تفضيل الولد على البنت.. تمييز يهدد الترابط الأسري !!

كثير من العائلات العربية الشرقية تفضل وترغب بالولد على البنت، بالرغم من الوعي الذي حدث في المجتمع وسمح للبنت أن تجوب كل المجالات وتؤدي كل المهام وترداد كل المواقع بعيدا عن كونها امرأة ضعيفة، مع كل ذلك ما زال حاجز الأسرة العربية في التمييز والتفريق بين الولد والبنت قائما لم يكسر ولم يختفي.
فما السبب الذي يدفع العائلة الشرقية إلى تفضيل الولد على البنت لأجله؟ أم هل زالت واختفت أسباب التمييز في هذا العصر؟ وهل هناك آثار سلبية تترتب على ذلك؟
غسان عزت شاب متزوج حديثا ينتظر مولودة الأول، لا يخفي أمنيته بأن يكون باكورة إنتاجه ولدا لا بنتا، مرجعا السبب إلى أن الولد بمثابة الساعد الأيمن والسند لوالده لذلك يجب أن توجه إليه الاهتمام والرعاية الكاملة.
يضيف غسان مشددا أن الولد هو من يحمل اسم العائلة ويكون امتدادا لوالده، يتحمل المسؤولية معه ويقف بجانبه ويساعده ويقدم له العون والمساعدة في كبره
وشيخوخته، أم البنت في وجهة نظره تتزوج وتذهب إلى بيت زوجها.
لدى توفيق أيوب رأي مماثل لغسان، يقول أنه قام بتوزيع الحلويات عندما رزق بابنه الأول لأنه كان ذكرا، مضيفا بكل صراحة أنه كان يحمله إلى حيث يذهب، مبينا أنه ما كان يفعل ذلك لو كان المولود بنتا.
أما أستاذ علوم الشريعة سليمان الدقور، يقول إن مثل هذه السلوكيات الخاطئة التي تمارس مع الأبناء تؤثر عليهم ويكون لها انعكاس وردة فعل سلبية، مشيرا إلى أن المخرج من ذلك يكون بتوعية الأهل في التعامل مع أبنائهم، وتوعية الجيل من خلال تدريبهم على معايير التعامل الصحيح، حتى لا نستنسخ القصة نفسها ولا تتولد ردّات فعل سلبية نتيجة المعاملة السابقة".
وأكد "أن الإسلام يتعامل مع الرجل والمرأة بناء على الدور الذي يقوم به كل منهما، وليس على أساس جنسهما، لذلك جاءت الآية القرآنية "ولا تتمنوا ما فضل الله به بعضكم على بعض للرجال نصيب مما اكتسبوا وللنساء نصيب مما اكتسبن".ودعا الدقور إلى الرفق بالبنات والأولاد معا، لقول النبي عليه الصلاة والسلام: "إذا أراد الله عز وجل بأهل بيت خيرًا، أدخل عليهم الرفق"، وإن كانت البنات بحاجة للرفق أكثر من الولد لضعفهن ورقتهن، فالنبي عليه الصلاة والسلام يقول: "من عال ثلاثا من بنات يكفيهن، ويرحمهن، ويرفق بهن، فهو في الجنّة".
أما أمجد أنيس يرفض تفضيل الولد على البنت، ويدعو بالابتعاد عن هذه الظاهرة التي تؤدي إلى عواقب بالغة الأثر في نفوس الأبناء وخاصة البنات، لأنها تعود بالضرر على المجتمع.
أمجد لديه بنتان وولد، يقول إنه يتعامل مع الجميع على مبدأ المساواة والحب والعاطفة، ولا يفرق بينهم سواء في الجانب المادي أو الجانب المعنوي، مشددا على أن من يفعل ذلك فهو قليل دين ولديه انخفاض في مستوى التعليم والثقافة.
يصل التشاؤم والخوف من إنجاب بنتا عند ياسمين أنور المتزوجة حديثا بأن تقول لا أريد أن أنجب فتاة لأن البنت مظلومة في مجتمعنا،سواء كانت أما أو أختا أو زوجة، فمكانتها أقل من الولد دائما، لذلك أفضل الولد عليها.
وعليه تقول تمام تحسين ممرضة في إحدى المستشفيات الخاصة، إن من الطبيعي أن تكون فرحة الزوج وأهله أقل إذا كان المولود بنتا، وتضيف أنها وزميلاتها من الممرضات لا يرغبن بأن يكن أول من يخبر أهل المولود بولادته إذا كان بنتا.
أما اختصاصي علم الاجتماع حسين الخزاعي، فيقول إن كثيرا من العائلات العربية تمنح الولد مزيدا من الرعاية والعطف والاهتمام والتكليف بعكس الفتاة، وإن هذه التنشئة تؤهل الشاب على أساس أنه مصدر الحماية والمعين الرئيسي للأسرة في المستقبل وأن الفتاة هي العنصر الضعيف المحتاج لقوة الرجل ودعمه.
وأوضح الخزاعي سلبية هذه التنشئة فيما تولده من نقص عند الفتاة وعجز ينبع من حاجتها الدائمة لوجود رجل تعتمد عليه بحياتها، مشيرا إلى أن هذه التنشئة خاطئة، فلا أحد يعرف ماذا سيحصل في الأسرة، فالفتاة يجب أن تربى على أنها سيدة في المجتمع لها واجباتها وحقوقها وعندها القدرة على مواجهة أعباء الحياة وحدها.