الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتـدى الــمــواضـيـع الــعــامــة خاص بالمواضيع المنوعة التي ليس لها قسم مخصص

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-09-09, 06:46 AM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
اعضاء الشرف
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Mar 2008
العضوية: 4062
المشاركات: 5,172 [+]
بمعدل : 0.81 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 731
نقاط التقييم: 10
أبوسليم is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
أبوسليم غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتـدى الــمــواضـيـع الــعــامــة
افتراضي حضارة الرصيف


حضارة الرصيف

الرصيف : ملتقىً يجمع الألف والياء الحضاريَّ بالمفهوم المطلقْ ..
فيه وعليه يترعرع الهمُّ العامُّ والخاصُّ ، في كثافة نادرة يكاد يتفرَّد بها دون غيره على امتداد المكان والزمانْ
وهو الميدان الذي تتلاقح وتتصارع فيه الثقافاتُ ،والأيديولوجيات ،وتتآلف ،وتختلف ،في رحابه كل المذاهب الدينية ،والسياسية ،والأخلاقية واللا أخلاقيةْ ..
هو مُشاعُ المِلكيةِ لا يحتاج روّادُه لبطاقة دعوةٍ أو لشارةِ انتسابْ ..
وهو أيضاً مجَسُّ نَبْضِ الأمّةِ ، ومقياسُ الحرارة ،والضّغطِ ،وفَقْرِ الدّمِ وكافة أنوَاع الحمى ، والفشل الكلوي والإبداعيِّ ،وتصلُّبِ ،الشرايينِ ،والقلوبِ ،وانحلالِ الكريات وكافةِ الانحلالات ، وكُلِّ الأمراض السارية والمستوطنةِ والممكنةِ والمستعصية ، وموْئلِ الارتياح الخاصِّ ..!!
وبؤرةِ المعاناة العامّة....وغيرِ ذلك من العوامل المتممة للسياق الحضاري لهذه الأمة العتيدة الراقيةْ .....!!
والرصيف بعد هذا يُعَدُّ – في حالته المثالية تعبيراً رسمياً عن حقٍّ مقدسٍ من حقوق الإنسان ....
واعترافاً صريحاً فيه .... ويداً بيضاءَ للناظرينِ ، على طارقهِ ، والمعتبرِ منه ، والمتسكِّع والمقيمِ عليه ، وذوي الاحتياجات العامة والخاصة .. عليهم جميعاً شكرها لتدومَ النِّعم ..!
فتأمل وأنت تُشنِّفُ رصيفاً بوقْع أقدامك الثابتة الواثقة....كم تربح وكم تخسر سباقاً..لم تكن على موْعدٍ معه ... وكم تُتاح لك الفرصةُ لتقرأ صُحفَ الصباح من مصادرها ..
وكم تُثبِّطك تثاؤباتُ الظّهيرة...وكم تُحسِّرك تنهُّداتُ المساء .. وكم تقلِّبك دفاترُ الليل من الجلدة إلى الجلدة ..
وفوق هذا وذاك كم تحفظ مما شاهدتَ ،وسمعتَ ،وقرأت عن ظهر قلبٍ ،حتى أنه لا يفوتك ضرْبُ الرمْلِ ،وخفةُ اليد ، وقراءةُ الفَنجان ، وكأنك ترى الدنيا وليدةً عاريةً ، قبل سِتْرِها بالدّيارة ، والميني ، والشيال ، والبانطو ، والجلباب ...!
تراها بكامل تفاصيلها ،سافرةً لا يستر عوْرتَها إلا كفُّ القابلة لحظةَ صَفْعِها على قفاها لتصرخ .... وقد علّقتها باليد الأخرى من شعرها ...
مشهدٌ لا يُتاح لك إلا وأنت على صهْوةِ رصيفْ ......
هناك لو حَباك القدرُ ومنحك فرصةَ العُمُرِ ..... وكان سمعُك وبصرك في تناغُمٍ وانسجامٍ مع رشاقة أقدامك وانطلقتَ وعلى بركة البلدية ومجلسها العتيد في رحلةِ اسْتطلاعٍ رصيفيةٍ ،لوقفتَ على أهم العوامل الحضارية والخصائص الإنسانية لأقرانك المقيمين ،والمطلين ،والعابرين السّبيل ،والعابرين الترانزيت عليه....!!
