13-02-10, 02:12 AM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
مجلس الادارة |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Jun 2009 |
العضوية: |
7250 |
المشاركات: |
5,394 [+] |
بمعدل : |
0.91 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
758 |
نقاط التقييم: |
208 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
آدآآآآآب النصيحة..
آداب النصيحة
يُحكى أن الحسن والحسين مرَّا على شيخ يتوضأ ولا يحسن الوضوء. فاتفقا على أن ينصحا الرجل ويعلماه كيف يتوضأ، ووقفا بجواره، وقالا له: يا عم، انظر أَيُّنا أحسن وضوءًا. ثم توضأ كل منهما فإذا بالرجل يرى أنهما يحسنان الوضوء، فعلم أنه هو الذي لا يحسنه، فشكرهما على ما قدماه له من نُصح دون تجريح.
***
النصيحة دعامة من دعامات الإسلام. قال تعالى: {والعصر. إن الإنسان لفي خسر. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} .
وقال صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة).
وللنصيحة جملة من الآداب، منها ما يتعلق بالناصح، ومنها ما يتعلق بالمنصوح.
آداب الناصح:
الإخلاص:
فلا يبغي الناصح من نصحه إظهار رجاحة عقله، أو فضح المنصوح والتشهير به، وإنما يكون غرضه من النصح الإصلاح، وابتغاء مرضاة الله.
الحكمة والموعظة الحسنة واللين: فالكلمة الطيبة مفتاح القلوب، قال تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [_النحل: 125].
عدم كتمان النصيحة:
المسلم يعلم أن النصيحة هي أحد الحقوق التي يجب أن يؤديها لإخوانه المسلمين، فالمؤمن مرآة أخيه، يقدم له النصيحة، ويخبره بعيوبه، ولا يكتم عنه ذلك. قال صلى الله عليه وسلم: (حق المسلم على المسلم ست).
قيل: ما هن يا رسول الله؟ قال: (إذا لقيتَه فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبْه، وإذا استنصحك فانصحْ له، وإذا عطس فحمد فشمِّته، وإذا مرض فَعُدْه (فزُرْه) وإذا مات فاتبعه (أي سِرْ في جنازته) [مسلم].
أن تكون النصيحة في السر:
المسلم لا يفضح المنصوح ولا يجرح مشاعره، وقد قيل: النصيحة في الملأ (العلن) فضيحة.
وما أجمل قول الإمام الشافعي:
تَغَمَّدَني بنُصْحِــكَ فــي انفـــِرادِي
وجَنِّبْنِــي النصيحــةَ فِــي الجَمَاعةْ
فـإنَّ النُّصْــحَ بَيـْـن النــاسِ نـــوعٌ
مــن التـَّوْبيخ لا أَرْضَى اســتِمَـاعَه
كان من أدب رسول الله صلى الله عليه وسلم في إنكار المنكر، أنه إذا بلغه عن جماعة، ما ينكر فعله، لم يذكر أسماءهم علناً، وإنما كان يقول: «ما بال أقوام يفعلون كذا»، فيفهم من يعنيه الأمر أنه هو المراد بهذه النصيحة، وهذا من أرفع أساليب النصح والتربية يدلنا عليها المربي الأكبر محمد صلى الله عليه وسلم.
قال رجل لعلي رضي الله عنه أمام جمهور من الناس: يا أمير المؤمنين، إنك أخطأت في كذا وكذا، وأنصحك بكذا وكذا. فقال له علي: «إذا نصحتني فانصحني بيني وبينك، فإني لا آمن عليك ولا على نفسي، حيث تنصحني علناً بين الناس».
وقيل لمسعر: «أتحب من يخبرك بعيوبك؟ فقال: إن نصحني فيما بيني وبينه فنعم، وإن قرعني بين الملأ فلا»، وهذا حق؛ فإن النصح في السر حب وشفقة، والنصح في العلن انتقاص وفضيحة. وهذا هو قول الشافعي رحمه الله: «من وعظ أخاه سرّاً فقد نصحه وزانه، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه».
وخطب المنصور مرة يذكِّر الناس بطاعة الله ومجانبة معاصيه، فقام إليه رجل فقال: أنت يا أمير المؤمنين أولى بأن تذكَّر بطاعة الله واجتناب معاصيه، فاتق الله وحاذر غضبه. فقال المنصور: والله ما أردت بهذه النصيحة وجه الله، ولكن أردت أن يقال بين الناس: قام إلى أمير المؤمنين فنصحه. فهذا من المنصور تنبه لخفايا النفس وشهواتها، وإن الورع والزهد والنصيحة والجرأة في الحق قد يكون شهوة من شهوات النفس كما تشتهي النفس طيب الطعام وجيد اللباس.
