الأربعون !!!!!

((حصاد السنة بطولها يتوقف على الربيع الذي يتم فيه البذار))

- حكمة عالمية -


؟ صار عمري أربعين ،شيء من خيالات الماضي لم تعد تغري بالانتظار، وشيء من استشرافات الغد لم تعد تغري بالركض..

الأربعون عمر جديد فيه شيء من عبق الأمس ورياحين الغد بهدوء الحاضر .

لكن الأربعين لدى النساء خوف من القادم لأن وسائل الإعلام تركز على التغيرات الفسيولوجية مع أنني اعتقد أن التغيرات النفسية مهمة.

هذه التغيرات تعتمد على روح المرأة وشخصيتها فالأربعون مرحلة مهمة في حياة أي إنسان لأنها بوابة النضج والوعي، لكن الناس أطلقوا وهم أن المرأة تخشى التصريح بعمرها وصدقت النساء ذلك ،بينما هناك رجال يخافون التصريح بعمرهم أكثر من النساء، ويصبغون شعورهم وشواربهم طمعا في عمر جديد مضى!!

من أجمل القصائد التي قرأتها لشاعر سعودي تشرب الرومانسية حتى صارت أحرفه تقطر حبا حتى وهو يحكي الألم قصيدة بعنوان وماذا..

اسمحوا لي أن اهديها لكل النساء اللواتي هن معي في عمر الاربعين :

وماذا إذا جاءت الأربعون ؟

وماذا عساها تقول وتحكي

ومن أين جاءت

وماذا تكون؟

وماذا ستشهد إلا الربيع

وغير الطفولة في مهدها

وغير الصبا والشذى والفتون

وغير قبائل عطر وورد

وانهار سحر و.....

تصب على شرفات العيون

******************

وماذا إذا جاءت الأربعون ؟

ستأتي وتأتي وكلك حرف

عليه يعيش دم الأبجدية

ومنه تغادر كل اللغات

وفيه يدرّس كل الكلام

من المتنبي حتى الجاهلية

ستأتي وأنت اندلاق المعاني

و..... الأغاني ولفتة عصفورة فارسية

ستأتي وقلبك كالشعر يبقى

وتمضي شهور وتمضي سنون

فكل الذين يعيشون بالشعر

لا يكبرون

ولا يحزنون

***************

وذا عيد ميلادك الأربعين

فقولي لعينيك

ونظارتيك

وللآخرين

ستبقى الفتون

وتبقى

ويبقى

ليوم القيامة من يفتنون .

بقلم / ناهد باشطح