لا يُثْنيكَ – وقد عزمْتَ – عمودُ إنارةٍ في صدْره أو عجْزه ، أو حُفرةٌ لغرفة تفتيشٍ قيْدَ الإنشاء منذُ عشْرِ سنواتْ ..
أو كبينةُ هاتفٍ حالَتْ دون الْتقاء مَا قبلها بما بعدها ، أو بقايا لوحةٍ مرورية أو دعائيةٍ ، كباقي الوشم في ظاهر اليد ، أو مطباتٌ تكرّم المقاول على المارّةِ والـنُّزلاء بها .... للحدِّ من السرعة والتفْحيطِ ... حفاظاً على سلامتهم .... !!
ناهيك عن الإخلاص في التخطيط والإنشاء ، ونزاهة وعفَّةِ السائل والمسئول .....
وعلى الرصيف ، ترى وتسمع ما لا ترى ولا تسمع حتى في الجنة ،ولا حتى في النار لا قدّر الله ...... !!
لأنهما ترتعان على مائدته معاً ..... وعلى مدار الساعة ....
وأنت على الرّصيف يحدُّك أقصى اليمين ،وأقصى اليسار،وأقصى الأفق ،وأقصى الحضيض .. وما بين هذا وذاك ...!
تضاريسٌ ، ومناخاتٌ ،لكل زمانٍ ومكان ، لا يَنْظِمها في عَقْدٍ فريدٍ إلا الرصيفْ ..... !
وعلى الرصيف أيضاً ، تَبُثُّ كُلُّ الفضائياتِ الممنوعةِ والمسموحةِ بلا حدودٍ وبالصوت والصورة وبألوان الطّيْفِ في مزيجٍ فُسيفسائي رصيفيٍّ مُعجزْ .... !
والعابرُ النَّجيبُ ؛لا يُفرّط بصُحبةٍ رصيفيةٍ حتى ولو كان مبتغاه في الجانب الآخرِ أو في الشارع الآخرْ ... !
كيف لا ؛ وهو الذي كُتبتْ له في كلِّ خُطوةٍ سلامة ..... يقرأ الماضيَ والحاضرَ والمستقبلَ ....... لا تُعجزه مُفردةٌ ولا عبارةٌ ، فلغةُ الرّصيف أسبقُ من لغة الأوغاريت ، والهيروغليف ، والإغريق ، واللَّاتين ،وهي السَّهلُ غيرُ الممتنعِ على بصيرٍ سميعٍْ ،لأنها لغة الفطرة التي لم تلوثْها الرَّسمياتُ والنفاقاتُ الاجتماعيةُ ،والمُمالآتُ السياسية والتكلّفاتُ الدينية والمضارباتُ المادّيةُ ..... ومُفرداتُ الكواليسْ ..... !
فهي لغةُ الإيماء والإيحاء العفويَيْن ..... الفطريتين .... !!
وعلى الرّصيف ؛يروي لنفسه كُلُّ ذي همٍّ همّهُ ، وكلُّ مقهورٍ قهره ، وكلُّ مكبوت كبْته ، وكلُّ مظلومٍ ظلمهُ وكلُّ حالم حُلُمه ، وكلُّ مُحبطٍ إحباطهْ ..... !
ظناً منهم أنهم في نجوى لا تبرح الخاطرَ ، بينما يطْفح الظّاهر بكلِّ السرائر في بوْحٍ لا يبقي ولا يذرْ...فالاًّ قَيْدَ الرقيب ،وفاضّاً لثام التشفير....لتصبحَ لغةُ الرصيفِ كالضّوْء والهواءِ ،والأنينِ ،والإعصارِ ،وصمْتِ القبورْ....!
فيسمعها ويقرؤها مَنْ في السماواتِ والأرضِ ، إلا المسئولين الذين ما خُلقتْ أقدامُهم إلا للموكيتِ والدِّيباج ووطْئ المراتعِ والقصورْ ..... !
وكما في علم الأدوية لابُدّ من حاملٍ للمادة الفعَّالةِ كذلك للثقافة أيضاً حاملٌ يتأبّطُها ، وبكل إصرار يُلحُّ على طالبها ليكسوَهُ بُردةً لا يَقَرُّ بعدها أبداً ....... !
فثقافةُ الرّصيف جِهازيةٌ تنتشر بسرعة الضّوْء على مِساحة الجلدِ لتستقرَ في النُّخاع ، والكُريّات ، والخلايا .... وفي كُلِّ ضمير حيْ .... !
