اعداء - الداخل - أشد خطراً

بينما الوطن قيادة ومجتمعاً مواطنين ومقيمين متحدين صفاً وقلباً واحداً في حرب واحدة..
بينما كان كل المسلمين في هذا الوطن متجهين لعبادة الخالق الواحد سبحانه وتعالى صوماً وصلاة واعتكافاً وزكاة وسلوكاً خالصاً لله سبحانه بكل جوارحهم..
بينا كانت كل أحياء وشوارع مدن وقرى وهجر هذا الوطن تنعم بصوت الأذان وتلاوات القرآن في صلوات التراويح والتهجد التي تشع من كل المساجد بأصوات تخشع لها القلوب والعقول وتنشر الطمأنينة والأمن في نفوس الجميع..
بينا كان هذا الوطن محط أنظار كافة سكان المسلمين خلال أيام شهر رمضان المبارك وهم متابعون ومنصتون لصوت الحق الذي ينطلق من الحرمين الشريفين بكل خشوع وروحانية خالصة تجذب إليها الأعين والأفئدة..
في ظل هذه الأجواء الإيمانية الإسلامية الصادقة التي ينعم بها هذا الوطن وشعبه ولله الحمد.. كان للأسف الشديد هناك أعداء لهذا الوطن ولعقيدته ولأبنائه.. لا يقلون خطراً وكرهاً وحقداً من أولئك الذين نحاربهم على جبهات القتال..
كان هناك أعداء في خارج الوطن يحملون في قلوبهم أعظم درجات الحقد والكراهية لهذا الوطن ولعقيدته ولشعبة.. أعداء ظلوا يخططون ويعملون ويعدون العدد من أجل النيل من هذا الوطن من خلال عمليات إرهابية إجرامية موجهه ضد كل الأبرياء في هذا الوطن بغض النظر عن مذاهبهم وبغض النظر عن أعمارهم وعن جنسياتهم..
هؤلاء الأعداء الذين تبين للأسف الشديد أن بينهم شباباً مراهقين من أبناء الوطن الذين باعوا عقولهم وأجسادهم ومستقبلهم لأعداء الدين والعقيدة والوطن بأبخس الأثمان! فاستحلوا حرمة الدين وحرمة الشهر الحرام وأمن المصلين في المساجد والجوامع واستحلوا براءة الناس شيوخاً وأطفالاً ونساء في هذه الأجواء الرمضانية وتسلحوا بأبشع أساليب القتل والإجرام طاعة لأعداء الدين والوطن!! هؤلاء يحق لنا القول بأنهم أشد خطراً على وطننا من أولئك الأعداء الذين نحاربهم على جبهات القتال لأن هؤلاء هم من رباهم هذا الوطن وعلمهم وأظلهم بنعم كثيرة ولكنهم تنكروا لوطنهم ولآبائهم ولأسرهم بعد أن اختطفهم الأعداء..
إن البيان الذي أصدرته وزارة الداخلية عصر يوم السبت الماضي الموافق 18 / 7 / 2015 م كشف عن جزء كبير من حقائق عن تلك العمليات الإرهابية الإجرامية في حق الدين والوطن والمواطنين والمسلمين الآمنين في المساجد وكشف عن بعض خفاياها ودوافعها.. من خلال الإطاحة بتنظيم مكون من خلايا عنقودية مرتبط بتنظيم داعش الإرهابي، وذلك ضمن مخطط يُدار من خارج الوطن ويهدف إلى إثارة الفتنة الطائفية وإشاعة الفوضى، حيث ورد في هذا البيان أن عدد من ألقي القبض عليهم (431) غالبيتهم مواطنون.. هذا البيان قدم للجميع إنجازاً أمنياً مشرفاً ومفخرة لهذا الوطن عامة وللجهات الأمنية في وزارة الداخلية خاصة، هذا الإنجاز السريع الذي تحقق بتوفيق من الله كشف للجميع الأقنعة العدائية "المنظمة" التي تحاك بهذا الوطن وبعقيدته وبوحدته وباستقراره وبأمنه وبكل مكتسباته من خلال إشاعة الفوضى كما عملوا في بعض المناطق العربية..
هذه الإنجاز الأمني الذي أثمر عن القبض على (431) شخصاً أوضح شيئاً من الحقائق الخطيرة! فقد أكد البيان لكافة أبناء هذا الوطن بكل كلماته الدقيقة أن المسالة ليست مجرد تصرفات فردية نابعة من حماس فردي ديني خاطئ.. وليست المسألة مسألة خلل فكري أو نفسي أو عقائدي.. فقد أكد البيان أن المسألة اليوم أكبر من ذلك بكثير!! وأن هؤلاء الصبية ليسوا إلا أدوات تنفيذ بخيسة الثمن سخرها أعداء الدين والعقيدة وأعداء هذا الوطن وأعداء أبنائه لتحقيق مآرب وأهداف قذرة تمثل جزءاً من مشروع مخطط كبير جداً للنيل من هذه البلاد وأهلها!!
الحمد لله على هذه الإنجاز الأمني العظيم والشكر له سبحانه وتعالى أن قيض لهذا الوطن رجال أمن مخلصين في كافة المجالات والمهام.. رجالاً أخلصوا في واجبهم الديني والوطني وظلوا يعملون ليلاً ونهاراً حماية للدين والعقيدة وحفظ أمن هذا الوطن الغالي وأبنائه وكل المقيمين على أرضه الطاهرة المباركة..
شكراً لكل من يقف خلف هذا الإنجاز الوطني الأمني وسيبقى هذا الوطن إن شاء الله تعالى شامخاً آمناًً بدينة وبعقيدته الغراء وبإعلاء كلمة التوحيد دوماً خفاقة.. وطناً فخوراً وعظيماً بقيادته وبشعبه وبأمنه وباستقراره وبرجال أمنه الأبطال الأوفياء لوطنهم ولمسؤولياتهم.

عبد الرحمن بن عبد العزيز آل الشيخ
جريدة الرياض