انتهت القضية التي رفعها في ديوان المظالم مجموعة من الطلاب ضد جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وأعلن الحكم النهائي الذي لا يقبل المراجعة بدفع رسوم الدراسة لخريجي دبلوم اللغة الإنجليزية دون تقديم أي تعويضات لهم،
القضية استمرت نحو عامين، ظل فيها الطلبة يطالبون بتعويضهم جراء الخسائر التي تعرضوا لها والوعود التي منحت لهم، كما أنهم لم يكتفوا برفع القضية بل نشطوا باتجاه إثارتها عبر الصحف المحلية.
المؤلم فعلا كما قرأت أن وزارة التربية والتعليم رفضت تعيينهم واستعانت بغير السعوديين في المرحلة نفسها دون مطالبتهم بالشروط التي طالبوا بها هؤلاء الخريجين!!.
وربما كان الأكثر إيلاما أن تنتهي القضية دون محاسبة جامعة الإمام محمد بن سعود التي غررت بالطلاب عبر إعلاناتها ووعودها بالتوظيف أو وزارة التعليم التي عينت غير السعوديين، ولكنء هناك جانب مضيء في الصورة وهو أن الطلاب اكتسبوا تجربة عميقة من التحدي والمطالبة بالحقوق
لأننا يجب أن نطالب بحقوقنا دون خوف أو حياء وليس مهما أن نكون الرابحين أو الخاسرين المهم أننا لم نسكت على ظلم وقع بنا.
من إيجابيات هذه الصورة وإن كانت قاتمة بالنسبة للخريجين الذين لم يحصلوا على التعويض الذي طالبوا به أن قضيتهم هي الأولى بمعنى أنها فتحت الباب لإشاعة ثقافة التعبير عن الظلم بشكل رسمي وليس بالتباكي أو التشاكي رغم أنني طبعا أشك في تحرك الطلاب تجاه رفع القضايا لو كانوا يدرسون في الجامعة نفسها!!
ولكن هل كان طلابنا قبل ذلك يتجرؤون على رفع القضايا تجاه الجامعات أو المؤسسات الحكومية؟
مشكلتنا مع المطالبة بحقوقنا أننا لا نمارسها بثقة كاملة ،إضافة إلى خوفنا من مستقبلنا الوظيفي مثلا إذا ما شكونا المؤسسة التي غررت بنا أو حرمتنا حقوقنا لأننا نَشَأنا على عبارات تكرس مفهوم الصمت عن المطالبة بالحق مثل (بت مظلوما ولا تبت ظالما).
بينما رسولنا الكريم يشجع على الإيجابية ونصرة المظلوم وليس إسكاته (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) وهو حديث شريف كلنا يفهم معانيه السامية بنصرة المظلوم بالوقوف معه ونصرة الظالم بكفه عن الظلم.
تحية تليق بهمم الطلاب الذين ثابروا ليحصلوا على حقهم وليس مهما أنهم لم ينالوا ما سعوا إليه يكفيهم شرفا أنهم رفعوا الصوت عاليا بطلب حقوقهم والله معهم يمنحهم فيضاً من عدله ولو بعد حين
منقول