ثلاثية العودة ......من ديوانى(ساعه قبل الموت)
( 1 )
لا تستغربين بداية نهايتي
فكم نعمتي ببؤسي وسكراتي
أبكي من العيون
الجاهلة دموعها
ويبكي القلب من قطيعتها
وأعاتب الصمت
سيد حالي ........
يبكي الأحلام كالواحة ترتسم
وشلال من سفل وعال
ينحدر من جندول عرف الطريق
وسبقه بين الرمال ......
طاغية الحسن
وما أحد يغازلها
تسقي الماء
تحايل الظمأن
" تعالى " ........
فأرتوى منها متنهدا
فتهتز مفاتنها
فيعرض الأعمى
شارد البال ........
ولولا ما عهدت من أنقلاب الأماني
التي صارت في جوف
جبالها وصحاريها
الباكية سفوحها الثلجية
أغاني .......
تهتز الجبال
بوخذات من ضميرها
فيطلق إستغاثة نحو الحقير
فيثبت فؤادها
والعقل في الطريق
نحو الزوال .......
نم يا فؤادي وأسترح
فلن تتبدل صحاريك
ولا الصمت يشجيه العواء
وإطلاق الصراخ
في سمع الليالي ......
يا وطن قام بداخله
وأقام حبا بين صروحي
فيصبح سرابا آل .......
وما هو بسراب تحسبه
إنما واقع في أحضان الذئاب
والسؤال مطروحا
على موائد المنافقين
هل نعود ؟ يوما
بعدما حملت سفاحا
أتفخر بالإنجاب ؟
فالكبرياء المفقود يتكلم
يهزي
يتعلم
في طريق العودة المسدود بالأنوال ....
ويبقى السؤال
وإن ضن الجواب
في أذهان الأحياء
معلقا
يترقب
أو مشنوقا بمئات الحبال ......
كيف لي وأنا حبيس هواكي
وأنتي راغبة في القرود
والخنازير والكلاب
أراكي
إنذار وإنتظار
وملل ثم ملل
يأس يخاطبني
تسأل عن الانكسار
والإنحدار
ثم انتظار يعقبه انتظار
أين حلمك المنهار ؟ !
وسيف عاجز
تهزمه جموع الأقوال
أجيبيني يا حسناء الحسنوات
يا أم الدنيا
هل نعود ؟!
أخشى أن تقولي
" جُن الغلام "
فهل تزيدي لمأساتي الكمال .....
أحقا جننت ؟
ولكني لا أرى نوحا وأطلال ....
أدرك أني جننت
حين سمعت صدى بلا صوت
يشق يأس المدينة المظلمة
جننت
لإحتراق ديواني العزيز
جننت
لإجداب شجر الجميز
أحقا أنا المجنون ؟
وعاقلوك نسوا الأهوال ؟ .......
فسل المدينة عني
سلها
عن مرض لإجتماع الهموم
والغيوم
ونشوتها للأحزان
في سنا احتراق القش
عن صوري المذدراه
على مسرح هش
سأصدق جنوني
عندما أسمع العواء
عندما تقوم قيامتها
وصفير حظر التجوال .......
ساعتها أيها المجنون ردد
هل نعود ؟
هذا السؤال ..........
شاعر المظاليم / ياسر دياب الحويطي
ثلاثيةالعودة
العرض الشجري