فتخْتلط الأبجديات ، وتنصهر الذّوات ،لتنسكبَ في قوالبَ لا نهائيةٍ متوازيةً مع الأعداد اللانهائية لروّاد الرصيفْ...... !
وهذا الاندماجُ يُثير حفيظةَ المحافظينَ على نقاء الهوية الذّاتية الفردية خَشْيةَ انْتقالِ العدوى عن طريق المشاهدة والمصافحة ، والتعاطف ، والتعاضد ، والتطلّع ، والتأّمل ، والتأثير والتأثّر .... وكُلِّ سببٍ في تغيير ديمغرافية الفرد حتى ولو كان يتوق إليها ، ويعمل كُلَّ ما بوسعه للحصول عليها ..... !
وبِناءً على ما تقدم قرّر المعنيون الآتي :
حيث لابُدَّ من رصيفٍ على هامش كُلِّ زُقاقٍ أو شارعٍ في قرية أو مخيّمٍ أو مدينة أو شبه مدينة ..... وتطبيقاً لمعاهدة جنيفْ .... زمنَ الحرب ..... ولمنظمة حقوق الإنسان ، ولمقررات الكومونويلث ،وعدم الانحياز والانحياز والقمم العربية ،والإدارات المحلية المفرّزةِ ..... والدُّولية الراعية ، ومواكبةً لمقتضيات الغات ، والنِّظام العالميِّ الجديد ، وسولت 1 ، 2 ، 10 ، والحربِ على الإرهاب ..... والتوازنِ الاستراتيجيِّ ، وسلامِ الشجعان ، وحوار الطِّرشانِ ..... ولقاء العميانْ ..... تقرر :
إنشاءُ ، واستحداثُ ، وإقامةُ أرصفةٍ في كُلّ مَمَرٍّ حتى ولو تعانق الرصيفُ فيه مع الرصيف المقابلِ ..... وتحولتْ وسائلُ النّقلِ كالدّراجات بأنواعها ،والطرزيناتِ الثلاثية والرباعية وتِقنَياتها ، وناقلاتِ مواد البناء والجند ،والعتاد ،وطغيانها ،وحاوياتِ النِّفاياتِ المغْلقة والمكشوفة وملوِّثاتها ، والجراراتِ والمجرورات وقيثاراتها والطنابر بأشكالها ونافثاتِ الموت بأحجامِها وإلى آخر ما تتسع اللغةُ وملحقاتُها ...... تحولوا جميعاً إلى مُحلَّقاتِهم .... التي قد يتشرَّف الألفُ الرابعُ بتدشينها وافتتاحها ...
إلا أنه لا يفوتهم ،أن تكون الفواصل على كلِّ رصيفٍ لا تسمح بعبور أكْثَرَ من شخص واحدٍ على ألا تتجاوزَ حُمولتُه .... بل وزنُهُ بكامل همومه ،الخمسةَ والخمسين كغ .... تحسُّبا لانهياراتٍ أو انهراساتٍ تفضح المستور، والآمر المأمور ....كذلك على الحواجز والمعوِّقات الرصيفية ألا تقلّ عن جدار العزل بين أوسلو وشرم الشيخ وماقبلهما ..... !!
أتحدى أن يجد اثنان متّسعا على رصيفِ أيِّ شارعٍ ذَهاباً وإياباً ... أو ذَهاباً بلا إياب .... وفي أية مدينة من مُدُن الوطن العامرة .... لإتمام نصٍّ يستذكرانه ولو بحجم النَّشيد الوطنيِّ دون فاصل أو قاصمٍ يجعل الحُماةَ في وادي ، والديار في وادٍ آخرْ ..... !!
ولو تأمل الاستراتيجيون كم يؤسِّسُ الرصيفُ أو يساهم في إرْساء دعائم البُنيةِ التَّحتيةِ للتوازن الاستراتيجي محليّاً وعالميّاً ...... لأوْلوه العنايةَ القصوى ، وبادلوه المواقع ، وأصبح مكان الشارع ، لتحققَ أعظمُ شرطٍ من شروط إنشاء الأمة الفاضلة ..... !
ولكن شريطة ألا يشملَ التبادلُ شارعاً تمزقه المفارقُ والإشارات المروريّة والحواجزُ الأمنية ، وألا يكونَ موْسوماً بخواريقَ هاتفيةٍ وكهرُبائيةٍ ، وصرفٍ صحيّْ ..... أو مُصاباً بجدريِّ المناهيلِ ....... التي السقوط فيها أرحمُ من الاصطدام بحواجز التَّحذيرِ المضادّة للدّروع والمتمترسة حولها ....
