سياسيو الغرب.. إلى أين يذهبون؟

سياسيو الغرب.. إلى أين يذهبون؟
الصورة السائدة بين الناس عن السياسيين في الديمقراطيات الغربية هي أنهم يخدمون
بلدانهم ثم يخرجون من المسرح ولا يرون بعد ذلك الا في مناسبات قليلة
وكأنهم خلدوا الي الراحة بمنازلهم واعتزلوا العمل
غير أن متابعة هذه الشخصيات تظهر أن الكثير منهم يتحول الي أعمال أخر
تارة في مؤسسات خاصة وهي الحالة الاغلب وتارة في مؤسسات ذات طابع دولي او حكومي وتعج المؤسسات البحثية ومعاهد الدراسات والجامعات الغربية بالشخصيات السياسية
والاقتصادية التي كانت نافذة وذات علاقات واسعة في العالم أثناء دورها السياسي في بلدانها
وفي أحيان كثيلاة تبدو المؤسسات التي توظف هذه الشخصيات مرتبطة باهتماماتهم
وقت عملهم السياسي بل ان بعضهم يكون قد قدم خدمات لتلك المؤسسات اثناء عمله
السياسي كما هي حال رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير والمستشار الأماني
السابق غيرهارت شرودر ونائب الرئيس الأميركي السابق أل غور ووزير الخارجية الأمركي السابق جورج شولتز وغيرهم

جورج دبليو بوش (الابن )



جورج دبليو بوش اختار عدم الظهور كثيرا بعد خروجه من رئاسة الولايات المتحدة
في يناير/ كانون الثاني 2009 وقد أسس بطلب من خلفة باارك اوباما
مع سلفه بيل كلينتو صندوق دعم هايتي بعد الزلزال الذي أصاب ذلك البلد الفقير
وينوي جورج بوش اصدار كتاب هذا العام
يتعرض فيه لاصعب 12 قرار كان عليه اتخاذها أثناء رئاسته
وعندما سئل بوش عن سبب انعزاله قال ليست لدي رغبة في رؤية نفسي
علي شاشة التلفزيون ولا أريد ان أكون أيقونة تذكر الناس بالسلف
الذي يقدم نصائحه للخلف . اريد ان اعود شخصا غير معروف




توني بلير




تواترت الأنباء عن توظيف بنك جيه بي مورغان الأميركي للاستثمار
( وهو من أكبر الأسماء في وول ستريت )
لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير مستشارآ للشؤون السياسية والأقتصادية
وقالت صحف بريطانية ان دخل بلير من الوظيفة الجديدة سيكون نحو مليونين
ونصف مليون جنيه استرليني وهو مايقارب خمسة ملايين دولار للسنة

وقد حاولت بنوك ومصارف دولية عديدة اقناع بلير - منذ خروجة من الرئسة الوزراء
في يونيو / حزيران الماضي - بالعمل معها للاستفادة من صلاتة الواسعة مع الحكومات
في جميع أنحاء العالم وسوف يعمل بلير يصورة جزئية مستشارآ لجيه بي مورغان
ومن المرجح أن يقبل بأدوار مشابهة مع شركات دولية في الاشهر المقبلة

وقال لصحيفة فايننشال تايمز في نيويورك لقد كنت دائما مهتما بمجال التجارة
وتأثير العولمة واضاف أن التقاطع في الوقت الحاضر بين السياسة
والأقتصاد قوي جدآ في أنحاء مختلفة من العالم بما فيها الأسواق الناشئة
وقال جيمي ديمون المدير التنفيذي في جيه بي مورغان ان بلير
سيكون مهما جدآ لمصرفه وأضاف ليس هناك سوي قليل من الناس في العالم
ممن لديهم المعرفة والعلاقات التي لديه
وسيواصل بلير أيضا عمله مبعوثا للامم المتحدة في الشرق الاوسط
وقد كشفت صحيفة تامز اللندنية عن قيام بلير وهو أنذاك علي رأس عمله
ببعث رسالة الي الزعيم الليبي معمر القذافي نيابة عن شركة النفط الهولندية
شل لتأمين صفقة لصالحها بقيمة خمسمائة مليون دولار وهو ما تم بالفعل


دونالد رامسفيلد




كان وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رمسفيلد رئيسا لشركة الدواء جيلاد ساينسز المنتجة لعلاج تاميفلو المضاد لانفلونزا الخنازير منذ 1997 حتي 2001 وهو اليوم يرفض توضيح هل لايزال يحمل اسهما فيها
ويثور جدل من حين لاخر حول علاقة هذه الشركة بموجات الخوف المتتالية التي ارتبطت بالانفلونزا ( الطيور والخنازير ) والتي ادت الي بيع كميات كبيرة من تاميفلو الذي تنتجه الشركة . بقيت في مخازن دول كثيرة حول العالم وقد لاحظ مراقبون أن شرارة ذلك الخوف قد انطلقت بسبب تحذير من ادارة الرئيس الأمركي السابق جورج بوش الابن وخاصة مستشاره للصحة مايك لفيت الذي قال ان الوباء يمكن أن يسبب وفاة مايقرب من مليونين في الولايات المتحدة وحدها واعتبر بعض المراقبيين أن رمسفيلد اذا كان يمتلك اسهما في الشركة سيكون المستفيد الأكبر من الزيادة في الطلب العالمي علي الأدوية وقد اشتري القطاع الوطني للصحة وحده مايكفي من تاميفلو لعلاج ثلاثة أرباع السكان في المملكة المتحدة
وبموجب شروط عقده مع جلاد ساينسز لايزال رامسفيلد تلقي مابين 14 و22% من الدخل من جملة مبيعات الادوية وهو أمر يتوقف علي حجم المبيعات
وقبل أربع سنوات ارتفعت قيمة أسهم رامسفيلد في جلاد ساينسز
الي مايقدر بثلاث ملايين جنيه استرليني من نحو 17 مليون استرليني أنتجها الذعرمن انفلونزا الطيور


