عمار يا مصر

تابعنا العرس المصري ،تسمرنا عند المحطات المصرية ، تختلف وهي تنقل الحدث وذلك لسعة مساحة الرأي..
تابعناه بلهفة وسعادة ، رحنا نتذكر ما درسناه في علم السياسة وعن الانتخاب المباشر والانتخاب غير المباشر ، ورأينا الانتخاب الحر المباشر أمام أعيننا .التحليلات والتوقعات ذكرتنا بمتابعة طازجة كانت للانتخابات الفرنسية لكنه هناك اعتيادي وهنا هو عرس جميل في مصر ، أشعل أنواره في كل أرجاء العالم العربي.وتابعه العالم معاً ..
حفل كبير حضرناه ضم الملايين ، نحن مبتهجون ، يرتفع فلان نهلل ، ينخفض علان فيرتفع مؤشر آخر ، يتنطط قلبنا من هنا وهناك .. أخيرا رأينا عرساً عربياً حقيقياً لوطن بحجم مصر . مصر البهية المشرقة ستكون واحة للديممقراطية بالعالم العربي ، وسيكون ربيعها حقاً ربيعاً أخضر مورداً ينعقد به الثمر .
ليس مهماً من يربح ومن يخسر ، رغم حقيقة كل منا فكر بمرشح يتمنى فوزه ، لكن المهم أن أي رئيس سيكون القانون هو الحكم فيه وصلاحياته عبره ، رئيس سيحسب حساب الانتخابات القادمة ، وسيعرف كيف يتحرك .. وكيف يتصرف ، والشارع لن يسكت له ، سيقومه ليس بالسيف كحال الأعرابي مع عمر بن الخطاب لكن سيقومه عبر حجب الثقة من البرلمان .. وسيحرمه من أصوات ينالها في المرات القادمة ..
الرئيس للمصرين ككل ، لا لطائفة ولا لحزب ولا لمذهب .. رئيس للكل .. وأمره بيد الكل .. رئيس يحتكم بحكم مصر وموظف لديها ، وليست هي موظفة له ، لا يتخذ قرار حرب أو سلم إلا بتفويض من الشعب عبر البرلمان ..
أشياء كثيرة أبهجتنا في العرس المصري ،أبهجتنا النكت ، والشعب المصري صاحب نكتة منذ الأزل ، فقد تم عمل أفلام هزلية قصيرة على مرشح أو مرشحين .. وأراد فنان أن يستطلع رأي الناس بطريقة جميلة ، علق ملصقات وكتب عليها عبارة ( لو كنت أنا الرئيس ماذا أفعل ) تبارت الكلمات من الجمهور وخاصة الأطفال بخطهم الطفولي ، أحدهم قال سأكون رئيساً محترماً ،مافي رئيس محترم ) الثاني كتب : سأشتري قميصاً لكل فقير ) .. الثالث : أبني مدرسة جديدة ) ..
عندما ارتفعت أصوات للدكتور محمد مرسي مرشح الأخوان ، قالت النكتة (مصر حتتحجب ). كما قيلت نكت أخرى على غيره .. فالشعب المصري لا ينسى خفة دمه أبداً ..وشكلها ستتحجب حقيقة .. عندما يتضامن الجميع ضد أحمد شفيق آخر رئيس وزراء لمصر في عهد مبارك ..
كاتب معروف وشاعر ، كتب ليقول ان الرئيس هو وحده رئيس مصر ، لا دخل لعائلته ، زوجته وأبناؤه مكانهم بيته ، رب أسرة محترم لأسرته ، في المنزل ، في الحياة العامة هو الرئيس فقط ..) وأظن ذاك عين العقل فأكثر ما حدث في العالم العربي من مصاعب بسبب أسر الرؤساء وما يفعله أقاربه ومن تبعهم ..
يفصح عن ذمته المالية قبل كونه رئيساً ، وعند خروجه من الرئاسة ، وهذا شيء جميل للطرفين ، الوطن والمحافظة على أمواله ، للإنسان الفرد الرئيس الذي يبرئ ذمته قبل الخروج من مكانه وتسليمه لشخص آخر ...
شجرة الديمقراطية نمت في مصر ، عرقها أخضر وجذرها مازال أخضر أيضا، وهذا الاخضرار الذي عم مصر نريده أن يقوى ويستمر .
لقد حضرنا عرساً رائعاً ..والصناديق رُفعت ، لتورق مصر عطاءً ويعود لوادي النيل اخضراره ، وتزهر ورود النيل البيضاء وتشرق على مصر كلها ..ويزدهر فكرها وأدبها كما عودتنا دائماً ..هذا أملنا كعرب بخير دائم لمصر الغالية ..
شكراً مصر عرسك كان هائلاً ، شكراً مصر كان درسك جميلاً ، شكراً مصر حناجر ودماء ميدان التحرير كانت الحديقة الأولى لعرسك هذا .. شكراً وحماك الله يا مصر .. وعمار بإذن الله ..

شريفة الشملان