الشبكة مسجلة لدى وزارة الثقافة و الاعلام


Google



منتدى المقالات و الاحداث العربية و العالمية للمقالات و الاخبار المنقولة من صحفنا

 
 
أدوات الموضوع تقييم الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 14-01-08, 03:38 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
الرتبة:
الصورة الرمزية
 
الصورة الرمزية الديرة

 

البيانات
التسجيل: Sep 2007
العضوية: 1268
المشاركات: 205 [+]
بمعدل : 0.03 يوميا
اخر زياره : [+]
معدل التقييم: 240
نقاط التقييم: 10
الديرة is on a distinguished road

التوقيت

الإتصالات
الحالة:
الديرة غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:
اخر مواضيعي
 


المنتدى : منتدى المقالات و الاحداث العربية و العالمية
افتراضي بوش ومغامراته الطائشة

نبيل شبيب جورج بوش ما الذي يمكن قوله عن رئيس دولة كبرى بعد انقضاء العام الأخير من رئاسته لها؟ كيف ستبدو صورته إلى جانب صور من سبقه من الرؤساء الأمريكيين وقد تجاوزهم جميعًا بلا استثناء، في نشر الحروب لا السلام، والفزع والأخطار لا الأمن والاستقرار، والمعاناة الإنسانية لا الرفاهية المعيشية، والانهيار النقدي لا الانتعاش الاقتصادي، والقتل والتدمير والتشريد لا الديمقراطية والحريات والحقوق، كما تجاوزهم جميعًا بلا استثناء بما طرح من شعارات حربية عدوانية، كالحروب الوقائية، والحرب ضدّ الإرهاب، والحرب في جبهتين معًا، والحرب الشاملة، بعد مسلسل أمريكي رئاسي قديم من إعلانات مشابهة، كان آخرها مثلاً ما سُمّي "مبدأ الضربة النووية الأولى". القائمة طويلة للغاية، لا تتسع لها مقدّمة قصيرة لحديث موجز عن التوقعات من آخر أعوام بوش الابن في منصب الرئاسة. ومهما صنع خلاله -على افتراض أنه يريد إصلاح بعض ما أفسد ولا شيء ينبئ عن ذلك- فلن يزيل شيئًا من ملامح جوانتانامو عن وجهه، ولا عار أبو غريب عن ابتسامته، ولا جرائم الفلوجة والحديثة عن نظراته، ولا استغاثات محمد الدرة وإيمان حجو وغالية من مسامع التاريخ في عهده، ولا السلوك المخزي لآلة الحرب العملاقة للدولة الكبرى وهو يحرّكها ضد دول بحجم أفغانستان أو العراق، ناهيك عمّا حرّكه للفتك والإجرام في الصومال وفلسطين ولبنان، ويريد لو يصنع المزيد في السودان وسوريا، ومن يدري، ربما في إيران أيضًا!!مجرّد مغامرات طائشة؟!كثير من الرؤساء الأمريكيين السابقين ظهرت بعد رحيلهم عواقبُ ما ارتكبوه بحق البشرية منذ تدمير هيروشيما وناجازاكي على الأقل، وقد تفوّق جورج بوش الابن عليهم جميعًا في ظهور عواقب ما ارتكبه من آثام قبل رحيله، ولا يليق بالملايين من ضحاياها، قتلى ومصابين ومشرّدين في كل مكان، أن توصف بالمغامرات، وكأنّها أفلام سينمائية فحسب. منذ إعادة انتخابه لفترة رئاسية ثانية لم يقتصر الأمر على هبوط أسهم شعبيته داخليًّا إلى حضيض ضرب به رقمًا قياسيًّا أيضًا، وليس هذا مما ينبغي بمنظور الضحايا أن نهتمّ به كثيرًا، بل ظهر للعيان أيضًا اهتراء كل مخطط عدواني للهيمنة انزلق إلى تنفيذه، وكل حملة عسكرية تحرّك بها، حتى تساقط أعوانه واحدًا بعد الآخر، داخل أجهزة سلطته، وعلى مستوى تحالفات الشرّ الأمريكية الدولية، بدءًا ببريطانيا وانتهاء بأستراليا.