بحسب صحيفة المدينة، فإن طلاب الثانوية الذين كانوا يؤدون الاختبارات في المليليح التابعة للمدينة المنورة فوجئوا بوجود ثعلب في قاعة الاختبارات، فحاصروه حتى أمسكوا به ثم ذهبوا به إلى المدير، وأغلب الظن أن الثعلب المكار كان يريد أن يتأكد بنفسه من أن هؤلاء القوم ما زالوا يختبرون أولادهم بنفس الطريقة، حيث يهملونهم طوال السنة ويطلبون منهم أن يحفظوا المنهج في ليلة واحدة ثم يفرغوا ما حفظوه في ورقة الاختبار.. فيحصل الطالب من هؤلاء على امتياز في عدم الفهم، وهو ما يؤهله بجدارة للانخراط في المجتمع!.
**
بعد نهاية فترة الاختبارات يحتفل بعض طلبتنا بإحراق الكتب بصورة جماعية، وهو سلوك يكشف عن كرههم الشديد للمدرسة وطرق التعليم، ومن الغريب حقا أن أساليب التدريس وطرق الاختبارات لم تشهد أي تغيير نوعي منذ عشرات السنين، فكل ما حدث هو التعاقد مع شركات أجنبية لتغيير المناهج من ناحية الشكل، مع التمسك بالمضمون ذاته الذي يجعل الطالب يكره المدرسة والكتب والعلم.
**
التعليم يحتاج قادة تربويين يتمتعون بخيال متجدد كي يحب الطالب مدرسته، وهذا غير متوفر حاليا في وزارة التربية والتعليم.. لا بد أن نتعاقد مع شركة أجنبية لتوفير الخيال!
**
نشرت الصحف، خلال الأيام الماضية، أخبار استنفار دوريات هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أمام مدارس البنات خلال فترة الاختبارات، كما نشرت أخبار استنفار دوريات الشرطة والمرور والبحث السري أمام مدارس البنين، إنه موسم عامر للتفحيط وتحطيم سيارات المعلمين، وأحيانا المشاجرات التي يصاحبها إطلاق للنار.. ما هذا الجو العلمي الرائق؟.
**
الطلبة وأولياء الأمور والمعلمون كلهم يشعرون بالضيق الشديد وقت الاختبارات، بينما الجهة الوحيدة التي ترقص طربا في هذه الفترة العصيبة هي (مركز قياس)!.
**
صحيح أن الثعلب مكار، ولكنه ليس غشاشا.. وكل شيء لا يمكن أن يتغير ما لم تتغير أساليب التعليم.
بقلم / خلف الحربي
ثعلب الاختبارات
العرض الشجري