الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية للمقالات والبحوث الثقافية و الادبية و الفكرية

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 15-07-07, 09:17 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
رئيس مجلس ادارة الشبكة
الرتبة:

 

البيانات
التسجيل: Oct 2006
العضوية: 9
المشاركات: 13,072 [+]
بمعدل : 1.90 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 50
نقاط التقييم: 500
الآتي الأخير is a glorious beacon of light الآتي الأخير is a glorious beacon of light الآتي الأخير is a glorious beacon of light الآتي الأخير is a glorious beacon of light الآتي الأخير is a glorious beacon of light الآتي الأخير is a glorious beacon of light

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الآتي الأخير غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى الطروحات الثقافية والأدبـية
افتراضي حكاية اسمها ( عبد العزيز التويجري )







يَحار المرءُ حقا في الدخول على موضوع الشيخ عبد العزيز التويجري، فهل تدخل عليه من بوابة السياسة، واذا دخلت من بوابة السياسة، فهل تتناول دوره، بل قل أدواره، في السياسة الداخلية، أم في السياسة الخارجية؟
وإذا ما تجاوزت السياسة، فهل تتحدث عن الأديب عبد العزيز التويجري، عاشق المتنبي، ومسامر المعري، وصاحب الرسائل البليغة إلى ولده، وناقش البيان في رسائله التي خاف عليها من الضياع فأودعها في جفون الزمن كحلا لا يبلى ولا يبهت.
أم تتحدث عن المؤرخ لِما لم يؤرخ في ملحمة التأسيس السعودية، عبر جوهرتيه الثمينتين «لسراة الليل هتف الصباح» و«في الصباح يحمد القوم السرى».. وهذان السفران هما درة التاج التويجري الكتابي، وضع فيهما الشيخ الوقور لفائف نادرة من تاريخ السعودية ومراسلات ذات أهمية قصوى في بواكير تأسيس الدولة السعودية على يد «الضخم» الملك عبد العزيز.
كيف تدخل إلى مدينة عبد العزيز التويجري؟ من أي باب تلج؟ ومن أي شرفة تطل على باحاته وساحاته ومعروشاته الخضراء؟