ولا مبالغة في القول إن وضع جورج بوش وهو على أبواب عامه الأخير في السلطة، لا يختلف كثيرًا عن وضعه يوم التفجيرات في نيويورك وواشنطن قبيل نهاية عامه الأول في السلطة، مع فارق جوهري، أن ذلك التاريخ كان بداية طريق عسكرة الهيمنة وعجرفة السياسة، وهو الآن في نهاية الطريق، شاء أم أبى.كان آنذاك في عنفوان سلطته، وهو الآن في أفغانستان يسعى لتوظيف حلف شمال الأطلسي بقضه وقضيضه، وفي العراق يسعى لتوظيف من يستطيع من المسلّحين ضد بعضهم البعض، عسى أن يمكنه إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل الرحيل، وفي كلا البلدين لا يبدو أنه سيتمكن من التغطية على الهزيمة الأمريكية، بانتصارات تتحقق عبر حروب بالنيابة أو جولات اقتتال محلي. ولكن هل يمكن أن يحقق في فلسطين وما حولها -وهذا ما يقتصر الحديث عليه هنا- ما عجز عن تحقيقه في "مغامراته" الأخرى؟! "الدولة اليهودية" هدفًا بعد سبعة أعوام من رئاسته يحطّ بالرئيس الأمريكي بوش الابن الترحال في فلسطين وما حولها، ولا يزال يحسب أن باستطاعته توظيف الثكنة العسكرية الصهيوأمريكية الكبرى عالميًّا في قلب فلسطين، للتحرّك رغم نزيفها الشديد في لبنان قبل فترة وجيزة. وتأتي الجولة بعد إعداد شهور طويلة أوصلت إلى محطة أنابوليس؛ ليتبعها الآن إعداد المرحلة التالية عبر جولة مباشرة في المنطقة التي كانت -ولا تزال- هي المستهدفة أكثر من سواها، من قبل بوش الابن وستبقى كذلك من بعده.ما هي معالم الحملة المقبلة والأخيرة على الأرجح في عهد بوش الابن؟ هل يمكن إعطاء أهدافه فيها عنوان "دولة فلسطينية"؟ هل يمكن وضعها في قالب السلام والأمن للمنطقة؟لا بد أولاً من التذكير بأن قضية فلسطين أكبر من بوش الابن وعهده، وكانت قبله، وستبقى بعده، قضية احتلال وتحرير، وعدوان ومقاومة، ولن تنتهي برؤيا هلامية ولا معاهدة استسلامية، بل قد تساهم حملة عدوانية جديدة في إعطاء دفعة قوية لمجرى تاريخ القضية؛ لتضاعف سرعةَ انهيار المشروع الصهيوأمريكي بأسره، بعد أن سجّل تراجعًا مطّردًا من قبل حرب رمضان حتى الآن، ولم تنجح عسكرة الهيمنة عبر ست سنوات مضت في إعادة الحياة إليه.لا يعني ذلك زوال الأخطار قطعًا، ولكن أسباب الخطر الأكبر لا تكمن في الممارسات الأمريكية والإسرائيلية، قدر ما تكمن في الأوضاع والممارسات العربية والإسلامية.لقد كان من نقاط الضعف الأظهر للعيان في الآونة الأخيرة من مسلسل المواقف الفلسطينية والعربية والإسلامية، اضطراب الحديث الرسمي العلني عن "حق العودة"، وهذا في مقدّمة ما جعله هو المستهدف في المرحلة التالية من منحدر التراجع، بعد مراحل التخلّي عن حق التحرير الشامل، وعن شعار إزالة آثار العدوان، وعن قاعدة الأرض مقابل السلام، وما بينها وما تبعها.ونذكر على سبيل المثال دون الحصر:- كيف أضيفت عبارة "حق العودة" على نص ما عُرف بمبادرة بيروت العربية، بعد احتجاجات على إهمالها، وهو ما أظهر الاستعداد للمساومة.- وكيف تبدّل استخدام العبارة في قاموس السلطة الفلسطينية بعد تمهيد طويل عبر السنوات الماضية، فلم يبقَ الأمر مجرّد "استعداد" للمساومة.ولم يكن غريبًا إذن أن يطرح الجانب الإسرائيلي قبيل مؤتمر أنابوليس عنوان "الدولة اليهودية"، فيحتجّ جانب فريق السلطة الفلسطينية ثم يسكت، ويشارك في المؤتمر، ثم أن يتبنى الجانب الأمريكي العنوان نفسه في المؤتمر، فلا يحتجّ الفريق المشارك فيه باسم الجانب العربي والإسلامي، بل يصمت أيضًا، حتى إذا بدأت جولة بوش الابن في فلسطين، عاود طرح العنوان نفسه، وبقي الصمت هو الجواب -الرسمي لا الشعبي- فلسطينيًّا وعربيًّا وإسلاميًّا.