يرى أحد أساتذة كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن مسألة تغيير الإجازة من «الخميس والجمعة» إلى «الجمعة والسبت» أمر فيه مآخذ شرعية وأخرى اقتصادية واجتماعية، فاتخاذ يوم السبت عطلة فيه تشبه باليهود لأنه عندهم يوم ديني مقدس، وجعلنا له معشر المسلمين عطلة أسبوعية عين التشبه والتقليد، ثم يسكت عن الأثر الاقتصادي لينتقل سريعا إلى المجتمعي، ويؤكد أن لنا خصوصية تختلف عن البقية.
فيما آخر يرى أن الدول العربية التي سبقتنا بتغيير الإجازة أخطأت ووقعت في «منزلق تاريخي خطير»، ولم يشرح ماهية هذا المنزلق، فدول الخليج بأكملها اقتصادها في تصاعد، فيما هو يهددنا بالخسائر التي توقع وصولها لـ 15%، ودون أن يحدد كيف حسب تقديريا هذه الخسائر؟
بعيدا عن التشبه الذي لا دخل له بالقضية أو «فوبيا» المنزلقات والمنعطفات التاريخية، لأن القضية لا تناقش هل هو تقليد أو عدم تقليد، وإلا طرحت السيارات والطائرات والمستشفيات وأجهزتها المستوردة كتشبه، وأن هذا تقليد، وبالتالي علينا أن نعود لركوب الإبل والعلاج بالكي والجلد.
القضية تناقش بسؤال واضح ومحدد: هل تغيير الإجازة سيحقق نموا اقتصاديا أعلى للمجتمع أم لا تأثير فيه، وبالتالي لا داعي لتغيير ما لا يضر؟
واقتصاديا، السوق لدينا يتأثر بتأثر البورصات العالمية أكثر من أن يؤثر بها، والدليل أن «تسونامي الأسهم» الذي أغرق المواطنين في 2006م لم يتأثر العالم به، ووحده المواطن السعودي دفع ثمن تبعات هذا الزلزال، فيما لو حدث زلزال في البورصات العالمية ستئن «هيئة الاستثمار» لدى دول الخليج، والمواطن الخليجي أيضا، وسنتأثر من ذاك الزلزال اقتصاديا.
فهل سيبت بهذه القضية سريعا، وتغير العطل الأسبوعية لتصبح الجمعة والسبت «ليس تشبها بقدر ما هو مصلحة»، فنكسب يوما إضافيا للاتصال بالاقتصاد العالمي، وبالأخص أن التجربة أكدت نجاحها في دول الخليج، ولم تتضرر أي دولة خليجية بقدر ما حققت مصالحها؟
أم أننا نحب «اللت والعجن»، وسيدخل يوم السبت مع قضية الاختلاط وقيادة المرأة لنعجن به 40 عاما، ونحن نسأل: هل هذا تشبه أم لا، فيما القضية: هل التغيير سيحقق مصالحنا أم لا، لأنه أينما وجدت مصلحة المجتمع وجد الحق؟.
بقلم صالح ابراهيم الطريقي
عكاظ