أخطر ما يواجه مصر وكل دولة هو خطر الانقسام إلى فرق تتنافس سياسياً ويعتقد كل فريق أنه يملك الحقيقة والحلول ولا يرضى بغير الانتصار وإلغاء الآخرين. هذا الخطر يهدد الوحدة الوطنية وقد يتطور الوضع الى حرب أهلية.
الحالة المصرية تزداد تأزماً يوماً بعد يوم لأن القضايا التي قامت من أجلها الثورة لاتزال معلقة والأسباب التي حركت الشعب لاتزال قائمة.
المصريون انقسموا الى فريقين:
الأول يرى أن نظام الأخوان المسلمين لم يأخذ الفرصة الكافية لتحقيق ما وعد به، وأن الإخوان فازوا بالانتخابات ولم يسرقوا الثورة.
الثانى يرى أن هذا النظام ليست لديه رؤية واضحة ولا يمتلك المقومات اللازمة لادارة الدولة ولهذا السبب ارتكب أخطاء كثيرة ومخالفات قانونية ووقع فى تناقضات واضحة أدت الى الفوضى والانقسام.
بين الفريقين فئة أخرى صامتة لكنها تبحث عن مصر الأصيلة المفتوحة للجميع المرنة العاملة المنتجة المبتسمة التي لاتعرف العنف ولا الانقسام.
هذه الفئة تتطلع الى مصر يسودها النظام ويديرها العمل المؤسسي وتحتكم الى القانون وتتطلع الى التنمية الاقتصادية والاجتماعية. تتطلع الى الغذاء والدواء وتحسين الخدمات الصحية والاجتماعية وتطوير التعليم والنقل والبنية التحتية والأمن والسكن.
تلك مطالب لاتحققها الشعارات السياسية ولم يتمكن أحد الفريقين المشار اليهما من تقديم رؤية واضحة ولابرامج وخطط عملية لتحقيق أهداف التنمية.
ويمكن القول إن مشكلات مصر لن تحل بانتصار فريق على آخر وإنما بانتصار الطرفين لأن في انتصارهما انتصاراً لمصر ولكن أليست هذه مهمة مستحيلة؟ وكيف ينتصر الفريقان؟
يمكن القول أيضاً إن عهد الخطابات الحماسية والشعارات والهتافات انتهى ولذا نقترح التوقف عن التصفيق والهتاف لأي فريق الا بعد تحقيق الانجازات على أرض الواقع.
لقد وحشتنا مصر الموحدة والمصلحة الوطنية تحتم أن ينتصر الوطن بمؤسساته ولمصلحة الجميع وليس لمصالح حزبية.
المهمة قد تكون صعبة ولكنها ليست مستحيلة على مصر الكبيرة بعقول أبنائها وحضارتها وتاريخها وثقافتها.
مصر بلد عربي مسلم وأول خطوات الحل رفض المزايدات الدينية والحوار الجاد حول موضوع واحد فقط له الأولوية وهو الوحدة الوطنية حتى تعود مصر الجميلة التى (وحشتنا) لتكون أجمل.
بقلم يوسف قبلان