أما الذين يشهرون بعيوب الناس، ويهتكون حرماتهم في المجالس، بحجة النصح والجهر بالحق، فذلك جهل بدين الله شائن. وتلك هي الغيبة التي نهانا عنها الله ورسوله. وليست النصيحة إلا أن تذكِّر أخاك إذا أخطأ، وتنصحه إذا انحرف، وليست الغيبة إلا أن تذكره بما يكره وهو عنك غائب.
فإن التشهير لا يجوز في حالة ما، مهما كان الباعث على ذلك. إن لك أن تنكر الفعل لا أن تشهر بالفاعل. وقد علّمنا الله ذلك حين قال لرسوله صلى الله عليه وسلم: «فَإِنْ عَصَوْكَ فَقُلْ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تَعْمَلُونَ». بأن يتبرأ من عملهم لا منهم أنفسهم، وليس هو إلا لكراهة التشهير بالناس، تشهيراً يؤدي إلى العداوة والبغضاء، ويزيد في الفرقة والشحناء.
أن تقدر طباع الناس وغرائزهم:
وأنهم ليسوا ملائكة ولا أنبياء، فلا تطمع أن لا تعثر على زلة أو هفوة لأحد من إخوانك، ولكن احمل ذلك على الضعف الإنساني الذي لا يكاد يخلو منه أحد، وعلى الغرائز التي لا ينجو من سلطانها إلا الأقلون، وانظر أنت في نفسك، ألا تقع في مثل تلك الزلات؟ فلماذا تريد من الناس ما لا تريده من نفسك؟ ولعمري ما أجمل قول شاعرنا العربي:
ومن ذا الذي ترضى سجاياه كلها؟
كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه
بل ما أروع قول الله تبارك وتعالى في وصف النفس الإنسانية على حقيقتها حين يقول على لسان امرأة العزيز: «وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّي».
فإذا ذكرت ذلك، كنت إزاء خطأ من صاحبك تذكره بالصواب فيه، لا إزاء عيب تزدريه من أجله، وتنتقصه بسبيله. قال الشافعي رحمه الله : «ما أحد من المسلمين يطيع الله ولا يعصيه، ولا أحد يعصي الله ولا يطيعه، فمن كانت طاعته أغلب من معصيته فهو عدل». هذا والله هو الفقه والعلم والحكمة التي لا يقف عليها إلا أطباء النفوس. وأكمل الناس وأورعهم وأقواهم ديناً وأكثرهم لله خشية ليس هو الذي يزدري العصاة، ويحتقر المذنبين - فضلاً عن إخوانه من طلبة العلم والمصلحين والصالحين -، ويرى لنفسه ميزة عليهم بتقواه وعبادته، وإنما هو من يرحم الناس، ويشفق على الخاطئين، ويعذرهم في نفسه، ويتقدم إليهم بالنصح كطبيب يعالج مريضاً، وهل رأيت طبيباً يحتقر مريضاً أو يزدريه أو يترفع عليه؟!. وصلى الله على معلم الناس الخير حين قال: «بحسب امرئ من الشر أن يحقر أخاه المسلم». رواه مسلم.
آداب المنصوح:
أن يتقبل النصيحة بصدر رحب:
وذلك دون ضجر أو ضيق أو تكبر، وقد قيل: تقبل النصيحة بأي وجه، وأدِّها على أحسن وجه.
عدم الإصرار على الباطل: فالرجوع إلى الحق فضيلة والتمسك بالباطل رذيلة، والمسلم يحذر أن يكون ممن قال الله -تعالى- فيهم: {وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد} [_البقرة: 206].
أخذ النصح من المسلم العاقل:
لأنه يفيده بعقله وحكمته، كما أن المسلم يتجنب نصح الجاهل أو الفاسق؛ لأنه يضره من حيث لا يحتسب. روي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أراد أمرًا فشاور فيه امرءًا مسلمًا، وَفَّقَهُ الله لأرشد أموره) [الطبراني].
شكر الناصح:
يجب على المنصوح أن يقدم الشكر لمن نصحه، فمن لا يشكر الناس لا يشكر الله
|
|
|