لقي مواطن في مدينة الرياض حتفه دهسا أثناء عبوره الطريق السريع للانضمام للمتجمهرين حول حادث وقع على الجانب الآخر من الطريق، وبدلا من التفرج على ضحايا الحادث تحول هو نفسه إلى ضحية وفرجة للمتجمهرين!
لقد ذهب ــ رحمه الله ــ ضحية «لقافته»، تلك «اللقافة» التي تكاد تصبح في مجتمعنا جزءا لا يتجزأ من أي حادث يقع على الطريق، فيتسبب المتجمهرون في تعطيل حركة السير وإعاقة حركة المسعفين، وربما كانوا سببا في زيادة سوء حالة المصابين أو موتهم!
هؤلاء المتجمهرون لا يحتاجون إلى دروس في احترام النظام والوعي بأضرار تجمهرهم في تعطيل حركة السير وإعاقة عمل المسعفين بقدر ما يحتاجون إلى فحص نفسي لمعرفة أسباب شغفهم بمشاهدة الآلام والدماء والأشلاء والموت!
إنني عندما أمر بحادث أغض بصري وأركز على مواصلة طريقي؛ خشية أن أرى ما أكره، ولأرسخ في ذهني الأمل بنجاة وسلامة من وقع عليهم الحادث، وأتعجب ممن يصرون على أن تلتقط أبصارهم المشاهد المؤلمة، وأتساءل أي نفسيات منحرفة يملكون تلك الشغوفة بمثل هذه المشاهد المؤلمة!
أما من لا تقف «لقافتهم» عند حدود التجمهر ويتحولون إلى مصورين يلتقطون مشاهد الأجساد الممزقة أو النازفة، ويرصدون أصوات أنين الألم وسكون الموت، فهؤلاء مرضى حقيقيون لا يستحقون نصحا توعويا أو عقابا نظاميا.. بل علاجا نفسيا!.
خالد السليمان
عكاظ