الجـزء الثالث والأخير من قصــة(طفــل ضحيــة والــده)
جلستُ أجهش بالبكاء بين يدي أمي وكأنني طفل ضــائع ..
أمسكت والدتي بيدي وهي تقول: هل أنت أبني تركــي أم أنا أحلـــم
رفعتُ رأسي إليها وأنا أقول أنا أنـــا تركــي يا أمي
أنتي لا تحلمني ..أرجعني الله لكِ
وإذا بها تاخذني وتضمني بقووووه ودموعها تسقط على خدي
ولأول مرة أشعر بالحنـان منذ 17 سنـــة
أحسستُ أني رجعت لـ حياتي ولم أعد يتيم
رفعتُ رأسي لـ أمي وقلتُ لها
لماذا تعيشين وحدك في هذا الملحق وأين جدتي؟
مسحت دموعها وهي تقول لي .. جدتك توفت منذ أن أخذك أباك مني بـ 5 سنوات
فجاء أخي عبدالرحمن أخرجني من المنزل وباعه..أصبحت أسير بالشوارع لأبحث لي عن مكان يأويني
فأرسل الله إلي أهل خير وصـلاح فأسكنوني بهـذا الملحق..
قلتُ لها وأين خالي عبدالرحمن؟؟
قالت : منذ أن طردني من منزل والدتي لا أعلم عنه شيء إختفى من حياتي
وكأنه لا يوجد له أخت يسترها ويقف بجانبها..
نزلت دمعه من عيني على حال أمي.. فقمت وأخذتها معي إلى منزلي وأنا أسعد إنسان لإني حققت حلـم حياتي أن أرى أمي قبل أن تأتي منيتي..
مرت الأشهر سريعاً وعشتُ أنا وأمي أسعــــد البشــر وأرزقني الله بزوجه صالحة..
وفي يوم في الساعه الرابعه فجراً رن هاتف جوالي وإذا به المشفى
لأن توجد حالات بسبب حادث مروري
قمتُ وأغسلتُ وجهي واتجهت إلى سياراتي مسرعاً فوصلت للمشفى
ولكن وجدت شاباً يبلغ من عمره 17 عام في حاله جيدة وحمدتُ الله على سلامته
وذهبتُ إلى الحاله الثانيه وإذا بها أمرأه أتاها نزيف داخلي وتوفاها الله
فغطيتها بالشرشف ودعوت الله أن يغفر لها ويرحمها
وذهبت للحاله الثالثه وإذا به رجل يتجاوز عمره 56 عاماً في غيبوبه وحالته خطيرة جداً
أخذت كشف الأسماء ووجدت إسم ذالك الرجل وكأنني أحلــم لم أصدق ماتراه عيني ( عبد الآلــه الصالح)
نضرتُ إليه بشفقه ورحمه هذا الرجل هو أبــــــي
لم أتمالك نفسي وأنا أرى والدي بين الحيـاة والموت
خرجت من الغرفه واتجهت إلى مكتبي وضعت رأسي على المكتب لأني أحسست بدوار من شدة الصدمة..
غفت عيني لـ مدة نصف ساعه وأنا لم أشعر بنفسي ..
ذهبتُ لـ غرفت أبي لـ أطمئن عليه وجدت حالته أسائت وقفتُ بجانبه وهو يتميم بأسمي
ت ر ك ي...
سا محني...............أمسكتُ بيده فقبلتها
وجلست بجانبه وأنا أتئمل ملامحهه وأتذكر قسوة قلبه علي .. لكن سأرضي عنه مهما يكن فهو والدي ..
فأحسست أن ضربات قلبه سريعه وفجــأه سكنت فمسكت جبينه فوجدتها بارده....أبـــــي مـــ ـــ ـات
لا
لا
لا يمكن أبي أستيقظ يا أبـــي لا ترحل يـا أبــــي
لم تتم فرحتي بوجودك
أريـــدك بجانبي
أريد أن أشعر بأن يوجد لدي أب الذي أنحرمت منه ..
بللت دموعي وجهه فغطيته وأنا مخنوق
لفت بنا الدنيا أبـــي الذي رماني بدار الأيتام وذهب عني وتركني وحيداً
الآن أنـا أخذه إلى قبره وأضعه بيدي وأذهب عنه..
أنتهت القصــة
(كانت مجرد سطور من كلمات فوق ذاكرة من ورق)