منذ فترة أعلن أحد العلماء في مصر عن فائدة أخرى للحليب بالنسبة لنا نحن الكبار، فلكي تأمن المرأة في بيئة العمل الفتنة، وتقي نفسها التحرش الجنسي والخلوة، لم تعد بحاجة إلى قوانين رادعة وعقوبات صارمة، على سبيل المثال لكل من تسول له نفسه استغلال أماكن العمل لأغراض لاأخلاقية!! فمن خلال هذه الفتوى الميمونة، يكفي أن ُترضع المرأة الموظف الذي معها وتنحل جميع المشاكل!!ولم يقل لنا العالم ماذا ستعمل المسكينة إذا كانت تعمل في شركة بها مئات الموظفين، أو في حال انتقالها من شركة إلى أخرى!! كم ستحتاج من الحليب؟!.
ناهيك ان الكثير من الموظفات غير متزوجات و لم ينجبن اساساً
اعذروني قرائي لما يبدو في مقالي من سخرية مريرة ، جددتها فتوى الشيخ العبيكان والشبيهة بالفتوى السابقة ولكن مع تعديل بسيط، فبدل الرضاعة المباشرة من صدر المرأة، نضعه في كأس!!ويتناوله من يتردد على المرأة كثيراً!!. وإذا كانت الحالة كذلك فيبدو أننا نحتاج الآلاف من الكؤوس لسائقينا الأعزاء!! بحكم أنهم يترددون علينا كثيرا بل ونجتمع إليهم وعلى مستوى يومي أكثر من محارمنا الآخرين!! وعندها تبطل حجة من يطالبون بقيادة المرأة بحجة خلوتها بالسائق!!
ياسادة ما يحصل مهزلة وإهانة للدين ومكانة العلماء ولقدسية الفتوى!. واستخفاف بالعقول لابد من إيقافه وإعادة النظر في أسبابه وكيفية ضبط مخرجاته!!. وإذا كان العلماء أنفسهم يحذرون العامة من الخوض في الدين بغير علم والفتوى بغير رشد، فلابد أن يكونوا هم قبلا من المتأملين والمتروين في إصدارها، حتى لا يضيعوا هيبتها وهيبتهم كذلك!!.
رحم الله الشيخ الطنطاوي والذي كان يردد في بلاغة وسخرية مريرة :
أغاية الدين أن تحفوا شواربكم
يا أمة أضحكت من جهلها الأمم
وذلك إشارة منه إلى انشغال الأمة وعلمائها بتوافه الأمور والتي ألهتهم عن المهمّ أو ربما هم أرادوها كذلك عجزا منهم عن مواجهة هذا المهم وتحريك راكد الاجتهاد للتوصل إلى حلول مناسبة!!
رحمه الله لو كان حياً ماذا يقول وقد غدا شغلنا الشاغل الرضاعة ..والحليب وفلان يقول وآخر يرد عليه ويارب رحمتك.. فقد تعبنا!!وضحكت من جهلنا الأمم!!.
بقلم د / حنان حسن عطا الله