للمرة الأولى في تأريخ البرلمان المصري العريق يتحدث حاكم دولة أخرى تحت قبته، هذا ما حدث يوم أمس عندما كان سلمان بن عبدالعزيز يخاطب الشعب المصري والسعودي والأمتين العربية والإسلامية، والعالم أجمع. منذ الصباح الباكر ومبنى مجلس النواب يكتظ بالحضور من النواب ووسائل الإعلام ونخبة المجتمع المصري، وكان الوقت كافيا قبل وصول الملك لتبادل الحديث مع عدد من النواب عن الزيارة، وبكل صدق وأمانة كان التفاؤل والأمل والثقة بكل معطيات الزيارة هو شعار الجميع ورأي الجميع.
وأيضا كانت لحظة خاصة جدا عندما اشتعلت قاعة البرلمان بالتصفيق عند دخول الملك سلمان، كان تصفيق القلوب وليس تصفيق الأيدي.
كانت كلمة الملك سلمان في البرلمان رسالة مركزة وواضحة وصريحة للشعبين الشقيقين وللأمة العربية والعالم أجمع. فبعد أن استعرض برنامج التعاون الكثيف الذي ينفذه مجلس التنسيق السعودي المصري وعمق ورسوخ العلاقات بين البلدين أطلق إشارات لا يقولها إلا الكبار الواثقون بأنهم قادرون على تنفيذ ما يقولون. وعندما قال رئيس مجلس النواب المصري إن هناك «اتفاقا كاملا مشتركا بين البلدين حول قضايا الأمة العربية» فإن ذلك دعم شعبي للتوجهات الحكومية مما يعطيها زخما وقوة ومنعة.
باختصار، المملكة ومصر تدشنان تأريخا عربيا جديدا.
حمود ابو طالب
عكاظ