أسنان بلا فم!!!

أحبائي :جيل المستقبل... وفرسان الغد...
العم أحمد رجل كبير في السن... سخر حياته لخدمة كتاب الله ... قراءة وتعليماً ...فله حلقة في المساء حتى قبيل المغرب...وحلقة أخرى قبل وبعد المغرب...وثالثة في المسجد بعد صلاة العشاء...ليس له هم إلا القرآن ...يتلوه ليلاً ونهاراً ...يقوم وقت السحر ويصلي ماشاء الله له أن يصلي... فيتلوه من القرآن حزبه...
ولا يترك قيام الليل لا في السفر ولا في الحضر....
من صفاته التي تندر أن تراهافي غيره , هي : سلامة الصدر ... والقناعة ...والتواضع ... كما أن له ابتسامة تأسر القلوب ... وفيه رحمة ورقة قلب ... سخي يبذل ما لديه دون تردد أو بخل ....
أحبائي : لا بد أنكم في شوق لمعرفة القصة.... فمن صاحب الفم الخالي من الأسنان ؟؟؟
في يوم الجمعة كنت بجانب العم أحمد ... وكان يصلي السنة قبل الصلاة ... يطيل الوقوف والقراءة ...وكذا الركوع والسجود ... أما بقية الجالسين في الصف .... فقد شغلوا أنفسهم بقراءة القرآن والذكر...
كان العم أحمد مصاباً بالبرد ذلك اليوم .... ولا حظ من حوله كثرة عطاسه ... وفجأة !!!!
ومن غير مقدمات .....
وبينما كان العم أحمد قد وقف للتو بعد السجود... وحين شرع في قراءة الفاتحة ؟؟؟
عطس عطسة قوية خرجت أسنانه من فمه على إثرها وسقطت بعيداً عنه ... في الصف الذي أمامه !!
سبحان الله !!! ماذا أرى ؟؟؟ هل هذا حقيقة أم حلم ؟؟؟ أسنان بلا فم!!! تجهت أنظار الناس من حول العم أحمد....
وكلهم يحاول معرفة هذا الكائن الغريب الذي ظهر فجأة أمامهم ... فماذا فعل العم أحمد ؟؟
استدرك الأمر ... فا ختصر قراءته وركع وسجد ... وعند السجود مد يده أقصى ما يستطيع ... فأمسك بأسنانه التي خرجت من مكانها مع اللثة ... أكمل صلاته والضحك يقطع أمعاءه .... والحياء والخجل من الناس يسيطر عليه .....
وعندما سلم وفرغ من الصلاة ... رأى أعين الناس تحدق به ... بل تجرأ أحدهم وسأله :ماذا جرى يا شيخ ؟؟؟ فأخبره العم أحمد :بأن أسنانه صناعية ... ولهذا خرت من مكانها من شدة العطاس!!!
أحبائي :هل تعرفون ما حدث ؟؟

كان العم أحمد في شبابه يدرس في مدرسة لحفظ القرآن الكريم ... وفي يو من الأيام دفعه صديقه
" سليم " رحمه الله من أعلى السلم ... فسقط من عليه ... وأصيب في وجهه ... فاختلعت أسنانه ... وبدأت بالسقوط ... حتى لم يبق له في فمه سن واحدة ... فاقترح عليه بعض محبيه أن يضع في فمه طقم أسنان متحركاً مع اللثة ... فهو في ريعان الشباب ... استجاب لطلب أحبابه ... فاستمتع في حياته ..

فانتبهوا يا أحبائي إلى أسنانكم ... فهي كنز لا يعوض ... وثروة لا تشترى.