ما معنى حرف الباء فى كلمة " بــِرُءُوسِكُمْ "

[align=center]بسم الله الرحمن الرحيم

ايها الأحباب في مجالسنا

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لطالما كنت أبحث وأسأل عن سبب نصب كلمة وَأَرْجُلَكُمْ علماً الكلمة السابقة مكسورة فقدسبقها حرف جر

وأذكر أنني سألت عن ذلك عندما كنت في الكلية وللاسف لم اسجل ذلك ونسيت ما قد قاله الكتور

وعندما وجدته أحببت الإحتفاظ به فكانت مجالسنا هي الأولى وكذلك ليستفيد احبتي من الطرح

وأترككم الآن مع الموضوع

ما معنى حرف الباء فى كلمة " بــِرُءُوسِكُمْ " ؟

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ

وَامْسَحُوا بـــِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ " َمن الآية (6) سورة المائدة



أفادت الباء ما يلى :

1 - أظهرت أن المسح المطلوب عند الوضوء هو لجزءٍ من الرأس

لأنه لو كان مطلوباً كل الرأس لكان المعنى امْسَحُوا رُءُوسَكُمْ

2 - كما بينت أن الأرجل مطلوب غسلها و ليس مجرد مسحها

لأنه لو لم تكن الباء موجودة لكان المعنى

امْسَحُوا رُءُوسَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ

فى هذه الحالة سيكون كل من الكلمتين " رُءُوس" و " أرجل" منصوبتين بالفتحة

و سيحتار الناس هل "الأرجل" مفعول به للفعل " اغسلوا " البعيد أم للفعل " امسحوا" القريب !!

و لكن الباء حسمت الموضوع لأنه لو كان مطلوباً مسح الأرجل لكانت كلمة " أرجل" مجرورة بالكسرة لأنها ستكون فى

هذه الحالة معطوفة على كلمة "رُءُوسِ"

3 - كما حافظت على الترتيب لانه لايصح أن يمسح الإنسان رأسه بعد غسله لرجليه

فلو لو تكن الباء موجودة و كان مطلوباً غسل الوجوه والأيدى والأرجل ومسح الرأس لكان المعنى " اغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ

وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ

وَامْسَحُوا رُءُوسَكُمْ " فى هذه الحالة سيختل الترتيب

" أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً "
[النساء : 82]


معانى "حرف الباء"

أعرض هنا عددا من معانى حرف الباء غير الزائدة أى الأصلية لتأكيد ما سبق ، فهى حرف جر لثلاثة عشر معنى كما

يلي:

1- الإلصاق : و هو معنى لا يفارقها ، و هو نوعان :

أ- حقيقى : مثل " أمسكْتُ بالحبل "

ب- مجازى : مثل " مررت بزيد " أى ألصقت ُ مرورى بمكان يقرب من زيد

2- التعدية : و الباء فى هذا تشبه الهمزة " همزة التعدية " فى تصيير الفاعل مفعولافتقول فى ذهب زيد " ذهبتُ بزيد " و

منه قوله عز جل " ذهب الله بنورهم "

و قد قُرِىء " أذهب الله نورهم "

3- الاستعانة : و هى الداخلة على آلة الفعل ، نحو " كتبْتُ بالقلم " ، " ضربْتُ بالسيف :

و منه الباء فى قوله عز و جل " بسم الله الرحمن الرحيم "

4- السببية : مثل " إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل " أى بسبب اتخاذكم العجل

" فبظلم من الذين هادوا حرَّمنا عليهم "

5-المصاحبة : وهذا المعنى له علامتان :

أ- أن تكون الباء بمعنى مع . ب- أن يصح إحلال الحال مكان الباء و مجرورها

مثل " يا أيها الناس قد جاءكم الرسول بالحق " أى " مع الحق " أو " محقا "

و منه قوله عز وجل " اهبط بسلام " ،" و قد دخلوا بالكفر" .

6- الظرفية : مثل " و لقد نصركم الله ببدر" ، " نجيناهم بسَحَر"

7- البدل : كقول الحماسى :

فليت لى بهم قوما إذا ركبوا ***** شنُّوا الإغارة فرسانا و ركبانا

أى " فليت لى بدلا منهم قوما "

8- المقابلة : و هى الداخلة على الأعواض نحو " اشتريته بألفٍ "

" ادخلوا الجنة بما كنتم تعملون "

9- المجاوزة : كحرف الجر " عن " كقوله عز و جل " فاسأل به خبيرا "

أى فاسأل عنه خبيرا .

و منه قول الشاعر :

فإن تسألونى بالنساء فإننى ***** خبير بأدواء النساء طبيب

10- الاستعلاء : مثل " مَنْ إن تأمنه بقنطار " أى " من إن تأمنه على قنطار "

و منه قول الشاعر :

أرَبٌّ يبول الثُّعلبان برأسه ؟ ***** لقد هان مَن بالت عليه الثعالبُ

11- التبعيض : و منه " عينا يشرب بها عباد الله " أى يشرب منها .

12- القَسَم : و الباء أصل حروف القسم و لذلك خُصَّت بجواز ذكر الفعل معه نحو

" أقسم بالله لتفعلَنَّ "ولا يجوز أن نقول " أقسم تالله " ولا " أقسم والله "

كما أن الباء تدخل على الاسم الظاهر و الضمير فتقول " بك لأفعلنَّ" و لا يجوزذلك مع التاء و الواو من حروف القسم .

13- الغاية : نحو " و قد أحسن بى " أى " إلىَّ "


ارجو أن يكون الموضوع راق لكم وأضاف شيئاً جديداً

تحياتي للغالين

منقول وبتصرف بربط أكثر من موضوع من قبلي


اخوكم

محمد محمود[/align]