة أحد ملاحي الطائرة وراكب يرتدي زيه المدني يُعتقد أنه من أفراد الأمن الملاحي منعته من اقتحام كبينة القيادة رغم اعتدائه عليهم بضربهم بآله حادّه، وهو ما خلّف إصابتين في الرأس لفردين من المقاومين لمحاولة الاختطاف ظهرت آثارها عليهم أثناء هبوط الرحلة بسلام".

هل كان المتورّط في حالة الاختطاف مطلوباً جنائياً قبل الرحلة وتورطه في محاولة الاختطاف، أم بعد وصولها بسلام وما خلّفته من إصابات؟. هذا هو حجر الزاوية لإثبات جوانب رئيسية من القضية المثيرة للجدل في ثنايا اليوم الأول لعودة الحياة للناجين، وأحاديث الذعر بين ركاب الطائرة، كما أن السلطات السعودية كانت ستجعل المطلوب "جنائياً" -على حدّ تعبيرها- رهن الاعتقال منذ صعوده للطائرة، في رواية لـ أحد شهود العيان ممّن يؤكّد أن "الجاني كان قد تورّط في محاولة الاختطاف وربما أصبح مطلوباً جنائياً بعد ذلك بالتعدي على منسوبي الملاحة الجوية".

وكانت "إيلاف" قد بثت يوم أمس الخميس12 آذار / مارس 2009 أن رحلة الخطوط الجوية العربية السعودية رقم837 والمتجهة من العاصمة الماليزية كوالالمبور إلى الرياض ومن ثم المدينة المنورة، قد تعرضت لمحاولة اختطاف فاشله نتيجة تورّط أحد ركاب الطائرة في ذلك بعد الساعة الثانية من الرحلة، مما جعل ملاحي الطائرة والأمن الملاحي يحتجزونه في منطقة قريبة من غرفة القيادة خلال الأربع ساعات الأخيرة من الرحلة بعد أن أصاب اثنان منهم أثناء محاولته الاقتحام.

من سياق آخر، إختلفت الصحف المحلية السعودية في نقل الحقيقة نتيجة عدم توفر شهود عيان لما حدث، حيث نقلت صحيفة الوطن السعودية (نفي لمساعد مدير عام الخطوط الجوية العربية السعودية عبدالله الأجهر عما تردد عن محاولة اختطاف الطائرة التابعة للشركة، موضحاً أن راكبا مطلوباً جنائيا للسلطات السعودية تشاجر وهو تحت تأثير المخدر مع أشخاص آخرين على متن الطائرة بعد إقلاعها بساعتين تقريباً، وبعدها حاول العراك مع بعض رجال الأمن المرافقين له على متن الطائرة).

ونقلت الوطن السعودية إيضاحاً للمتحدث الرسمي بوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي"أن سعودياً "مطلوبا جنائيا" كان منقولاً على رحلة "السعودية" القادمة من العاصمة الماليزية كوالالمبور حدثت له حالة انفعال تمت السيطرة عليها من قبل رجال الأمن المرافقين له".

كما نقلت ذات الصحيفة أن "مواقع الإنترنت تناقلت أخبارا مغلوطة عن رحلة الخطوط السعودية وتعرضها لمحاولة اختطاف فاشله"، في حين أغفلت الجانب الآخر للحقيقه والأخذ برأي شهود عيان من ركاب الطائرة كونهم الأقرب للحقيقة، إذ اكتفت بمصادر رسمية تقتضي مصلحة التحقيق عدم إفصاحها بتفاصيل ما حدث.

ونقلاً لصحيفة الحياة اللندنية برواية أخرى قالت: (آثار أحد الركاب على متن طائرة الخطوط السعودية الشغب خلال الرحلة القادمة من كوالالمبور إلى جدة، ما عرض الركاب للهلع، وأوضح الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي ان الراكب - وهو أحد المطلوبين في قضايا جنائية داخل المملكة - تمت السيطرة عليه، بعد ذلك تم تحويل خط سير الرحلة إلى الرياض، ومن ثم واصلت رحلتها إلى جدة، كما تم تسليم الراكب للسلطات الأمنية التي وضعته قيد التحقيقات).

يُذكر أن رحلة الخطوط الجوية العربية السعودية رقم837 المتعرّضة لعملية محاولة اختطاف فاشلة، كانت متجهة من العاصمة الماليزية كوالالمبور إلى مدينة الرياض ومن ثم المدينة المنورة، وقد تم إخلاء الطائرة بمجرّد هبوطها في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، وشوهد رجال الأمن في تأهّبٍ تام لاحتجاز المتورّط في عملية الاختطاف والتحقيق معه في دواعي ما جناه، كما تسببت محاولة الاختطاف في إصابتين في الرأس لفردين من منسوبي الملاحة الجوية، إضافةً إلى ذعر شديد للركاب القادمين على رحلة الخطوط السعودية، وفي قراءة لما حدث فإن المتورط في عملية محاولة الاختطاف حاول اقتحام كابينة القيادة نتيجة ملاحظته بأنه يخضع لرقابه وحصار أمني".

م ن ق و ل