نوِّري لي يا فنارات المدينة
لو تغيب الناس ما تنسى وطنها
شعري المرسى و أنا صرت السفينة
و المراسي همَّها راحة سفنها
أتريَّح فيه من فينة لفينة
و أرمي إمن حمول متني ضاق منها
و أتمتَّع بالأهازيج الحزينة
يوم تعزفني و أنا أردِّد لحنها
مشكلة كلمتْك لا صارت ثمينة
ما تبي عند البشر ينزل ثمنها
دايم أفكارك على هرجك ذهينة
ما تمر الكلمة إلاَّ ممتحنها
و بعض خلق الله في قلبه ضغينة
منك و أنته جاهلٍ سبَّة ضَغنها
ما حسبت حساب لنفوسٍ شحينة
دام ما جاها خطا منِّي شحنها
ملِّةٍ مبداهم اللي عارفينه
أي خير يحلّ بك ينزاح عنها
ما درو بإن أهل الأجداث الدفينة
ما تباري بعض بقيافة كفنها
إقنعي يا نفس باللي تاخذينه
ذي حياةٍ سعدها سابق حزَنها
و يالغلا يا ماخذ القلب و ضنينه
حام طيفك في حياتي و إقترنها
وحدك اللي روَّض الليث بعرينه
من غلاتك يالغلا تامر و تنهى
البدن محشوم ما تقدر تهينه
بس هاك الروح عذِّبها و هِنها
من زمول الشِّعر عندي لك ضعينة
أَقدع إمن لحومها و أَشرب لبنها
و من عبيرك يا عبير الياسمينة
باقةٍ بين المحاني محتضنها
ولا سرا و غادرت المدينة
إذكر إن الناس ما تنسى و طنها