لا تنمية بلا نقل

« النقل « يعتبر من أساسيات التنمية الاقتصادية وغير الاقتصادية لأي دولة، سواء كانت سيارات أو طائرات أو قطارات أو غيرها. ولعل أبرز وسيلة نقل حديثة تستخدم من مئات السنين هي « القطارات « خاصة في أوربا أو الشرق في الصين واليابان أو غرباً في الولايات المتحدة التي أعتمدت في تشغيلة على « الفحم «. وكان القطار يعتبر أهم وسيلة نقل في ذلك الزمان سواء كان للبضائع أو الأفراد في حلهم وترحالهم.
وتطورت القطارات وأصبحت بسعة أكبر وسرعة أكبر، تحت الأرض وفوق الأرض، بكهرباء وغاز وديزل وغيره، خطوط متعددة تنقل كل السلع والمنتجات، وأصبح القطار من أهم وسائل النقل وأقلها تلويثا للبيئة بل أجملها وأقلها تشويهاً للمدن. وأصبحت الآن عصب الحياة، والوسيلة الأولى المعتمدة في الدول الصناعية فهي أقل كلفة من الطائرة والسيارة.
المملكة بدأت مبكرا بتدشين خط قطار تجاري لنقل البضائع من المنطقة الشرقية للرياض وأيضا لنقل الركاب، وقام هذا القطار بخدمة كبيرة ولا يزال. لكننا لم نتوسع بهذه الخدمة - القطارات - بين الشرق والغرب والشمال والجنوب، وبين المناطق المقدسة أو داخلها، أو داخل المدن نفسها. لكننا الآن وفي عهد الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله-، تغيرت الخارطة بكاملها، فبدأنا نسمع بشركة اسمها (سار) وهي تشرف وتعمل على مشاريع ضخمة « لتأسيس « خطوط نقل بواسطة القطارات، من الشمال للوسطى وللشرق وللغرب، وبدأت بالفعل ووجدنا شركة معادن تستفيد منها بتصدير الفوسفات.
تقوم المملكة الآن بتنفيذ مشاريع ضخمة في القطارات، والشبكات الخاصة بها داخل وخارج المدن، وهذا الأمر يبعث على التفاؤل، والإنجاز، وسيحقق تنمية اقتصادية حقيقية بلا شك، ووفر اقتصادي على المدى الطويل لا حدود له، وستساهم هذه المشاريع بفك الخناق على المدن الكبرى. يجب أن تستمر هذه المشاريع بلا توقف، ويجب أن تتم متابعتها من خلال « هيئة مستقلة « يكون هذا هو عملها الحقيقي، وهذا ما سيخلق التوازن المطلوب في التنمية الاقتصادية والذي نفتقده منذ عقود، بفقدنا لبنية تحتية في النقل من خلال القطارات، لكني واثق من أننا قد خطونا في الطريق الصحيح، ووضعنا بصمة أولى، سيكون تأثيرها واضحاً على الخطوات القادمة إن شاء الله..

راشد بن محمد الفوزان