كل شخص قدر له أن يرى الشيخ عبد العزيز، ولو مرة واحدة، أظن أنه سيحتفظ له بذكرى خاصة ولمسة حميمية، فهو سيد اللمسات الذكية التي تقع على القلب بردا وسلاما، وهو صاحب نظر، وأي نظر في الناس، يعرف من يدني ومن لا.
كل من قدر له معرفته او مجالسته ولو مرة واحدة، لا ينسى هذا الشيخ، دعك من كونه وزيرا أو مستشارا أو وجيها أو ثريا أو مؤلفا، فكل هذه الصفات هي «اضافات» لمضاف إليه، هو عبد العزيز التويجري، فهو كساها كسوة نفسية منه، ولم تكن شيئا جميلا الا بجمال لابسها ومرتديها.
عبد العزيز التويجري هو بخلاصة سريعة، ذلك الفتى النجدي الذي ولد قبل حوالي قرن (توفي أمس عن 95 عاما) في بلدة قصية عن شمال الرياض، هي حوطة سدير، ثم انتقل الى بلدة المجمعة كبرى بلدات اقليم سدير، بلدة وادعة، شهدت للتو انتهاء معركة من معارك التأسيس، وعاد اليها بعض من غادرها، ومنهم والد بطلنا عبد العزيز التويجري، ونشأ في تلك البلدة مثل أقرانه، وان كان قد فقد والده مبكرا وهو صبي صغير، فأحس بلسعة اليتم، وحمل عصاه، كما خيلت له الطفولة، ليرد بها ذئب الموت اذا هجم.. ذئب الموت الذي قال عنه شاعر العراق الجواهري:
ذئب ترصدني وفي أنيابه… دم إخوتي وأحبتي وصحابي
ولد شيخنا 1918 ونشأ في بلدة والده: المجمعة، وكان أخوه الأكبر مديرا لماليتها ومالية سدير، ثم اصبح مديرا لمالية بريدة في القصيم ليخلفه الفتى عبد العزيز في مالية المجمعة. وما بقي من تفاصيل، فهي قصة الصعود وحكاية الانجاز الذي كتبه عبد العزيز التويجري بمداد روحه وحبر تعبه، حتى تربع هرما سعوديا، وأصبح حكاية ممتعة. ومن اراد ان يقرأ افضل سيرة «مختصرة» فهي المقالة التي كتبها الكاتب السعودي محمد السيف، ونشرها في جريدة الجزيرة.
التفاصيل من اشتراكه في قوات الملك عبد العزيز الى دخوله في الحرس الوطني، ايام الملك سعود الى حكايته الكبرى، حكايته مع الملك عبد الله بن عبد العزيز، الذي كان التويجري له مستشارا مخلصا، منحه كل نفسه فغمره الملك بحب وتقدير خاص.. وخاص جدا.
كل هذه التفاصيل ستذكر بشكل برقي فيما يكتب الآن، ولكن بلا ريب، فإن عبد العزيز التويجري قصة سيرة كبرى تتربع في كتاب رصين، وهذا ما لم يحصل حتى الآن، للاسف.
هذا السياسي والاداري والانسان، كان ممتع الحديث، وذكي الملاحظة، ولكن من يعرفه يعرف ان قصة عبد العزيز التويجري المفضلة، كانت هي قصة الملك عبد العزيز.
لا يمل عبد العزيز التويجري من ترديد حبه وعشقه للملك عبد العزيز، الى درجة ان عينيه تلمعان بالدموع، اذا ما تدفق في الحديث عن الملك «الضخم» عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل آل سعود، وقد حضرت مجلسه في الرياض، ورأيته في بهو فندق لانغهام هوتيل في لندن، وهو لا يمل من الحديث عن الملك عبد العزيز، وفي المرتين رأيت عينيه تلمعان وتورقان بدمعتي حب وانبهار بالملك عبد العزيز.
حدث الحاضرين وأنا منهم عن بطله الملك عبد العزيز، ومن طريف ما حدث يوم استقدمه الملك عبد العزيز الى الرياض، بعد وشاية وصلت اليه عن موظفه في المجمعة على المالية عبد العزيز التويجري، وكيف أنه دخل عليه في مجلسه في قصر المربع بالرياض، وكيف نظر اليه الملك نظرة تقريع، وطلب منه الجلوس بلهجة جافة، الشيء الذي أثر في نفس الفتى، لكنه وبعد قليل رأى رجلا من كبار أقارب الملك يقترب، فيوجه اليه الملك الحديث طالبا منه الجلوس بلهجة مماثلة أيضا، فطابت نفس الفتى ووصلته رسالة الملك بدون تعقيد، ولم يشعر بالفرق، ثم تحدث معه الملك مشددا على أهمية الحقوق، حقوق الناس، وكيف أنه لا يتهاون أبدا مع موظفيه في الأمانة وإيصال حقوق الناس اليهم، فلما شرح له الفتى جلية الأمر، وكشف حقيقة الوشاية، واتضح صبح الحقيقة، ابتسم له الملك ابتسامة، شعرت والشيخ يحدثنا، أنه للتو كان جالسا مع الملك عبد العزيز، وللتو ابستم له تلك الابتسامة الرضية في وجهه.
عبد العزيز التويجري، يشرح لك الملك عبد العزيز، كأنك تسمع عنه لأول مرة، رغم كل الكتب والدارسات التي كتبت عن مؤسس السعودية الحديثة.
عبد العزيز التويجري كان جسرا سعوديا عاليا فوق الحفر والأوحال، منه تعبر رائحة الصحراء النقية، وتتهادى على متنه شماريخ النخيل، ومنه تعبر نقاط الوصل مع العالم العربي، انه بوابة السعودية على عالم الثقافة السياسية، والسياسة المثقفة، بعدما حول مجلسه ونفسه الى ندوة سعودية متنقلة في كل مكان، فلا تجد أديبا أو شاعرا أو روائيا أو مفكرا أو أي صاحب رأي في العالم العربي، الا وهو يشعر ان عبد العزيز التويجري صديقه، ان كان مقاربا لسنه، أو والده ان كان دون ذلك، لقد فعل بمفرده ما لم تفعله كل الجامعات والجمعيات، وكان كثير من المثقفين العرب يمحضون التقدير والإجلال للشيخ عبد العزيز، يتجلى ذلك في مجالس ومسامرات الرياض ايام سوق الجنادرية الثقافي، الذي كان عراب فكرة تحويله الى أهم بند على الاجندة الثقافية العربية، سابقا طبعا.
شيء أخير لا انساه لهذا الشيخ الوقور، وهو يمحضني النصح، مناديا إياي بـ: بني، في مجلسه الصغير ببيته، ويهديني كتبه، ثم أخذ يملي على كاتبه الإهداء على طرة كتابه «لسراة الليل هتف الصباح» وكنت أتوقع انه اهداء صغير وموجز كالعادة، وإذا بالاهداء يمتد الى صفحتين، تدفق فيها الشيخ المسن وأخذ ينصحني بأبوة، ثم تفاجأت به يبكي.. ثم قال: والله يا بني إنني مشتاق إلى لقاء الله، وإنني لا أخاف من شيء فعلته، وإنني أفخر بأبنائي، لكنني حاولت طيلة حياتي أن أخدم وطني، فأنا عشق وطني، وأتمنى أن لا أكون ظلمت أحدا.. وأحاديث من هذا النوع.
حقا لقد كان الرجل ظاهرة سعودية فريدة.. إنه قصة تروى ولا تنسى.


* معالي الشيخ / عبد العزيز بن عبد المحسن التويجري
نائب رئيس الحرس الوطني المساعد
المفكر و الأديب المعروف
مستشار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز















عرض البوم صور الآتي الأخير   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:55 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL