
الرياض - بندر الحمدان:
حياة وكرنفال يعج ويتسم بالفوضى والعشوائية بين غرفهم وممراتهم.. أصوات أجهزة التليفزيون والاستريو تصدح عالياً من داخلها.. تلك هي (شقق العزاب) أجبرتهم مصاعب الحياة على تقبل الظروف.. غادروا قراهم والعيش مع أهاليهم من أجل الوظيفة أو الدراسة الجامعية.. غير مرغوب فيهم داخل الأحياء السكنية العائلية ونظرات الاستهجان والازدراء تلاحقهم في حال وقوفهم في شارع الحي للتحدث مع بعضهم البعض أو لصيانة سياراتهم خشية مشاهدتهم لمحارم الجيران.. وما أن تدخل ممر العمارة ترى الحياة تعج بها ابتداءً من ملصقات مطاعم وبقالات التوصيل السريع وأرقام الاشتراكات المعلقة على أبوابهم ولا تفاجأ بعامل يسلم للشاب ملابسه بعد كيها وغسلها، وأبوابهم تتزين بشعارات أندية كرة القدم المحلية والأوربية جميع ذلك في الممر.. وما أن تقتحم شققهم حتى نجد الفوضى بعينها.. لا يهمهم الترتيب والنظافة العالية بقدر استمتاعهم بمشاهدة مباراة أو فلم أو لعب البلوت والبلايستيشن أو تصفح الإنترنت فضائياً.. كتب ومذكرات جامعية متناثرة في أرجاء الصالة.. ومجلس شعبي شبه ممزق بأعقاب سجائر الدخان ولا يخلو الموكيت من آثار حرق فحم الشيشة.. وأكواب الشاي مترامية في الأركان.. والقليل منهم من يضع خزانة لملابسه في غرفة نومه.. فلا تتعجب من مشاهدتك لثوبه أو شماغه معلقة في طرف مسمار على الجدار أو على قبضة نافذة الغرفة، وثلاجتهم شبه خاوية ولا يوجد بها سوى الماء والمرطبات الغازية.. غذاؤهم معتمد وبشكل كبير على المطاعم.
احلى تحيه لبعيد الهقاوي ولإحساس شاعر ...