الشيخ حمد بن جازي ينقذ سجين من اعدام المندوب السامي

روى فلاح المصبحيين - وهو من المعاصرين للشيخ حمد- قصة من قصص المواقف و النخوة للشيخ حمد بن جازي وهي أن شخص يدعى صياح نصار المرعيين قد قبض الإنجليز عليه بتهمة قتله لضابط إنجليزي وانهم وجدوا المسدس الذي كان بحوزته يحمل نفس رقم مسدس الضابط المقتول على زعّمهم , وزجوا به في سجن عكة وعذبوه بكافة ألوان العذاب حتى انهم أتوا بكلب ليعذبوه به , فأنزلوا به أقسى أنواع العذاب وبعدها تم نقله إلى سجن المندوب السامي – الحاكم العام لفلسطين – في مدينة القدس ليحكم عليه , فحكم عليه بالإعدام ، فيما قد نفذ كتاب إلى أهل المحكوم يدل على مكانه والحكم الذي صدر فيه , فأرسل أهله أخته إلى حمد بن جازي ( أخو صيته ) فنزلت عنده دخيلة و أخبرته بما حصل وبطبيعة الحال استجاب الشيخ حمد مباشرة لمطلبها واتجه إلى الملك عبد الله الأول واخبره بذلك فكان رد جلالة الملك انه لا سلطة لديه على الإنجليز في فلسطين لانه نظام مستقل عن شرقي الأردن وانما أعطاه كتاب توصية لتسهيل عملية مقابلة المندوب السامي والدخول عليه فاتجه الشيخ حمد إلى القدس فما أن وصل إلى مقر الندوب إلا أن دخل مخترقا الحرس وهو متقلدا مسدسه وسيفه– الذي اعتاد على ارتدائهما دائما و معا– في هذا الموقف قال الراوي أن حمد بن جازي اخترق الحرس دون أن يعترضوه وذلك من الهيبة التي كان يتمتع بها حمد بن جازي رحمه الله , كما وقد ساعد الكتاب المرسل من قبل الملك عبد الله الاول بن الحسين من خلال الضباط العرب العاملين برفقة المندوب السامي بالتسهيل للدخول على مكتب المندوب السامي فما أن وصل الشيخ حمد إلى مكتب المندوب ودخل ، إلا أن مد المندوب السامي يده مباشرة على مسدسه – كونه لم يعهد أحدا يدخل عليه بسلاحه – وكذلك فعل الشيخ حمد وانما مد يده على سيفه فاستله وقال: " كف ايدك لاقطع راسك " فتدخل المترجم والضباط فيما بينهم واخبروا المندوب أن هذا هو الشيخ حمد بن جازي شيخ وكبير قبائل الحويطات, وبعد تهدئة الأمر، جلس الشيخ حمد وصبت له القهوة – من قبل الضباط العرب – وقال للمندوب السامي: " نحن العرب والقبائل من عوايدنا أن لا نشرب القهوة إذا قدمت إلينا إلا أن نأخذ الشيء الذي جئنا من اجله " فسأله المندوب السامي عن الذي جاء به ؟ فاخبره الشيخ حمد بأن له سجين عندهم سماه وانه يريدهم ان يطلقوا سراحه , فرد المندوب السامي أن هذا السجين محكوم عليه بالإعدام في قضية قتل و لا يمكنه إطلاق سراحه وان الامر خارج سلطته ولكن اخبره انه يستطيع إرسال برقية لبريطانيا بهذا الامر, وكذلك فعل بأن أرسل برقية مستعجلة لملكة بريطانيا شرح فيها ما حصل ، فصدرت الإرادة من ملكة بريطانيا بإطلاق سراح السجين المحكوم تكريما لحمد بن جازي فأخذه الشيخ حمد معه وارجعه إلى عمان .

وقد نضم أحد الشعراء قصيدة بهذه المناسبة مادحا فيها حمد بن جازي ونختار منها :

يـا راكبا مـن الـصـفــر فـوق سـيــار ***انـتــوا حــرار ووجـهـكو لــلـقـرومــي
وتـلفـون بـيـتـا مـجـتمـع كـل الأخيـار***هــذا جــديــد وهــــذا يــقــومـــــــي
وبـيـت الـذي لـو ضـيعـه كـل الأبـصار*** الهوش في تـالي الـجرايـر تــحــومي
قــولــوا لفـانـا يا فـتــى الــجـــود زوار*** عـســى الـمـحل بــطـول عمرك يدومي
وعــــسى بـــلادك تركي وبـل الأمـطـار*** وعـسـى يـصيـده من جـديـد الوسومي
ســـيـل قـــوي ويــــتـل الـــسيـــل نوار*** يـطـلـع نـواهــا بالـجـلـد والـرســومي
وهذا أخو صيـته ياخذ من طرش الاقفار *** ويـامـا اتــعـبــو من كـل قـبـا قـحـومي
بـعـض الـشيـوخ في الموزمة تـقول منشار*** والا انت عن كل اللوازم تــشــــومي
يـا شـيـخ يا الـلــي للنواميس دوار *** لــك الــبـيـاض مــع كـــل حــي يــحــومي
يـفـــداك مــنهو فـي الـمـجاليس فـشـار *** أيـده قصـيرة عنـد قـضـي الــلــزومي