الله يعوض عليك !!

الله يعوض عليك
نحن نسير بجملة (الله يعوض عليك).. وكلنا يطلب العوض من الله عز وجل إلا أن كثيرا من الوقائع التي تحدث ونخسر فيها أموالنا يجب أن ننتهج نهج تحميل المخطئ مسؤولية خطأه وبالتالي تعويضنا عن الأضرار التي تلحق بنا ولأن هذا طلب يعز على كثير من الجهات العمل به كتعويض عما لحق بنا من ضرر يصبح أقل الأضرار إعادة ما لنا لدى هذه الجهة أو تلك. وكثير من الجهات الخدمية تستنزف أموالنا بسبب خطأ إداري لا نتحمله ومع ذلك تذهب أموالنا أدراج الرياح مع التوصية أن يعوض الله علينا أموالنا التي تهدر هنا وهناك.
هل تريدون أمثلة لهذا الإهدار للمال والوقت والأعصاب معا خذوا مثلا شركات الاتصال حينما تخطئ في إصدار فاتورة ما فإنها لن تعيد لك الخدمة لك حتى لو أحضرت عفريت مصباح علاء الدين، وحتى إن حضر هذا المارد فهي سوف تطالبه بأن يوصي مرسله بالتسديد بدلا من لعب العيال بالتخويف بالجن أو بالشكوى لأعلى شخصية يصل إليها صوتك أما الخطأ الإداري الذي أحدثته فعليك المراجعة حتى (تحفى) قدماك ومع ذلك لن تستعيد ما دفعته. جهات كثيرة أخذت أموالنا ولم نستطع استعادتها حتى بـ(بوس الخشوم)، خذوا البنوك كأمثلة حاضرة لهذه المشاوير بعيدة الأجل، خذوا شركة الكهرباء، خذوا ورش صيانة السيارات، أمثلة عديدة يمكن أن تذهب رسومها هباء بسبب خطأ إداري ولن يتحمله سواك.
والمثال الصارخ لذهاب أموال المواطنين سدى ما يحدث في استقدام العمالة المنزلية هذه الأيام وقد سبق أن نوهت عن هذه المشكلة ولأنها لازالت تحدث وبنفس الطريقة فلا بأس من أن نغني على ليلانا علها تقدر المداد الذي نسكبه طلبا لرضائها.
وسأذكر هذه الحالة التي تحدث باستمرار من غير أن يلتفت إليها أحد لو قلت: أنا مواطن حصلت على تأشيرة عاملة منزلية وعند وصولها إلى المطار أبلغني موظف الجوازات بأن هذه العاملة ــ التي هي باسمك ــ سوف تعاد إلى بلدها لإنه سبق ترحيلها من المملكة بنظام البصمة ولقد تم إعطائي ورقة (مشهد) وعند تقديمها إلى مكتب الاستقدام للحصول على بديل لها طلب مني الموظف تسديد الرسوم مرة أخرى، فذهبت إلى المكتب الأهلي فأفادني بأنه لا يتحمل مسؤولية رسوم التأشيرة وقال لي: راجع الجوازات أو وزارة الخارجية لاسترداد نقودك أو ادفع رسوما جديدة والله يعوض عليك.
هذا المشهد هو المتكرر مع استقدام العمالة المنزلية، فمن يتحمل مسؤولية استقدام عامل أو خادمة تم ترحيلها من البلد وعادت مرة أخرى لخدمة مواطن آخر دفع رسوم معاملتها كاملة حتى إذا اكتشفت الجوازات أن هذه الخادمة تم ترحيلها لايجد المواطن من يعوضه عن خسارته المالية وينصح بالجملة الشهيرة (الله يعوض عليك).
فمن المسؤول عن إعطاء التأشيرة لعاملة سبق ترحيلها بنظام البصمة هل هي الجوازات أم وزارة الخارجية الممثلة في السفارة السعودية التي منحت لها تأشيرة القدوم مع أنه قد تم ترحيلها وهذا يعني عدم جدوى نظام البصمة ما لم يكن لدى سفارات المملكة المنتشرة في بقاع الأرض نسخ من بصمات المرحلين من البلاد.

بقلم عبده خال