دور جهاز الاستخبارات في أي دولة هو حماية الدولة من الخارج ودور جهاز المباحث العامة هو حماية الدولة من الداخل وجهاز الشرطة هو حماية المجتمع في الداخل.. هذا التعريف العام المختصر لهذه الأجهزة الأمنية في أي دولة من دول العالم.
لذلك تعد أجهزة الاستخبارات في الدول من أهم أجهزة حماية أي دولة خارجياً.. ولكن في بعض "الدول" أسيء كثيراً استخدام هذه الأجهزة وتحول عملها ومسؤوليتها إلى حماية أنظمة الحكم من الداخل في تلك الدول وذلك على حساب حماية مصالح وأمن الدولة والمواطنين !! وهذا إخلال وانحراف كبير بمسؤولية هذه الأجهزة لذلك رأينا سرعان ما فشلت تلك الأجهزة وفشلت تلك الدول وسقطت تلك الأنظمة بسبب هذا الخلل في مسؤولية أهم أجهزة حماية الدولة..
وفي وطننا ظل جهاز الاستخبارات العامة -ولله الحمد- يؤدي مسئوليته الدينية والوطنية خدمة للدين وللملك وللوطن على أكمل وجه في الكثير من المهام غير المعلنه طيلة السنوات الماضية.. لكن اليوم جهاز الاستخبارات العامة في المملكة العربية السعودية يدخل مرحلة جديدة من الشفافية في العمل مع المجتمع ومع العالم كله وذلك من خلال النجاح المشرف لهذا الجهاز الذي تحقق - بتوفيق الله - في عملية تحرير القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي بعد ثلاث سنوات من اختطافه في عدن.
ان عملية تحرير القنصل السعودي والإعلان صراحة وبكل وضوح عن جهود جهاز الاستخبارات السعودية في هذا الانجاز الوطني المشرف إنما يمثل مرحلة جديدة من الشفافية والوضوح في أداء هذا الجهاز ويؤكد على مستقبل آلية ونهج عمل مختلف في هذا الجهاز الأمني الذي يضطلع اليوم بأكبر المهام وأعظم المسؤوليات التي قد تكون غير ظاهرة للمتابع اليومي خاصة في ظل الظروف الصعبة جداً والتي تعم المنطقة وتحيط بوطننا والتي تحتاج إلى عمل استخباراتي كبير جداً أكبر من أي عمل آخر.
اليوم جهاز الاستخبارات العامة في المملكة يتقدم خطوات سريعة ويلغي قيوداً كبيرة عن بعض صور الخوف الاجتماعي تجاه هذا الجهاز ومنسوبيه بسبب إساءة مهام الأجهزة المماثلة له في كثير من الدول.. فجهاز الاستخبارات السعودي يعمل اليوم بصورة مغايرة عن كل تلك الأجهزة المماثلة له في كل الدول، فهو جهاز يعمل من منطلق إسلامي بحت لخدمة الدين والوطن في كل شؤونه ومهامه ومسؤولياته، ولله الحمد..
إن نجاح جهاز الاستخبارات العامة في المملكة في تحرير القنصل السعودي في عدن عبدالله الخالدي ونقله للمملكة وحظوته باستقبال خاص في أرض المطار من لدن صاحب السمو الملكي ولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ومن صاحب السمو الملكي نائب وزير الخارجية الأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز ومن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز وزير الدفاع ورئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين ثم تشرفه هو وأسرته بالسلام على خادم الحرمين الشرفيين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي العهد وصدور أمر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز بتقليده وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الثالثة ثم توجيه خادم الحرمين الشريفين بشراء مسكن له.. هذا التكريم الشامل والعاجل الذي حظي به المواطن عبدالله الخالدي من قيادة هذا الوطن إنما يؤكد -ولله الحمد- الخصوصية التي يتميز بها هذا الوطن بين القيادة والمواطنين. ويمثل إحدى صور التفاعل والتلاحم والترابط التي نراها تتكرر -ولله الحمد- في الكثير من الشواهد والمواقف.
شكراً لرئاسة الاستخبارات العامة السعودية على هذا الانجاز الوطني الكبير وشكراً على هذه الشفافية وعلى هذا النهج الجديد في العمل الذي يمد جسوراً إضافية وقوية بين المواطنين وبين هذا الجهاز الوطني، ونسأل الله تعالى لكم التوفيق والسداد في كل جهودكم خدمة للدين وحماية لهذا الوطن وقيادته وشعبة.
عبد الرحمن بن عبد العزيز آل الشيخ
جريدة الرياض
الاستخبارات السعودية شكرا على الانجاز
العرض الشجري