قُدِّي قميصيَ من وَجهٍ و من دُبُرِ
في صَفِّك الشّرعُ و القانونُ فانتصري
قُدِّيه ما عادت القمصانُ تسترني
و لا يُطهِّرُ عاري هاطلُ المطرِ
يا أُمّةً من بروج العاج نحكمها
كأنَّنا بشرٌ لسنا من البشرِ
ما كان يلحقني ضيمٌ و لا عطبُ
لو كنتُ ملتزماً بالمنهج العمري
قد كنت أعطسُ مليونين في مرضي
و اليومَ أدفعُ دَيناً وخزةَ الإبرِ
قد كنتُ أُسهِرُ عينَ الشعبِ في دِعَتي
و اليومَ يتعبُ عتمُ الليل من سهري
و إن غفوتُ أرى رؤياً تؤرِّقُني
شعبٌ يجُرُّ تلابيبي إلى سَقَرِ
و مشهدٌ لم أكن بالحُلْمِ أقبلُهُ
أن يفتك الشعبُ بالأصنام و الصُّورِ
كم طافَ من حولها بوقُ يعظِّمُها
و كم تقرَّب من ساعٍ و مُعتمِرِ
و اليومَ في مقلبِ الأوساخِ موئلُها
حتى بمقلبها تخشى من الخطرِ
يا إخوةَ الجَورِ و الطغيان فانتبهوا
ثارت شعوبٌ و أُخرى بعدُ لم تثُرِ
الناسُ في هذه الأيام قد فطِنوا
ما عاد حُكمُهمُ حِكراً لمُحتكِرِ
بل فاسمعوا صرخةَ الموجوعِ من ألمِ
لا تزعموا أنها ضرب من البطَرِ
إمَّا إلى نورِ شمسِ العدلِ ركبكمُ
أو فاسلُكوا دربَ هذا الجُبِّ في أثري
ما ألطف اللهَ إن حلَّت مشيئتُهُ
أعتى الطُّغاةِ محاهم بائعُ الخُضَرِ