التهويد أرضية التفاوضيوم طرح بوش الابن "رؤياه" تحت عنوان دولتين، مرافقًا لحرب احتلال العراق وتدميره، كان الضباب المحيط بها كافيًا لتجاهل مطلب اقتلاع المستعمرات اليهودية من الأرض المحتلة عام 1967، وبدأ يزول الضباب شيئًا فشيئًا حتى أصبح الحديث أثناء جولة بوش الابن "التوديعية" مقتصرًا على "مستعمرات عشوائية"، ومقترنًا بالقول إن الجانب الإسرائيلي "ينفّذ ما تعهّد به فلا داعي لضغوط ما عليه"، رغم أن الأرقام تقول إن بضع عشرة مستعمرة صغيرة أزيلت خلال بضعة أعوام مضت، مقابل مئات أقيمت، وأن جميع المستوطنين المستعمرين المرحّلين لا يعادل عُشر معشار المستوطنين الغاصبين، فيما يعادل أكثر من ثلث مساحة الضفة الغربية المحتلة عام 1967.ولا ينبغي أن نغفل عن أن كل مستعمرة أقيمت في أرض فلسطين كانت عشوائية، وتنتهك الشرعية الدولية، بدءًا بتل أبيب قبل النكبة الأولى حتى اليوم.رأس المقاومة ثمنًا لرؤيا متلاشيةمقابل تبادل عبارات الودّ إلى درجة أشبه بعبارات العشق والغرام بين بوش الابن على خطى بوش الأب صانع مؤتمر مدريد، وبين أولمرت وريث شارون صانع المستعمرات والمذابح، كان التأكيد المتكرّر لعبارات التهديد تجاه جانب السلطة الفلسطيني، أن "ينفذ تعهّداته" بموجب خريطة الطريق، الأمريكية برداء دولي "رباعي"، وليس بموجب قرارات صادرة عن مجلس أمن، أو قواعد اصطنعت في مؤتمر مدريد، أو تمنيات هزيلة احتوتها مبادرة "عربية"، أو أي مرجعية أخرى غير مرجعية "الخريطة" الصهيوأمريكية.وعلى رأس تلك التعهدات أن تقضي "القوى الفلسطينية" على المقاومة الفلسطينية، أي أن تصنع ما عجزت الآلة الحربية الإجرامية الإسرائيلية عن صنعه حتى الآن، وقد بذلت "قوى السلطة" بالفعل ما بذلت طوال سنوات وسنوات في غزة، وأخفقت، وبذلت ما بذلت طوال شهور سيطرتها على الضفة، ولا تزال تبذل المزيد بما في ذلك قمع المتظاهرين ضدّ زيارة بوش الابن، ولن تنجح، وهنا يأتي الطلب الأمريكي "الوحيد" الموجّه للجانب الإسرائيلي، أن عليه دعم أجهزة "أمن" السلطة الفلسطينية، لتؤدّي مهامها، وتقضي على ما يسمّيه القاموس الصهيوأمريكي "إرهابًا".. ولن تنجح، أي أن المقاومة ستبقى، ورؤيا الدولتين ستضمحل، وهذا مغزى التهديدات الموجهة إلى السلطة، وبتعبير آخر:- يراد في السنة المقبلة الأخيرة من وجود بوش الابن في السلطة، تثبيت السيطرة الإسرائيلية المباشرة على الضفة الغربية بأكملها.- وليكن مصير السلطة الفلسطينية آنذاك ما يكون، وما مثال عرفات ببعيد.- وليكن مصير الشعب المتمرّد في الضفة الترحيل أو التمهيد للترحيل لتطبيق "رؤيا الدولة اليهودية" المعلنة رسميًّا.- كما يراد تثبيت استمرار جرائم الاجتياح والعدوان والاغتيالات والاعتقالات والتدمير والحصار ضدّ الشعب المتمرد في غزة.الدعم العربي مجانًاهنا بالذات يظهر جانب آخر من أهداف جولة بوش الابن "التوديعية"، فاستمرار التقتيل البطيء في غزة، بالغارات والاجتياحات والحصار، لا يمكن أن يبقى طويلاً دون أن يجد "أرضية عربية" على استعداد للقبول به، أو السكوت عنه، خوفًا وعجزًا، أو باسم "السياسة الواقعية".