سلسة الأدب العربي الجزء الرابع

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى أله وصحبه أجمعين وبعد :


الــــــــمــــقــــــــــــــال
تعريفه وأنواعه وأقسامه وأهميته


المقال : في اللغة مصدر لفظي جزئي من الكلمة قال يقول مقالا فهو مقول وهو من الفعل الثلاثي قال على وزن ( فَعَلَ ) .

واصطلاحا : فن نثري يعرض به الكاتب قضية أو فكرة ما بطريقة مشوقة ، وهو محدود الطول والحجم ، لا يتجاوز بضع صفحات في أقصى حالاته ، لذا لا يتوسع الأديب في الموضوع الذي يتكلم عنه ويعرضه ، وإنما يقتصر على فكرة وقضية محدودة .

مواضيـــــــــــــــــــــع المقـــــــال :
المقال ليس له موضوع محدد وإنما للكاتب أن يعرض أي موضوع يريد سواء كان ديني أو سياسي أو اجتماعي أو تاريخي أو نقدي ........ أو غير ذلك من المواضيع التي تتصل بالحياة .


أنواع المقال :
يقسم علماء اللغة المقال إلى نوعين كبيرين هما :
أولا : المقال الذاتي وهو الذي تظهر به شخصية الكاتب جلية واضحة وقوية آسرة ، حيث يكون عرض القضايا ممزوجا بعواطفه ومشاعره ، أو يعرض إحدى قضاياه الذاتية ، ويستخدم الكاتب في هذا الأسلوب اللغة الأدبية الرفيعة والصور الخالية المعبرة ، والإيقاع المؤثر .
ويشبه هذا النوع الشعر الغنائي في التعبير عن انفعالات الأديب وعواطفه دون الإلتزام بالأوزان والقوافي .
ولكن ربما يستخدم بعض المحسنات اللغوية من جناس وطباق واقتباس وغيرها دون التكلف في ذلك ، لكن يبقى المقال جميلا حينما يكون الكاتب بعيدا عن التكلف بطبيعته فإنه يوصل مايريد إلى القراء بسهولة ونجاح .

النوع الثاني من أنواع المقال :
المقــــــــال الموضوعي :يكون فيه الكاتب بعيدا عن عواطفه ومشاعره وقضاياه الشخصية ، يقدم الحقائق كما هي ، ويستخدم الأسلوب العلمي ، فيجمع مادته غالبا من العلوم الطبيعية أو الإنسانية ويرتبها ويعرضها بصورة فنية واضحة ومنطقية بعيدة عن الإيهام والتأويل ويقدم الأدلة المقنعة عليها ولايهتم بالصور الخيالية أوإيقاع الألفاظ والعبارات ،وكل مايعنيه أن يوصل حقائق الموضوع الذي يكتب عنه للقارئ بيسر وسهولة .

ونقول أن المقال الموضوعي إذا تجرد من جمال العرض أصبح حشد للمعلومات الجافة ، لذا يحرص كتابه دائما على حسن الصياغة وجودة الأداء وفضلا عن سلامة الألفاظ وصحة التراكيب.


أجــــــــــــــزاء المقــــــــــــــــــال :
يتألف المــــقال سواء كان ذاتيا أم موضوعيا من ثلاثة أجزاء وهي :
أولا : المقدمة ، فالمقدمة هي المدخل أو الباب الذي يدخل منه المؤلف إلى الموضوع الذي يريد فلابد أن تكون مناسبة لموضوع المقال ومشوقة للأذهان ،وتهيّئ القارئ لتلقي الموضوع .

ثانيا : العرض فهو الذي يقدم فيه المؤلف قضيته التي يريد أن يعرفها ، وينبغي أن يكون مرتبا ،وأن تكون فقراته متسلسلة متناسقة ، وأن يكون أسلوبه واضحا جميلا .


ثالثا : الخاتمة فهي التي يلخص الكاتب فيها موضوعه ،أو يعرض فيها النتائج التي وصل إليها ، وينبغي أن تكون مركزة واضحة .


قد اكتسب المقال أهمية كبيرة في العصر الحديث إذ اعتمدت عليه الصحف والمجلات ، وأصبح وسيلة التخاطب بين المفكرين والأدباء من جهة والقرّاء من جهة أخرى ، ويعمد بعض الكتاب إلى نشرمقالات في موضوعات معينة ، ثم يطبعونها بعد ذلك في كتاب ، كما فعل محمود عباس العقاد ومصطفى الرافعي وأحمد حسن الزيات وإبراهيم هاشم الفلالي.......وغيرهم .


هذا ماأحببت قوله في فن المقال والله أعلم وبقي لنا إن شاء الله فن المسرحية ونختم به أنواع الأدب وسيصدر قريبا بعون الله .