الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 17-06-10, 01:04 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
كبار الشخصيات
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية ام الفهد

 

البيانات
التسجيل: May 2009
العضوية: 7081
المشاركات: 1,011 [+]
بمعدل : 0.17 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 301
نقاط التقييم: 10
ام الفهد is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
ام الفهد غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : مقالات ا . د / فدوى بنت سلامة ابو مريفة الحويطي
افتراضي من يسكن البيت الكبير

يسود مجتمعنا السعودي بشكل عام الألفة والتواد والتراحم والترابط بين افراده، وتتجلى هذه المشاعر والاواصر داخل العائلة الواحدة. ومن صور هذا التلاحم ما كان عليه آباؤنا واجدادنا في تمسكهم بالعيش بعد الزواج في بيت الواد (البيت الكبير). ففي الماضي لم يكن من ضمن تكاليف الزواج (بالرغم من انها كانت يسيرة) البحث عن سكن للعيش فيه بعيداً عن الوالدين، بل يحرص جميع الابناء على التمسك بالعيش في احضان البيت الكبير. وقد كان لهذا النمط من الحياة أسبابه ومبرراته، كأن يكون الابن يمتهن مهنة الوالد كالتجارة او الزراعة. وهذا الوضع ساعد على متانة الترابط الأسري وعلى الاستقرار الاجتماعي والنفسي لأن وجود الوالدين حول ابنهما يغذي فكره بخبراتهما فيقلل من عامل المشاكل الأسرية بين الزوجين، بالاضافة الى التآزر والتكاتف المادي الذي من شأنه ان يساهم في تقليل المصاريف. كذلك ان وجود الجد والجدة له تأثير على الاحفاد في زرع القيم والمبادئ ومتابعة سلوكياتهم. فكان البيت الكبير يزدحم بأفراد الأسرة يساعد بعضهم بعضاً، وتتكئ هموم الابناء على جدار البيت الكبير الثابت كالطود العظيم.. ولذا لم تكن الأسرة بحاجة الى استضافة عاملة منزلية او سائق!.

اليوم الوضع اختلف، فعلى الرغم من ارتفاع تكاليف الحياة وارتفاع اسعار المساكن الا ان اول ما يبحث عنه الابن عندما يعقد النية للزواج هو البحث عن سكن خارج البيت الكبير. وهذا الوضع ايضاً له مبرراته، وتفرضه الظروف الاجتماعية الحالية، كالبحث عن الرزق في وظيفة تبعد عن مدينة الوالد او ان الوالدين يسكنان بالايجار مما لا يسمح معه بالتوسع في السكن وقد يكون بسبب اشتراط الزوجة السكن المستقل. ولهذا النمط الحديث في حياتنا تأثيره في امور كثيرة منها سلوكيات الابناء التي تكون بعيدة عن طبائع وسلوكيات آبائهم وبعيد عن حكمة الاجداد.

ويتغير الزمن ويبقى البيت الكبير كبيراً ورحيل ابنائه منه لم يغيره.. ولكن من ياترى اليوم يعيش في البيت الكبير؟ إنه عدد من خادمات وسائق او سائقين، لانه الحضن الدافئ الذي يتسع لتجمع الابناء والاحفاد في عطلة نهاية الاسبوع، سويعات قليلة يجتمعون ثم يذهب كل الى بيته.. الخادمات يقمن على تأدية واجب الضيافة في هذا اليوم المميز بالنسبة للوالدين اما السائق فللأبناء فيه نصيب في ايصال من تتعذر المواصلات عليه.. ويبقى البيت الكبير هو ملجأ الابناء في طوارئ الحياة ومتغيراتها فالابنة تلجأ اليه لقضاء فترة ما بعد الولادة بجانب امها او عند سفر زوجها والابن كذلك تجده يلجأ بأبنائه للبيت الكبير عند نشوب اي خلاف بينه وبين زوجته او في حال وفاتها.. وهكذا فإن مشاعر الآباء تأبى الا التمسك بدورها في حياة ابنائها وتؤدي واجبها بنابع الحب والحنان حتى وان رغب الابناء في العيش بعيداً عنهم.. ويبقى البيت الكبير الجدار الراسخ الذي تتكئ هموم الابناء عليه حتى وإن كانوا لا يسكنونه.















عرض البوم صور ام الفهد   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 06:07 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL