مشكلتنا في هذا الشرق هي اننا نعادي الزمن ..!
فنحن نتحدّث مع بعضنا بالقول :
تعالوا نقطع الزمن .. وتعالوا نضيّع الزمن .. وتعالوا نقتل الوقت ...
ناسين أن الوقت هو عمرنا ....
واذا أردنا أن نضيعه .. فمعنى ذلك اننا نضيع عمرنا ...
واذا أردنا أن نقتله .. فمعنى ذلك اننا نقتل عمرنا ...!
لذلك أقول : علينا أن نحترم عمرنا ..
وعندما نحترم عمرنا .. لا يبقى هناك وقت فراغ الاّ الوقت الذي نتجدد فيه ..
علينا أن نعتبر أن كل لحظة هي شاهد علينا ...
وأن نتحسس مسؤوليتنا الى الزمن في الثانية واللحظة ..
وهي كيف نملأ هذا الزمن عقلا من عقولنا ...
وكيف نملأ هذا الزمن محبة من محبتنا ..
وكيف نؤنسنه ونثريه ونحوّله لصالحنا ..
لقد استطاع أجدادنا في الماضي أن يستفيدوا من الزمن ..
فأنشأوا الحضارة العظيمة التي ملأت سمع الدنيا وبصرها ..
بينما استطاع الآخرون أن يستفيدوا من الزمن في الوقت الذي كان فيه الزمن نائما عندنا ! ..
لقد استطاع الآخرون أن يغتنموا الزمن حينما كان مضيّعا عندنا .. وذلك عندما كنا نحل الألغاز ، ونتحدث في التجريديات ، ونغرق في العبث والفراغ ، ونسبح في خلافاتنا وأحقادنا وجهلنا وحروبنا .........
فيما هم ينطلقون من أجل أن يكتشفوا العالم والفضاء البعيد .. ويتحدثون في الواقع .. ويخططون ويبنون ويوحدون الصفوف ....
كيف يمكن لنا أن نفهم الحياة والكون ؟
وكيف يمكن أن نتحسس مسؤوليتنا في الحياة ؟
وكيف يمكن لنا أن ندخل ساحة الصراع بثقة كبيرة في النفس ؟
فالآخرون لا يملكون عقلا من ذهب .. كما اننا لا نملك عقلا من تراب ..!
ولو نظرنا الى العرب والمسلمين الذين أتيحت لهم الفرصة في الغرب ليبدعوا ...
لرأينا أنهم يعملون بكفاءة نادرة في الدوائر العلمية الأمريكية والأوربية .. وفي جميع المجالات ..
حيث يكتشفون ويخترعون ويبدعون ولكن تحت العنوان الأمريكي والأوربي .. !
ألا يعني هذا أن الآخرين قد نجحوا في أن يشتروا عقولنا وأدمغتنا .. وأن يوظفوها في حضارتهم ..
بينما لا يجد علماؤنا ومفكرونا في العالم العربي أو الأسلامي وفي أي جانب من جوانب العلم والثقافة .. لا يجدون أي فرصة في بلدانهم ... بل يمكن أن يهانوا أو يعذبوا أو يدفنوا في أقبية باردة لا يزورها ضوء الشمس أو نسمة الرحمة .. !!!!
عندما نحترم الزمن ..
وعندما تكون الحياة جدا لا هزلا ..
وعندما تكون الحياة مسؤولية لا لعبا ...
فسوف نضع أقدامنا على الطريق .. لنستعيد حضارة أو أن نضع حضارة جديدة من خلال مفاهيم الحضارة عندنا .