[frame="15 98"]غربة الذات[/frame][frame="15 98"]
ما أجمل الكون
حين يهطل المطر
ليمنح القلب بهجة ً
تنتشل الأسى من جفاف مداراتي
لتستيقظ ذكرياتٌ
غَفَت في العمق السحيق مني
بعد ان توسدت كبدي
و مزقت دون رحمة ٍ
ما بقي من شراعاتي
حين يحضر المطر
تتفتق مع زخاته الازاهير
و ينتشي الليلك
و تطير في الجوار فرحا ً
فَراشاتي الزاهيات ِ
كم هو ممتع ٌ السير تحت المطر
و اطارات السيارات تترك خطوطاً
يتطاير الرذاذ منهما حلماً
على زجاج أحلامنا
القديمات الجديدات ِ
فأمسحه لتنجلي امام ناظريّ
ألوان قوس قزح
لكنها سرعان ما تتلاشى
ما كأنها كانت ماثلة ً
هنا قبل لحظات ِ
حينها يتسلل الحزن الدفين
ليخدش وجه الفرح
و يغتال البسمة دون عناء ٍ
لتعود الى حالة
الـ لا عودة مسرّاتي
عندها تتوحد الشخوص و الأمكنة
فأعلم ان المطر قد غادر محيطي
و ان الحزن أطفأ مصباحي
لتغرق في الظلام
الدامس مناراتي
لكني حتى اللحظة لازلت أكابر
لازلت أعاند قسوة إبحاري
لازلت أوازن بين الشمال في بوصلتي
و مفاهيم الوصول
في ظل غياباتي
فأنا منذ العصر الغابر
و حتى اللحظة لازلت
ألهو بالغوص العميق لعّلي
أنقذ من براثن اليّم
الغارق من محاراتي
لكن الاشراق في صبحي
منذ سنين ٍ لم يظهر
و جحافل الجهل
عاثت بمحيطي
و دمرت لي منصاتي
يا أيها المطر البشير
أغرقت لي وطني ؟
و سالت فيك حتى النخاع اوصالي؟
لكن بشائر الفرح تسللت بعيداً
عن نوافذ جراحاتي
لكني لأجلك تطهرت من عنجهيتي
و ركنت الى أسوار الغربة
فأنا مثلك قد سئمت
تلاشي سحائب الصيف
المرعدات المبرقات ِ
أيا قاهرة المعز ما لي اراك اليوم خاوية ً ؟
أيا قاهرة المعز ما الذي حصل ؟
أتراني قد سئمت ُ الجموع اللاهثة ؟
أم أني سئمت لعبة الأشباح
و خرائط المتاهات ِ ؟
كل ما أخشاه ان يتنّزل الليل مطراً
ليُغرق الظلام في اعطافي
فتصبح غربة الذات
إزاراً يستر بقايا الذات في ذاتي
( الآتي الأخير )[/frame]