هذا مما جعل تركيز الحديث على توتر علاقات مصرية إسرائيلية مقصودًا، وهو ما استدعى أن تكون النقطة الوحيدة المعلنة للبحث على جدول أعمال خمس ساعات يقضيها بوش الابن في القاهرة هي نقطة "الأنفاق لتهريب الأسلحة" على الحدود الفلسطينية المصرية عند قطاع غزة.ولن يقتصر الأمر على محاولة انتزاع دور مصري مجاني من هذا القبيل، لا سيما بعد أن سارعت السلطات المصرية إلى الإعلان رسميًّا عن "إنجازاتها" بالكشف عن أكثر من 165 نفقًا وتعطيل مفعولها، وآخرها 5 أنفاق قبيل وصول بوش الابن إلى فلسطين.المطلوب من مصر أن تكون جزءًا من الحصار على شعب فلسطين؛ لتكتمل رؤيا "الدولة اليهودية" وليس رؤيا الدولتين التي لو اكتملت -على سبيل الافتراض- فلن يكون وضع الدولة الفلسطينية وضع "دولة" قطعًا.والمطلوب من الدول العربية الخليجية تخصيصًا أن تُولي فلسطين وأهلها ظهرها، وتلتفت إلى الخطر الإيراني عبر الخليج وربما عبر العراق.والمطلوب من إيران أن تتخلّى عن دور التعويض بقوة عسكرية ما، عن انهيار القوى العسكرية العربية منذ عام 1967، ثم في حرب احتلال العراق؛ لتنطوي على نفسها أو لتنزلق في مستنقع فتن طائفية أو نزاعات خليجية.والمطلوب من سوريا أن تنسى الجولان (أو حتى مقابل عودة مشروطة للجولان)، وتساهم بنفسها في وضع مخرز في خاصرتها اللبنانية، وأن تنتحر سياسيًّا بالتخلي عن دور تاريخي بقيت ملتزمة به تجاه المقاومة الفلسطينية.يريد بوش الابن في عامه الأخير أن يصنع إنجازًا في قضية فلسطين بالذات، لحساب صورته الصهيوأمريكية في كتب التاريخ الأمريكي، وسيرتبط حجم ما يحققه من ذلك بحجم ما يجده من أدوار للمتطوّعين من قلب فلسطين وقلب المنطقة العربية حولها، وذاك جوهر مهمّته في جولته "التوديعية"، وسيمضي بوش الابن بعد عام، وأقصى ما سيصنعه فيه أن يزرع "بذورًا" لمرحلة تالية في مسيرة السياسات الصهيوأمريكية، ومن أخطر ألوان خداع النفس أو أشكال ممارسة التضليل تصوير مرحلة ما بعد بوش الابن، وكأن الرئيس الأمريكي المقبل أيًّا من كان هو، سيسلك طريقًا آخر في قضية فلسطين بالذات. هذا وهم خطير يتناقض مع حقائق تاريخية معاصرة مشهودة.إن ما يصنعه بوش الابن "الجمهوري" في المنطقة، يتابع فيه ما بذر بذوره كلينتون الديمقراطي من قبل الذي تابع خطى بوش الأب قبله، بعد ريجان وأسلافه. وشأن قضية فلسطين في ذلك كسواها، كالعراق الذي واجه الحرب الأولى في عهد بوش الأب "الجمهوري"، ثم الحصار الإجرامي في عهد كلينتون "الديمقراطي"، ثم حرب الاحتلال والتدمير في عهد بوش الابن "الجمهوري"، ويسري شبيه ذلك على لبنان والسودان وعلى باكستان وأفغانستان، ولن تتبدّل حصيلة مسيرة الهيمنة العدوانية عبر انتخابات أمريكية أو إسرائيلية جديدة، بل عبر إرادة عربية وإسلامية، لا تزال موءودة حتى الآن.--------------------------------------------------------------------------------كاتب ومحلل سياسي سوري مقيم في ألمانيا. موقع اسلام اون لاين















عرض البوم صور الديرة   رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:27 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir

إنطلقت الشبكة في 2006/10/17 م - المملكة العربية السعودية - المؤسس / تيسير بن ابراهيم بن محمد ابو طقيقة - الموقع حاصل على شهادة SSL