اغتيال الطفولة

في نفس العدد الذي حمل ندوة الثلاثاء بصحيفة الرياض المتعلقة بظاهرة العنف ضد الأطفال نشرت الصحيفة تحقيقا عن تعرض طفلين للعنف طوال سنوات في مكة المكرمة.قصة الطفلين لا تحمل جديدا.. أطفال يفقدون والدهم فتتزوج امهم مرة اخرى لينبري احد اقارب والدهم مبديا انه احق من والدتهم برعاية الأطفال مادامت قد تزوجت.يأخذهم ثم تثقله أعباؤهم فيسومهم سوء العذاب.
وتعزو المشاركات في ندوة الرياض تحول العنف ضد الأطفال الى ظاهرة يتكرر الحديث عنها في وسائل الإعلام الى سبب بسيط هو انكشاف الغطاء عنها في وسائل الإعلام شاكرات كل من ساعد او يساعد في ذلك الجهد ليعرف المجتمع حجم المشكلة تمهيدا لعلاجها. العنف ضد الأطفال كان دائما موجودا لكنه كان محجوبا خلف ستار حديدي بسبب الاسرة التي غالبا مالا ترغب في نشر غسيلها القذر امام الملأ وايضا بسبب ولاية الأم أو الأب القانونية على الطفل فالجهات الامنية لم تكن تستطيع التدخل في ولاية الأب على أطفاله.. أضف الى ذلك ان وسائل الإعلام نفسها كانت تتجنب الحديث عما يهز صورة المجتمع المثالي الذي كنا وكانت تتصوره.

المدرسة هي المكان الانسب لاكتشاف حالات ايذاء الأطفال لذا يجب ان تسن تشريعات في المدارس شبيهة بالتشريعات التي تحتم على الاطباء الابلاغ عن حالات العنف التي ترد الى المستشفيات. هذه التشريعات يجب ان تجرم المشرفين الاجتماعيين الذين يلاحظون مظهراً من مظاهر الايذاء ثم يشيحون بنظرهم الى الجهة الاخرى بل ويمكن ان تجرم اولئك المشرفين الذين يفشلون في ملاحظة الأطفال الذين يحضرون الى مدارسهم وهم يحملون علامات تعرضهم لعنف منهجي.ولعل قصة الطفلة رهف التي احتلت اهتمام الراي العام بعد اكتشاف مديرة مدرستها لأمر تعذيبها بواسطة زوجة والدها ومبادرتها لايصال الأمر الى الجهات المختصة تبين كم هو مهم دور المدرسة كخط دفاع اول.

وضع التنظيمات التي تجرم من يعلم عن حالات الايذاء ثم لا يبلغ عنها خطوة يجب ان تتبعها خطوات تغلظ عقوبة الجاني ، فالجرم لا يؤثرفقط في حاضر الطفل بل يؤثر في مستقبله وما يستتبع ذلك من اختلالات سلوكية تؤثر في نفسيته طوال عمره وستنعكس حتما على من هم حوله مالم تعالج. والحكم الذي صدر بحبس زوجة والد رهف ثلاثة اشهر لا اظنه حكما رادعا يجعل من يمارس هذا الفعل المشين يفكر الف مرة قبل الاقدام على انتهاك طفولة من وضعهم الله تحت ولايته.

بقلم / طارق العبودي