قنواتهم في فنادقنا

حين نسافر إلى أي دولة عربية كانت أو أجنبية ونسكن في فنادق بمختلف الدرجات نحرص دوماً على مشاهدة التلفزيون، ولو من باب التسلية. هناك قنوات دولية مشهورة لا تكاد يخلو منها فندق، وبلغات مختلفة، ولكن من المؤكد أننا سنشاهد قنوات البلد الذي نقصده، ويكون ترتيبها متصدراً قائمة القنوات في غرف الإقامة. وسواء كنا نعرف لغة البلد أم لا فلا بد من المرور على هذه القنوات ولو من باب التصفح، ومن خلالها قد نتعرف على بعض معالم البلد الذي نزوره.
بلادنا ولله الحمد تزخر بالعديد من الفنادق والشقق المفروشة، وهي في مجملها مزودة بأجهزة تلفزيون ضمن دوائر بث داخلية، أو أجهزة استقبال مباشرة مزودة بها كل وحدة سكنية، ولكن مما يؤسف له أن كثيراً من الفنادق لا تأبه بقنواتنا المحلية وبالكاد نجد واحدة منها أو اثنتين قد تم اختيارها ضمن القائمة، في حين نرى قنوات متعددة من دول آسيوية وعربية قد تم اختيارها وإن كانت تبث في ثنايا برامجها ما قد يسيء إلى المملكة.
لا ندعي أن قنواتنا المحلية هي الأفضل ولكننا نتفق في أنه من الطبيعي أن نُعرّف الزائر ببعض معطياتنا وأخبارنا. في النواحي الدينية لدينا قناتا القرآن والسنة ولا أحد يجادل في سلامة محتواهما، فالأولى تلاوات من القرآن الكريم والثانية قراءات من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وإن كان هناك اهتمام بالأخبار المحلية والدولية فقناة الإخبارية تقدم نشرات ومواجز على مدار الساعة تفي بكل ذلك.
الفنادق والوحدات السكنية المفروشة في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وخاصة القريبة من الحرمين الشريفين، نجد فيها أيضاً قنوات تبث مواد لا تناسب روحية المكان ولا روحانية الزائر أو المعتمر، وهنا تضارب واختلاف في التوجه ؛ فمن جاء حاجاً أو معتمراً أو زائراً كيف له أن يستسيغ مشاهدة قنوات تخرج في كثير من محتواها عن الأدبيات المتعارف عليها.
دعونا نُعرّف الآخرين على أن لدينا ما يستحق المشاهدة، ودعونا نشعرهم بأن هناك اهتماماً وعناية بإعلامنا، وأن على من يزور بلادنا أن يتعرف علينا من
خلاله. لست مفرطاً في التفاؤل بأن جميع من يسكن في أماكن الإيواء سوف يتسمر أمام قنواتنا ولكنه لو توقف للحظة فقد يستمر التوقف لدقائق أو ساعات، وهذا ما نهدف إليه.
الإعلام المكتوب يكاد يكون أحسن حظاً حيث نجد الغالبية العظمى من الفنادق توزع أعداداً من الصحف المحلية، وهي خطوة ربما نتجت عن عدم توفر صحف بديلة من دول أخرى، ولكنها تبقى في النهاية عامل تشجيع على فتح نافذة يطل منها الزائر على بلادنا ليرى ما فيها.

عبدالرحمن عبدالعزيز الهزاع
ج الرياض