نعمتان مغبون فيهما ابن آدم ؛(الصحة في الأبدان والأمن في الأوطان).
تناقل الناس في الفترة الأخيرة أخباراً وروايات متعددة عن عصابات ولصوص من جنسية إحدى الدول الأفريقية، يدخلون البيوت عنوة ويقتلون ويسرقون، ثم يلوذون بالفرار بطريقة غريبة.
أخبار هؤلاء كانت بدايتها في جنوب المملكة، وكثرت الإشاعات وتخوف البعض أن تكون صحيحة لكثرة الحديث عنها. سرت العدوى بعد ذلك إلى مدينة الرياض، وبدأنا نسمع أخباراً وأقاويل عن هذه الفئة، وأنهم بدأوا يقومون بأعمال مخيفة في عدة أحياء من العاصمة.
وسائل التواصل الاجتماعي بالغت في نشر كثير من الروايات، وساهمت في توسيع دائرة انتشار الخوف والفزع، وتم فيها تداول مقاطع فيديو ظهر في أحدها تجمعا لسيارات مواطنين وسيارات أمنية، وأصوات متباعدة دون ثبوت ما يؤكد الشائعات حول هذه العصابات أو وجود آثار لأي جرائم مرتكبة. وزارة الداخلية، مشكورة، أصدرت بياناً طمأنت فيه المواطنين بأن ما يتم تداوله عن انتشار عصابات من جنسية أفريقية معينة لا أساس له من الصحة، وأن قطاعات الوزارة المختلفة تقوم بواجبها على الوجه الأكمل في العمل على الحفاظ على أمن البلاد من كل من تسول له نفسه الإخلال به في أي منطقة، ومن أي جنسية.
لو عدنا إلى الوراء واستعرضنا تاريخ هذه البلاد لوجدنا أن الأمن كان يعاني من اختلال كبير، وأن المواطن لا يأمن على نفسه، ولا ولده، ولا ماله. جاء الملك الموحد عبدالعزيز يرحمه الله فجعل نصب عينيه توفير الأمن والسعي في سبيل تحقيقه إلى أن تحقق له ما أراد. جاء أبناؤه من بعده فأكملوا المسيرة وأصبحت المملكة رمزاً للأمن والأمان ما جعل الكثيرين يسعون للاحتذاء بها والعيش في كنفها.
في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله ترسخت مفاهيم الأمن والاستقرار، ورأينا كيف تهاوت أوكار الفئة الضالة، وتم القضاء عليها واحدة تلو الأخرى. رأينا أيضاً شدة في الحق وتنفيذاً لأمر الله وأحكام كتابه الكريم في حق كل مخالف، وخير مثال على ذلك تنفيذ حد القتل الأسبوع الماضي في سبعة أشخاص في يوم واحد بعد أن امتهنوا السطو والسرقة والإخلال بالأمن.
أيها المواطن، وأيها المقيم على صعيد المملكة التي احتضنت أطهر البقاع وأشرفها... لا خوف عليك. نم قرير العين فأنت بحمد الله تعيش في بلاد استتب الأمن في مدنها وقراها. لا تلتفت لما يشاع بين الحين والآخر من قيام عصابات بالسطو والسرقة والقتل وإثارة الرعب. كن سنداً للجهود المبذولة في تحقيق الأمن برفضك لكل ما يشاع، وسعيك الجاد لبث روح الطمأنينة والسكون في قلب كل مقيم على أرض هذه البلاد، ونحن بإذن الله آمنون مطمئنون..