المالكي" وبلطجة السلطة"

"المالكي" وبلطجة السلطة

مفكرة الإسلام: أماطت صحيفة لوس أنجلوس تايمز اللثام عن حقيقة أن مئات من السنة الذين اختفوا خلال الأشهر الماضية قد تم العثور عليهم في معقل سري ببغداد نشأ في ظل ولاية مكتب رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي.
التعليق:
كتبه/علي صلاح
لم تكن مفاجأة تلك التي تم الكشف عنها مؤخرا بوجود سجون سرية بالعراق يديرها رئيس الوزراء الطائفي المنتهية ولايته نوري المالكي لتعذيب السنة, أما الغريب في الأمر والذي يدعو للسخرية في ذات الوقت هو أن المالكي ـ صاحب السجون الملاكي ـ يتزعم ما يسمى بائتلاف "دولة القانون" والتي خاض من خلالها الانتخابات الأخيرة, فأي قانون هذا الذي يعطيه الحق في اعتقال الأبرياء في سجون سرية وتعذيبهم بل ويصر على الاستمرار في رئاسة الحكومة رغم خسارته للانتخابات ويهدد بعودة العنف للعراق إن لم تستجب مفوضية الانتخابات لمطالبه بإعادة فرز الأصوات يدويا ليتمكن من التلاعب فيها, ويضغط على المحكمة الدستورية لتفسير القانون لصالحه من أجل عدم تكليف علاوي برئاسة الحكومة.
طائفية المالكي:
الكشف عن هذا السجن أكد المعلومات التي أعلنتها العديد من القوى السنية خلال السنوات الماضية والتي أشارت فيها إلى حرب منظمة يتم شنها ضد السنة من قبل مليشيات شيعية يتزعمها قادة سياسيون على صلة وثيقة بطهران, ونفت هذه القوى أن تكون الخلافات بين المالكي والصدر وتحجيم مليشيا المهدي التابعة للصدر من قبيل القضاء على هذه الحرب بل أكدت أنها حرب مصالح وأن المليشيات الشيعية تتحرك بحرية أكثر تحت غطاء الجيش والشرطة وتنفذ مهامها محصنة بقوة الحكومة والقانون الزائف, والدليل على ذلك انتشار جرائم عناصر الجيش والشرطة ضد المدنيين في المناطق السنة مؤخرا.
توقيت الكشف عن الفضيحة:
لقد تم الكشف عن الفضيحة مؤخرا رغم وجودها منذ وقت طويل بعد الخلافات الناشئة على تشكيل الحكومة, حيث يلقى المالكي معارضة من أطراف شيعية ترى فيه شخصية وصولية استغلالية رغم طائفيته, ومن هذه الأطراف مقتدى الصدر الذي رحل إلى طهران بعد محاولة المالكي القضاء عليه في صراع على الانفراد بالنفوذ الشيعي وبعد عدة ضربات وجهها المالكي لجيش المهدي التابع للصدر, كذلك هناك خلافات محتدمة على الزعامة الشيعية بين المالكي وعمار الحكيم زعيم ما يسمى "بالمجلس الإسلامي الأعلى" الشيعي, وكان الكشف عن السجن من داخل الحكومة وعن طريق وزيرة حقوق الإنسان العراقية وجدان ميخائيل وبعض المسؤولين الأمريكيين الذين تمكنوا من دخول السجن.
ملابسات الفضيحة:
لقد وجد المسؤولون الذين دخلوا السجن المئات من العراقيين السنة في السجن الواقع في قاعدة المثنى العسكرية القديمة شمالي بغداد,وأكدوا أن جميعهم من السنة, وأشاروا إلى تعرض هؤلاء المعتقلين إلى تعذيب شديد تضمن تعذيب أخ قبالة أخيه وابن قبالة أبيه لإجباره على الاعتراف, وقالت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية في تقريرها: إنه وقعت العديد من ممارسات التعذيب شملت الكثيرين, و كشفت عن أن السجن الذي يحتجز فيه 431 كانوا قد اختفوا من محافظة نينوى شمالي البلاد منذ مارس الماضي عقب عملية استهدفت المقاومة السنية. من جهتها, دعت منظمة العفو الدولية للتحقيق في قضية السجن الذي يديره لواء بغداد، وهي قوة خاصة خاضعة مباشرة للمالكي والذي كشف السجناء فيه أن أحدهم مات في يناير في إحدى زنزاناته تحت التعذيب.
احتجاجات سنية:
وقد شهدت مدينة الموصل اعتصاما نظمه المئات من أهالي المحافظة بينهم عدد من المعتقلين السابقين احتجاجاً على التعذيب الذي يمارس ضد أبناء المدينة في السجون السرية. وطالب متحدث باسم مجلس شيوخ عشائر الموصل بوقف الاعتداء على كرامة المعتقلين. وزاد من حجم الغضب نشر قناة الجزيرة الفضائية لصور العديد من ضحايا التعذيب وسردها لروايات بعض المعتقلين الذين أكدوا المعلومات التي كشفتها الصحيفة الأمريكية.
موقف الاحتلال:
يسلم الاحتلال من حين لآخر بعض المهام الأمنية إلى القوات العراقية التابعة للحكومة وسيتم العام القادم رسميا تولي هذه القوات لجميع المهام؛ الأمر الذي يؤكد انطلاق يدها بصورة أكبر لتنفيذ حرب إبادة ضد أهل السنة الذين يشكلون عقبة كؤود أمام الحكومات الطائفية المتعاقبة للسيطرة على البلاد والتحالف الرسمي مع طهران التي باتت أصابعها تتحرك في كل ركن من أركان العراق عن طريق عملائها ومليشياتها المسلحة, ويبدو الاحتلال حتى الآن غير مكترث من العواقب؛ شريطة أن تكون في إطار صفقة مع طهران تعطيه مميزات محددة في العراق وتطمئن "إسرائيل" من جهة برنامجها النووي, وإذا تم ذلك فسيغض الاحتلال طرفه نهائيا عما يجري من انتهاكات حقوقية للسنة في العراق خصوصا وأن السنة هم من كانوا وما زالوا يتولون مقاومة الاحتلال على كافة الأصعدة.