لم أستحِ يوماً من أنوثتي...!!

كنت طالبة في الجامعة يأكلني الطموح وتتجاذبني الأمنيات، ولم أكن من الذين يستطيعون عدّ أحلامهم، كانت عيناي ترفان بالسعادة، ولم أستحِ من أنوثتي مطلقاً، وغالباً ما كنت أدفن نفسي في أعماق الأغاني والموسيقى والأزياء التي توقظ الجمال بداخلي، لم أكن أعي كثيراً ما يدور حولي أو بمعنى أصح لم أنتبه لكيف ينظر البعض في المجتمع للمرأة ولم يكن في بيتنا أي صراعات حول وجود المرأة وتأكيد ذاتها، لذلك درجت وأنا معتزة جداً بنفسي وقراراتي، إلا أن مرحلة الصدمة التي واجهتها كانت عندما خرجت لسوق العمل وبدأت الاختلاط فعليا بالآخرين من نساء ورجال، وبدأت تتبلور لديّ قناعات مختلفة عن الشخصيات التي أعيش معها، كانت مواجهتي مع الأفكار السائدة والمعلبة عن المرأة وعن ضعف قدراتها ووضعها النفسي والعقلي، فالاستهانة بقدراتها هو أبسط شيء ممكن تواجهه في عالم مليء بالغرباء، وحتى الآن لا أعلم ماهو سبب هذه النظرة الدونية للمرأة، إلا ان هذه النظرة للمرأة كامنة ولا تظهر إلا في المواقف، فالرجل لا يحارب المرأة علناً ولا يحتقرها علناً ولكنه يبني حاجزاً بينه وبينها بطريقة منتظمة ودؤوبة، ولا يمكن أن يقول رأيه الصريح عنها بوضوح ولكنه غالباً ما يحاول أرشفة كل ما يقال عنها بشكل سلبي، ويخزنها في عقله اللاواعي فتظهر على شكل إسقاطات مما يصعّب عملية التواصل مع الرجل، إلا انني ممتنة كثيراً لرجل اكتنفه البياض والوضوح وهو يقول:"المرأة حيوان أشد كبرياء وغروراً من الأسد، وأكثر شهوة وشبقاً من القرد، وأفتك سماً من الأفعى، وأكثر زيفاً من الجنية."(روبير شارسون) أحترم جداً جداً وجهة نظر روبير وأشكره بعمق على صراحته فهو لم يحاول إخفاء عدائه وكراهيته للمرأة، ولم يتملقها، بل كان وضوحه القاسي أحد الأشياء التي استوقفتني كامرأة تحاول تقفي أثر خطوط التجاعيد على جبين الحقيقة، فالمواجهة الشرسة كانت بين عقلية مدجنة تأبى الانصياع لتعاليم الكون، والإرث الثقافي عن المرأة وعجزها وضعفها هو السائد بالرغم مما توصلت له المرأة من تقدم ونجاحات، في حين ان عقول بعض الرجال مثقلة بثقافة العيب الاجتماعي وغيرها مما درج عليه المجتمع فيعوق تقدمه بمراحل. المرأة لا تريد أن تصبح رجلاً، ولكنها تريد أن تشارك الرجل، لأن المرأة السخيفة نتاج المجتمع السخيف.
*الساعة العاشرة صباحاً: أنتمي إلى عالم ألف ليلة وليلة، أصبحت أنا الشهرزاد وأنت الألف ليلة.


زينب إبراهيم الخضيري
عكاظ