كولن باول



الجنرال كولن باول الذي كان وزر للخارجية الأميركية في عهد الرئيس جورج بوش الابن وساهم في تبرير حرب العراق انضم الي شركة كلينر بيركنز كوفيلد اندبايرز المشهورة في وادي السليكون باعتباره شريكا استراتيجيا محدودا
ومعني كون باول شريكا محدودا هو أنه مستثمر ولكنه ليس جزءا من فريق الشركاء الذين يقومون بادارة أنشطة الشركة اليومية غير أنه مع ذلك ليس كباقي الشركاء العاديين اذ ان دوره يتجاوز الاستثمار وهذا ما جعله يحمل صفة استراتيجي
يقول باول اريد ان اكون في قمة الريادة في مجال تطوير التكنولوجيا في اميركا وفي العالم
وذلك أمر لن تستفيد منه أميركا وحدها بل كل الجنس البشري
وقال باول (68 عام ) انه سيقدم النصائح لأصحاب المشاريع والعاملين في الشركات المبتدئة التي تدعمها كليز كما انه سوف ينصح أيضا
رجال الأعمال حول كيفية قيادة أنواع الشركات العالمية الكبيرة


كوندليزا رايس




كوندليزا رايس التي عملت مستشارة للامن القومي ووزيرة للخارجية الاميركية
في عهد الرئيس جورج بوش الابن عادت الي جامعة ستانفورد باعتبارها
استاذة للعلوم السياسية وباحثة كبيرة في معهد هوفر في مارس / أذار 2009
وكانت رايس قد ترأست لجنة السياسة العامة في شركة شيفرون ثم استقالت
منها كما أن شيفرون أعطت اسم رايس لناقلة نفط
وقد عملت أيضا في مجلس ادارة مؤسسة كارنيجي وشركة تشارلز شواب
وشركة شيفرون وهيوليت باركارد ومؤسسة راند
ومؤسسة ترانس وغيرها من المنظمات


ريتشارد أرميتاج



ريتشارد أرميتاج - الذي شغل منصب سفير للولايات المتحدة لتقديم المساعدة
الي الدول التي استقلت حديثا عن الاتحاد السوفياتي السابق وشغل منصب
مساعد وزير الدفاع لشؤن الأمن الدولي -
يخدم حاليا في مجلس ادارة شركة كونوكو فيليبس ومان تيك الدولية
وهو المدير المستقل لمجلسادارة مجموعة ترانسكو المحدودة فضلا عن كونه
عضوا في لجنة الأجور هناك كما أنه عضو في الأكاديمية الأميركية للدبلوماسية
وقد حصل مؤخرا علي جائزة الخدمة المتميزة من وزارة الخارجية ووسام
الخدمة العامة المتميزة أربع مرات من وزارة الدفاع
ووسام رئيس هيئة الأركان المشتركة للخدمة العامة المتميزة وعيرها


كوفي أنان



بعد خروج كوفي أنان من الأمانة العامة للامم المتحدة بدأ العمل مع منظمات دولية وافريقية
وأصبح رئيسا لجائزة مو ابرهيم لأحسن قائد أفريقي
كما تم اختياره لقيادة التحالف من أجل الثورة الخضراء في افريقيا
وقد عين أنان رئيسا للمنتدي العالمي الانساني بجنيف
كما اختير لنيل جائزة مؤسسة ماك أرثر للعدالة الدولية
ويعمل أنان حاليا في مجلس ادارة مؤسسة الأمم المتحدة
وهي مؤسسة خيرية أنشئت عام 1998 بالتعاون مع المقاول تيد تيرنر
الذي أهد مليار دولار لدعم قضايا الأمم المتحدة
وأنان عضو في لجنة تقدم أفريقيا وهي هيئة مستقلة لشؤن أفريقيا
بدأت ابريل / نيسان 2007 ومهمتها تنبيه قادة الغالم الي تقديم التزاماتها للقارة
وقد عين أنان مستشارا لجامعة غانا عام 2008 كما أعلن عام 2009 عن تعيينه
استاذا في جامعة بسنغافورة

وقد نال أنان كثير من الجوائز والشهادات الفخرية من الجامعات
والمؤسسات أشهرها جائزة نوبل للسلام بالتناصف بينه وبين الامم المتحدة


بول بريمر



يشغل بول بريمر - الذي عينه بوش قائدا للعراق بعد الاحتلال
والذي قام بحل الجيش العراقي وسن قانون اجتثاث العث
حاليا منصب رئيس المجلس الاستشاري لشركة سكيور التي تشرف علي تأمين أميركا
وقد اصبح احد المحاضرين الدائمين في المناسبات في الولايات المتحدة
منذ عودته من العراق وجني من ذلك أموالا كثيرة أذ تدفع له بعض الجامعات
احيانا اربعين ألف دولار مقابل المحاضرة
وقد منح بريمر وسام الرئاسة للحرية وهو اعلي وسام مدني أميركي
ويمنح لمن قدموا مساهمات جليلة في مجال الأمن أو المصالح القومية
للولايات المتحدة والسلام العالمي او خدمات ثقافية
وكرمت بريمر مكتبة نيكسون كذلك لما تري انه قام به من حسن القيادة
والعمل من أجل السلام والحرية