أما بعد :
فان المتأمِّلَ الحكيمَ المُعتبِرَ يستنبط الأحكام من كلِّ حدثٍ أكان فاعلاً فيه،أم مفعولاً به،أم شاهداً عليهْ...!!
فمن التبادل المقترح نستنبط الأحكام التالية :
نُموُّ وازدهارُ الحسِّ المقارنِ حَسَبَ الاستعدادِ لكلِّ رصيفيٍّ عابرٍ أو مقيمْ ..... !!
زيادةُ القواسمِ المشتركة طرْداً مع زيادة عرض وطول الرصيفِ ،وقلّةِ المعوقات فيه أو عليه ... !!
الشعور بالذات الكلية ..... وتطور الأنا إلى النَّحْنُ ....
حضور الشّاهد الموضوعيِّ دون إكراهٍ ،أو إغواءٍ ،أو استدراجٍ...وبكثافةِ الشَّهيقِ والزَّفير للرصيفين
العِبْرةُ والموعظة من الألف إلى الياء ، وهي في مُتناول حتى الجاثين والمنبطحينْ ... !!
كذلك ؛ تزاحُمُ الأقدامِ ، يُحيي الأرحامَ ، ويخصبُ بعد جدبٍ مراتع الوئامْ ...
والرصيف ينتج ما لا تنتجه حقول وبساتين الدنيا على اختلافها المنُاخيِّ والجغرافيِّ والأيديولوجيِّ ، والأكاديميِّ ، والدينيِّ ، والفضائيِّ ، والأرضيِّ وما تحت الأرضيِّ ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. !!
والرصيف المثالي لا ينجب إلا رُوّاداً مِثاليينَ ... لأنّ الطّارقَ الحاذق يعيش الواقع المطلق وهو في رحابه ... أكثر مما يعيشه في الجامع ،والجامعة ،وملاعب القدم ، والسينما ، والمسرح ، وكأسك يا وطن وغربه ،والمشاغبين ،والنوادي الليلية ،والنهارية ، والرمال الذهبية ، وعاصفة الصحراءْ .... لأنه من حُسْنِ طالع الرّصيف أن يكون موطئاً لكلِّ الأقدام التي إلى الخلف ،والتي إلى الإمامْ ... !!
وفي المحصّلة فإن الرصيف : هو المؤتمر الشعبي الوحيد المنعقد على مدار الساعة ، والذي يُدير شؤون المؤتمرين في رحابه بشفافية و حيادية مطلقتين ....!وهو فوق هذا وذاك ، البوْتقة التي تنصهر فيها كُلُّ المتناقضات والمتنافرات ، والمتصارعات حتى الموت ....!! لتتشكّلَ – في خندق الشرف – قوةً رادعةً تذود عن حِياض مُوحِّدِها ، وحاضِنِها ، وقاسِمِها المشتركِ ، رُغمَ اختلافاتها الأسلوبية ، والمنهجية ، والعقائدية لأنها في النهاية أمام خطرٍ داهم واحدٍ...ومصيرٍ مشترك مُستهدفٍ واحدْ ....!!
ومع أهمية الرصيف عند غيرنا دون استثناء ..... يؤرق الغيورين سؤالٌ صاعقٌ ، مَنِ المستفيدُ من إبقاء أو جعْلِ الرصيف في أحسن حالاته في وضْعيَّةِ الموت السريري ... لا يلفظ أنفاسه فنعزي فيه ... ولا يحيا فنحيا معه ...!!
وأخيرا : لا أظن رصيفاً مثالياً يليق بشارع بدائي ...... ولا بأقدام تدبُّ عليه دبَّـاً أو تطرقه طَرْقَـا ...... قد يسمع الموتى صداها ...... ولكنها لا تُسمِعُ من في القصور ..... !!
ولو كانت لي أمنيَّةٌ أخيرةٌ لتمنيت أن تكون لهذا الوطن أرصفةٌ تتسع لهمومه ،وتطلعاته ،حتى ولو كانت على حساب الجامعات ، وأفران الخبزِ ،ومعسكرات التدريبْ .


يمام 9-9-2009















عرض البوم صور أبوسليم   رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الرصيف , حضارة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:31 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL