ومضات رمضانيه

ومضات رمضانية
الكاتب/حمدان بن أحمد الشهري
جامعة/الملك خالد أبها
لجينيات
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد:
غداً ينشق فجر جديد ، مؤذناً بقدوم ضيف كريم ، وغائب عزيز ، عام كامل ونحن ننتظره بلهفة وشوق ، والكل هنا مجمعون على محبتة واحترامه ، إنه شهر الرحمة والغفران والبر والإحسان (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) فحي هلا بك يارمضان حبيب جاء على فاقة ، نعم كم نحن بحاجة إلى أيامه لنتعود على الصبر والبر ،وكم نحن بحاجة إلى لياليه لنتعلم جميل الدعاء وحسن الثناء ، من أراد أن تزكو نفسه وتطهر روحه ، وتستنير جوارحه وتصفى مهجته ، فعليه أن يدخل من باب الصيام والقيام ، فإن السعيد من عرف للشهر قدره فصامه إيماناً واحتساباً ، وعلم للشهر مكانته فقامه إيماناً واحتساباً ، ففي الحديث الصحيح (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم له من ذنبه ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) وفي شهر رمضان ليلة هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم ألا وهي ليلة القدر، التي تعدل قريباً من ثلاثٍ وثمانين سنة ، كان أنس رضي الله عنه يبشر أهله بها من أول ليلة في رمضان ، الله أكبر يارمضان يا شهر البر والإحسان ، كم ذابت المهج شوقاً إليك ،وكم دمعت الأحداق حزناً عليك، هاأنت تأتي وتقبل فهل نحن مستعدون لاستقبالك ياشهر الرحمات والمكرمات ؟؟؟
ولعلي أذكر نفسي وإياكم ونحن نستقبل هذا الشهر الكريم بمجموعة من الأمور التي نريد أن نطبقها في حياتنا دائماً وفي رمضان بوجه خاص:
أولها : تنظيف القلب من أمراض الغل والحقد والحسد فحري بالمسلم الذي ينظف ظاهره كل يوم خمس مرات بالوضوء أن ينظف قلبه ولو مرة واحدة في السنة من هذه الأمراض الخطيرة وقد أثنى الله تعالى على نبيه إبراهيم عليه السلام بقوله (إذ جاء ربه بقلب سليم ) فإن أعظم حابس للأعمال الصالحة هو ما تنطوي عليه هذه القلوب من الأمراض المنتنة ، التي تأكل الحسنات وتزرع بين الخلق العداوات نسأل الله أن يجنبنا الغل والحسد والبغضاء0
ثانيها : صون ألسنتنا عن الغيبة والنميمة والكذب وقول الزور ففي الحديث (من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ) فكم من صائم عما أحل الله ويفطر على ما حرم الله 0
ثالثاً : غض الأبصار عن الحرام وصون الأسماع عن الحرام فكم من رذيلة ولجت للقلب عن طريقهما (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً )
ياذا الذي ما كفاه الذنب في رجب000حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أضلك شهر الصوم بعدهما000فلا تصيره أيضاً شهر عصيان
واتل القران وسبح فيه مجتهداً000ولاتصيره أيضاً شهر عصيان
رابعاً : البذل والعطاء في رمضان فقد كان صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان كان أجود بالخير من الريح المرسلة وتعاهد الفقراء والمساكين والمحتاجين 0
خامساً: نريد أن يزيد لدينا منسوب الغذاء الروحي في مقابل نقصان الغذاء البدني الجسمي فنعم الغذاء غذاء الروح
وقوت الروح أقوات المعاني 000وليس بأن طعمت ولا شربتا
وغذاء الروح يكون بكل طاعة لله تعالى قولية كانت أو فعليه ، ومن أعظم القربات ، كثرة الصلوات وذكر الله تعالى في كل الأوقات ، وترديد وتلاوة الآيات 0
سادساً : نعم الزاد تلاوة القرآن في شهر القرآن (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان ) فليكن نصيبنا منه النصيب الأوفى والقسم الأكبر في كل يوم وليلة لتتعدد الختمات وتضاعف الحسنات (ورتل القرآن ترتيلاً)
سابعاً : إن كان للذكر لذة فهو في رمضان أشهى والذ وأطيب (واذكروا الله ذكرا كثيراً وسبحوه بكرة وأصيلاً ) وأفضل الذكر بعد القرآن لاإله إلا الله والإستغفار ومن كنوز الجنة كلمة لاحول ولا قوة إلا بالله وكلمتان إن خفتا في الميزان فهما عند الله تعالى عظيمتان ثقيلتان سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
ثامناً : وإن فاتني فلا يفوت التذكير بأهمية صلاة الجماعة في رمضان وغيره فحافظ عليها أخي المسلم وحافظ على النوافل والرواتب قبلها وبعدها وقم مع الإمام في صلاة التراويح حتى ينصرف ففي الصحيح (من قام مع إمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة وإن نام على فراشه )
تاسعاً: أذكر أخواتي المسلمات بوجوب استغلال الوقت في رمضان ولا يكن همهن التفنن في أصناف الطعام والشراب ويكون مصير أكثرها إلى النفايات والله المستعان وعلى الرجال مسئولية كبيرة في ضرورة التخفيف على النساء ، وعدم ارهاقهن بكثرة الإعداد للأطعمة والأشربة ، وليكن معك أختي في مطبخك إذاعة القرآن الكريم ، فنعم الجليس للمؤمن والمؤمنة هذه الإذاعة المباركة 0
اللهم كما بلغتنا رمضان فسلمه لنا وسلمنا له وتقبله منا سالماً يارب العالمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، وأجعل هذا البلد آمنا وسائر بلاد المسلمين ، ووفق ولاة أمورنا لما تحب وترضى يارب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين 0