قرأت في إحدى الصحف أن جهات خاصة بدأت بالتعاون مع السلطات المرورية في جدة لتدريب أول دفعة من طلاب المدارس الابتدائية في السعودية على قيادة السيارات وثقافة السلامة المرورية، مستهدفة 500طالب وطالبة تنحصر أعمارهم بين الرابعة والثامنة، عبر برنامج "سلامة الطرقات".
وهناك برنامج آخر سوف يستهدف بث التوعية بقوانين السلامة لفئة المراهقين سيتم تدشينه في مرحلة لاحقة وهذه الفعاليات ستنتقل لعدة مدارس في الرياض والمنطقة الشرقية
الغرض من هذا البرنامج تعليم الصغار احترام الآخر على الطريق، واحترام القوانين، وإعطاؤهم كماً من المعلومات الهامة تفيدهم عندما يحين وقت قيادتهم للسيارة على الطريق العام.
أعجبتني الفكرة لأنني أؤمن أن قيادة السيارة ليست مجرد إتباع للأنظمة بل هي سلوك وغالبا ما يلفت نظري سلوكيات الشباب في تعاملهم مع المركبة التي يقودونها والآخرين في المركبات أو الشارع..
ودائما انظر إلى قائد المركبة الملتزم بالنظام إلى انه ملتزم بالنظام في حياته كلها فقيادة المركبة جزء من قيادة الحياة.
كنت أتمنى أن يكون هذا البرنامج لنا نحن النساء فبالرغم من اننا لا نقود السيارة إلا اننا مع السائقين نساهم في عملية القيادة من خلال إصدار الأوامر للسائق المسكين في محاولة تعريفه الأماكن التي نريد دون إلمام بالأنظمة فقد نطلب منه أن يتجه لليمين مثلا والنظام لا يعطينا الأولوية وقد نطلب منه أن يدخل شارعاً معيناً بينما اللوحة تشير إلى عدم السماح بالمرور..
هذه أمثلة بسيطة لضعف وعينا كنساء بالثقافة المرورية وفي ذلك انعكاسات خطيرة على أنفسنا وعلى الآخرين في الطريق.
اعتقد بأن قيادة السيارة وان لم تكن مسموحة لدينا كممارسة فعلية للسيدات فعلى المسئولين اعتبار النساء مشاركين في قيادة السيارة كون السائقين الأجانب غير ملتزمين بالأنظمة فمن الأفضل أن تكون النساء ملمات بالثقافة المرورية خاصة وان حوادث المرور لدينا في ارتفاع فظيع، حيث رصدت الإحصاءات 5آلاف متوفى سنويا، و 40ألف مصاب، وألف معاق جراء حوادث المرور لدينا في المملكة، وجزء من أسباب هذه الكوارث نقص الثقافة المرورية لدى قائد المركبة والآخر الذي يسير في الشارع، أضيفوا إلى قائد المركبة المساعدين له وهم فئة النساء اللواتي لا يقدن المركبة بمعنى القيادة الحرفي لكنهن يقدنها من المقعد الخلفي!!