الأعزاء في شبكة الحويطات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
دعوني اتكلم لكم بعفوية وأريحية بعيدا ً عن التقيد بمفردات الحوار والبلاغة اللغوية إن صح التعبير فأنا اذا شعرت بالأريحية شعرت بأنني قد أوصلت رسالتي .. فلنترك البلاغة قليلا ً ..
وسوف أروي لكم مايدور في خلدي من أفكار وإنطباعات عما يحدث في وقتنا الحالي وعلامات الأستغراب ( تتنطنط في مخيلتي ) لعلي أجد بعض مايسعفني .. وينير بالحق بصيرتي .. وإليكم بعض ماقد لاحظته خلال الأسبوع الماضي فقط ..
كنت في بيتي عصر الخميس وجالس في أمان الله ( لا لي ولا علي ) وأحتسي القهوة وأشاهد الأخ العزيز المسلي أحيانا ً والممل أحيانا ً أخرى المكرم ( التلفاز ) وإذا بي أسقط صدفة من غير سابق توقيت على قناة L B C
وأشاهد وجها ً لم يكن غريبا ً علي ، ووجه غدى مألوفا ً لأغلبية المتحررين ودعاة التحرر والإنفتاح والإنحلال والديموقراطية ..
فلقد شاهدت زعيم الليبرالية المزعوم في المملكة العربية السعودية الموقر محمد سعيد الطيب ( هكذا كما عرف به مقدم الحلقة وقدمه للمشاهدين ) ..
وللأسف فلقد شاهدت له لقاء سابق في برنامج بلا حدود على قناة الجزيرة قبل سبع سنوات وكنت محترقا ً ومقهورا ً مما يقول ويتكلم آنذاك ، ولكنني هذه المره لم يبادرني الزعل والحرقة إطلاقا ً كما حدث قبل سنوات ، ولكنني قمت أضحك وأتعجب مما يقول وما قد قال سابقا ً .....
فلقد كان كلامه قبل سنوات غريبا ً ومستغربا ً بالنسبة لي ولكل مسلم غيور على دينه وعرضه ووطنه ...
لأن ماقاله آنذاك شي يرفضه الدين والمجتمع وشي ننكره في مجالسنا الصغير قبل الكبير ، ولكن بعض مضي سبع سنوات تقريبا ً تزود قليلا ً لم يعد مايقوله يشكل غرابه لنا ... لأننا وللأسف أصبحنا نحن من يتغنى بمثل هذه الأهزوجات في مجالسنا ومن أبناء مجتمعنا تحديدا ً ومؤيدين لأغلبية مايطرح من أفكار هدامه ، ولن تكون يوما ً من الأيام بناءة كما يزعمون ويرددون هم اليوم من حرصهم الشديد على الإسهام في إعطاء الحقوق لإهلها ودفع عجلة التقدم التنموية والإيجابية في هذا الوطن ..
وخلال حديث الأخ الفاضل وهو ليس كذلك طبعا ً ، أستوحيت وأستشعرت من كلامه أن نجح في إيصال رسالته للمجتمع السعودي ولديه إصرار شديد على مايطرح وأن هذا فكره ومسيرته خلال 40 سنة من الكفاح ( أحلى مسيرة كفاح ) ..... وأنه دخل السجن عدة مرات ومازال يزاوره بين الفينة والأخرى ولم يفلح ذلك في ردعه أو حتى التقليل من عزائمه ....
يقول محمد سعيد الطيب وخطين تحت الطيب .. سُجنت من سنة 1969 م حتى سنة 1974 م في سجن إنفرادي من أول يوم دخلت فيه إلى آخر يوم غادرت فيه السجن وهو لم يجالس أحد أو يناطق أحد ...... ولم يؤثر ذلك في عزيمته ويقلل من شأنه كناشط سياسي .
ومن ماقاله في لقائه السابق في قناة الجزيرة في برنامج بلا حدود قبل سبع سنوات حينما سأله المذيع أحمد يسري وقال له ... لقد صرحت في لقاء سابق قبل سنوات أنك تشاهد المرأة السعودية تقود السيارة في أقل من خمس سنوات مقبله ومرت الخمس سنوات وأكثر ولم نشاهد المرأه السعودية قادت السيارة ؟ هل خذلتك الحكومة السعودية ؟
فأجاب قائلا ً .. لاااااااا ..
لم تخذلني الحكومة فقد خذلني الشعب !!!!!!!!!! ............ انتهى ..
ولكنني اليوم يتضح لي بعد مرور هذه السنوات أن الشعب لم يخذله ولن يخذله إطلاقا ً ، وإنما خذلته الحكومة حينما أوقفت ومنعت قيادة المرأه للسيارة لأجل غير معلوم ....
عجيبه هذه الدنيا منذ سنوات كان الشعب واقفا ً بحزم لمثل هذه الأمور ... ولكن الآن يبدو لي أن الحكومة أصبحت أكثر حزما ً وأدركت الخطر القادم ... ويبدو لي أن الأجيال الجديدة قادمه وبقوة نحو التحرر والإنفتاح .
ولا أنسى مقولة لأحد أصدقائي دائما ً مايرددها عندما يرى بعض التجاوزات من بعض النساء فيقول :-
(( الرجاجيل راحت )) أو (( راحت الرجاجيل يارجال )) ...
وأنا هنا أقول .... ( وداعا ً للفحوله وأهلا ً بالأنوثه في عالم الليبرالية ) لانه يبدو لي أنه لاوجود لنا في عالمهم .
يحدثني أحد أصدقائي ومن أبناء عمومتي الحويطات المصريين ... فيقول عندما تحررت المرأة في مصر على أيد دعاة التحرير أمثال مصطفى أمين وصفية زغلول والأخيرة التي بادرت بمبادرة سباقة في تاريخها وخلعت حجابها في ميدان عام سمي بعد ذلك (( ميدان التحرير )) تقديسا ً لهذه الحادثة النكراء ، ومن ذلك الوقت والأمة في تأخر وهوان لايعلمه الا الله ..
قال تعالى (( وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيرًا * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى))[طه:124-126]،
ولكن أين من يتدبر مثل هذه الأيات ويتأملها !!
كنت قبل أيام أجلس مع أحد الشخصيات التي كنت أحترمها فكريا ً وأدبيا ً وسياسيا ً قبل أن نخوض في حوار في تلك الجلسة التي كشفت لي بعض الغشاوة على أعين الكثيرين ... حينما تطرق لموضوع الحجاب وقال لي هل تعلم أن الحجاب خاص بنساء الرسول صلى الله عليه وسلم ..فرددت عليه بقولي .. عجيب ياشيخ !!!
قال تعالى ((يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً* لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا * مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا * سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا * (الأحزاب : 59 -62)
ويبدوا أنه نسى نساء المؤمنين الموجودة في هذه الآية !!!!
لماذا هذه القشور في الثقافة الأسلامية ... لماذا هذا الأجحاف في حق ديننا وفي حق أنفسنا وكرامتنا اللي كفلها لنا هذا الدين العظيم ..
أحبتي قد أكون متشددا ً كما يتوقع البعض ،أو قد أكون متحاملا ً بعض الشي كما قد يتوقع البعض ولكنني في الدرجة الأولى ... إنسان مسلم ومواطن صادق وكاتب ساخر ..... أكتب مايعجبني وأنتقد من يتعدى حدوده ، وأسعد بمن يشاركني فكريا ً وعلميا ً ....... بإنتظار مداخلاتكم وأطروحاتكم ..
للجميع التحيه والتقدير والإحترام ..
أخوكم
مداح