ام عماره رضى الله عنها

إنّها المَرأةُ المسلمةُ البَطَلَةُ: نُسَيْبةُ بنتُ كَعْبٍ، رضي الله عنها التي وَهَبَتْ نفسَها ووَلَدَيْها للهِ، ولهذا قاتلتْ في غَزْوَةِ (أُحُد)، ودافعَتْ عَنِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وجُرِحَتْ اثنَيْ عَشَرَ جُرْحاً، شهدت أم عمارة قتال مسيلمة الكذاب باليمامة، وذلك لما بعث خالد بن الوليد إلى اليمامة جاءت إلى أبي بكر الصديق فاستأذنته للخروج فقال: قد عرفنا بلاءك في الحرب فاخرجي على اسم الله، وأوصى خالد بن الوليد بها وكان مستوصياً بها، وقد جاهدت باليمامة أجل جهاد، وجرحت أحد عشر جرحاً وقطعت يدها وقُتل ولدها. ومن هنا نلاحظ ثقة أم عمارة بنفسها وحبها للجهاد، إلى جانب الأثر الذي تركته أم عمارة في نفوس الصحابة.
وشاهَدَتْ ابنها (حَبِيْبَ بنَ زيدٍ) وهو يُسْتَشْهَدُ أمامَها. وكانتْ ـ بهذا ـ امرأةً مسلمةً بطلةً.
وبَعْدَ المعركةِ عادتْ إلى المدينةِ المنوَّرةِ، وماتَتْ فيها، ودُفِنَتْ في البقيع.