المعلمات المتطرفات يا وزارة التربية

المعلمات المتطرفات يا وزارة التربية

أمل الحسين
كشفت وزارة التربية عبر خبر نشرته إحدى الصحف عن منع 2000 معلم من التدريس بسبب آرائهم المتطرفة فيما يخضع 400 معلم للاحتجاز ولم يحمل الخبر كيف تم اكتشاف هؤلاء المعلمين ، فقد تساهم معرفة الطريقة في كشف أعداد مماثلة من المعلمات في مدارس البنات التي بالتأكيد لا تخلو من نفس الشريحة وإن اختلفت الصورة الظاهرية!! الواضح والظاهر للعيان أن هناك بعض التطرف المماثل في مدارس البنات منذ سنوات طويلة وحتى اليوم وهناك جهود على مدارس البنين وتراخٍ نحو مدارس البنات والواقع أثبت أن المرأة لا تقل خطورة عن الرجل إذا تماثلا في الأفكار !!
تبني الأفكار المتشددة هو أول الطريق ، والتخريب والتفجير هما آخره ، والمتبنون للفكر المتشدد يرون أنفسهم على الطريق المستقيم ، والمحافظين على نقاء الدين الإسلامي من العابثين المخالفين لتوجهاتهم وفي هذا السياق لا يختلف الحماس بين الصغير والكبير فجميعهم يرون أنهم يذودون عن الإسلام ؛ فالطالبات في المراحل التعليمية العامة وسيراً على طريق معلماتهن يسعين لمعرفة هل التصفيق حلال أم حرام ؟ وما هو المشروع في لبس العباءة على الكتف أو الرأس؟ ونتف الحاجب مباح أم ملعونة فاعلته ؟ وغيرها من القضايا التي تشغل أذهان كثير من البنات لأنها المحرك لعقول معلماتهن .. والسؤال من لم تستجب لما يرينه محرماً كيف تكون ردة فعلهن ؟
اعتقد أنه سيكون على حسب القدرة فمن كانت قدرتها باللسان ستكون ردة فعلها باللسان ، ومن كانت باليد ستكون كذلك !! تقص لي صديقة عندما كانت في المرحلة الثانوية في بداية التسعينيات الميلادية كان في نفس مدرستها طالبة مسيحية كانت من أفضل الطالبات أدباً وعلماً ضربتها طالبات متشددات لتعلن إسلامها !! كما كانت تدرسها معلمة تاريخ غضبت من إحدى الطالبات بسبب رائحة العود والعطور المنبعثة منها وقد نهتها عن هذا الأمر إلا أن الطالبة لم تستجب فما كان من المعلمة إلا أن توجهت للقبلة أمام طالبات الفصل ورفعت يدها للسماء تدعو على الطالبة بالويل والثبور وأن يريها الله فيها عجائب قدرته لأنها عاصية فاسدة حتى إن بعض الطالبات تجنبن الفتاة لأنهن يرينها تأتي ما نهى الله عنه !!
حيز التفكير في عقول أبنائنا شغل بالتوافه فلم يعد هناك مكان لاستقبال أمور أخرى . ياوزارة التربية انتبهوا للخطابات التي تلقى في محافلكم التربوية تأتي إحداهن وتكون من ضمن صفوف المعلمات تتحدث عن الحصانة الفكرية واحترام آراء الآخرين وفي ثنايا خطابها تقلل من قيمة الفنانين أو الكتاب الذين لا يوافقون نهجها وتصفهم بالمفسدين والخبثاء كيف ينسجم هذا القول مع دعوة احترام الآخرين ؟ الأمر عسير وشائك ولكن لابد من معالجته واختيار الناس الأكفاء لذلك فالفترة التي نمر بها فترة ترشيح وغربلة لن يقوم بها المتحدثون والخطباء في المحافل بل المدركون لعمق وحجم المشكلة .