صحيفة: 50 جزائريًا يتشيعون ويعتكفون بـ"قـم"
مفكرة الإسلام: كشفت تقارير صحافية جزائرية، اليوم الثلاثاء، اللثام عن تشيع العشرات من الجزائريين، مشيرةً إلى أنهم يحظون برعاية خاصة في مدينة "قم" الإيرانية، تحت إشراف السفارة الجزائرية هناك.
وقالت صحيفة "الشروق" على موقعها الالكتروني إن عدد الجزائريين المنتمين إلى حلقات وصفوف الحوزة العلمية بمدينة قم المقدسة لدى الشيعة بلغ 50 جزائريًا، مشيرةً إلى أنهم سافروا إلى هناك لتلقي "العلوم الدينية وفق المذهب الشيعي".
وأضافت "ويحظى هؤلاء برعاية خاصة من قبل السفارة الجزائرية هناك باعتبارهم يشكلون أغلبية الجالية الجزائرية في إيران"، ولفتت إلى أن السفارة نظمت، مؤخرًا، زيارة جماعة لهؤلاء من مدينة قم إلى العاصمة طهران للمشاركة في إحدى المناسبات الوطنية، حيث أرسلت لهم حافلة لنقلهم جماعيًا، في خطوة لربط انتمائهم بالوطن.
وأوضحت الصحيفة أنه يوجد من بين الجزائريين في مدينة قم مهاجرون اختاروا الاستقرار نهائيًا في قم، حيث تزوجوا هناك، بينما البعض الآخر لا زال ضمن "حلقات العلم"، ولم يتم التأكد إن كانوا سيستقرون في المدينة أم يعودون إلى أرض الوطن.
التشيّع ينشط في الغرب الجزائري:
وأضافت "وهنا يطرح خطر نشر التشيّع في الجزائر لأنهم سيعودون مشبعين بالأفكار والمعتقدات الشيعية التي تطال الصحابة ورموز التاريخ الإسلامي في بعض تفاصيلها، علمًا أن المشكل قائم، حيث ينشط العديد من نشر المذهب الشيعي في بعض الولايات خصوصًا في الغرب الجزائري".
وأفادت "الشروق" بأن القائمين على كل الحوزات العلمية بإيران التي زارتها الصحيفة أكدوا وجود طلبة جزائريين يتلقون "أصول الدين على المذهب الشيعي"، إلى جانب طلبة من 72 دولة إسلامية وغير إسلامية، كلهم هاجروا إلى مدينة قم التي تبعد عن طهران مسافة 150 كلم، وتضم عشرات الحوزات العلمية التي يشرف على التدريس فيها مرجعيات المذهب الشيعي في إيران.
كتب وأشرطة تستهدف تشييع الشباب:
وفي وقتٍ سابق، أعلن عدد من الشباب في ولاية عين تموشنت الجزائرية عن وصول كتب إليهم من خلال طرد يحمل أفكار مسمومة حيث توجد به كتب وأشرطة تشتمل على تكفير للصحابة ودعوة صريحة لتبني الفكر الشيعي.
وقالت "الشروق" إن "شاب من مدينة حاسي الغلة لفت انتباهه موقع إلكتروني كويتي على الشبكة العنكبوتية، يستهدف المتدينين في الجزائر ويدعوهم للانضمام إليه، ولو عن طريق التسجيل فقط، وعقب هذا التسجيل الروتيني والعادي تفاجأ الشاب بعد أقل من أسبوع بوصول طرود على عنوانه من طرف مكتبة العرفان بالكويت، يحتوي على 40 درسًا ومحاضرة في شكل "دي في دي" للداعية الشيعي فاضل المالكي".
وفي هذه الأشرطة يتحدث المالكي عن رد الشبهات الموجهة للإمامة في الفكر الشيعي، كما يدخل عقول المتدينين من منطلق إظهار الشيعة الإمامية بأنها تعتمد الوسطية والاعتدال والمؤاخاة مع أهل السنة.
ويطرح فاضل المالكي النقاش في مسائل العقيدة لدى أهل السنة، ليزعم أنها ناقصة، بينما يركز على ما يمجد الشيعة ومذاهبها ويتهم الصحابة بأنهم أتباع الهوى، ويبين حجم ظلمهم لأهل البيت، كما تتهمهم بحب الدنيا وجمع المال واتهام أغلبهم بالنفاق.
وأشارت الصحيفة على وجه خاص إلى كتاب بعنوان "ثم اهتديت" لكاتبه محمد التيجاني السماوي من تونس يدعي صاحبه أنه كان من أهل السنة ثم تشيع، بينما حمل الغلاف الداخلي للكتب شعار "لست داعية للشيعة ولا ضد السنة بل مسائل توصلت إليها بالبحث".
التشيع في الجزائر:
هذا ومعروفٌ أن المجتمع الجزائري سنيٌّ بأغلبه، إلا أن جزائريين تحولوا إلى "التشيع" بدأوا في السنوات الأخيرة يروجون لانتشار "التشيع" بشكل سري في قطاعات واسعة من المجتمع الجزائري، بعد أن نقله إليهم مدرسون وموظفون قدموا للعمل من العراق وسوريا ولبنان، وأشاد هؤلاء بالحكومة الجزائرية التي لا تحارب دعوتهم بأي صورة من الصور.
إلا أن مراقبين يؤكدون أن انتشار "التشيع" لا يزال محتشمًا في الجزائر، مشيرين إلى أنه يمكن ملاحظته في بعض الولايات والمدن مثل الجزائر العاصمة، باتنة، سطيف، تيارت، وسيدي بلعباس.
ويؤكد الباحث الجزائري "فريد مسعودي" أن الكوابح أمام انتشار المذهب الشيعي في الجزائر تعد ذاتية بالدرجة الأولى؛ لأن وسائل الدعاية المتبعة تعتمد على الانتشار السري؛ بسبب عوائق موضوعية تتعلق بمدى قابلية المحيط لهذا النوع من الفكر، بمعنى أنه قد لا يتطور إلى درجة الظاهرة الاجتماعية.
ويضيف مسعودي: "ولعل أهم ما يقف دون تطوره في الفترة الحالية هي الصرامة التنظيمية التي تتميز بها الحركات الإسلامية العاملة في الساحة والتي لا تتردد في نقد الخطاب الشيعي ... والعامل الثاني الذي أصبح يمثل كابحًا في وجه الاستقطاب التنظيمي لهذا المحفل السري هو الظاهرة الإيرانية السياسية التي كانت تمثل محل جذب واستقطاب ولم تعد كذلك بل بالعكس في ظل الموازنات الدولية الأخيرة والدور الإيراني المشبوه في الساحة العراقية جعل القراءات التي تنطلق من هذه التجربة تعود إلى الوراء وتراجع حساباتها".