18-01-08, 05:12 AM
|
المشاركة رقم: 1
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
النخبة |
الرتبة: |
|
الصورة الرمزية |
|
البيانات |
التسجيل: |
Aug 2007 |
العضوية: |
1161 |
المشاركات: |
1,404 [+] |
بمعدل : |
0.21 يوميا |
اخر زياره : |
[+] |
معدل التقييم: |
361 |
نقاط التقييم: |
10 |
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
اخر
مواضيعي |
|
|
|
المنتدى :
منتدى الإســـلام والعلم والإيـمــان
الزواج بدون رضا الأم
السؤال:
أنا شاب أبلغ من العمر 25 سنة وأعمل وأكسب قوتي بشكل جيّد والحمد لله ولكني أواجه مشكلة كبيرة تعيقني في عملي وحياتي:
لقد تعرّفت منذ فترة لا بأس بها على فتاة ملتزمة وعلى خلق وأهلها على خلق أيضًا وملتزمين دينياً، وهي فتاة متعلّمة وتعمل وأنا أحبها كثيراً. لذلك قررت أن أرتبط بها بشكل رسمي بعيداً عن الصفة غير الشرعية وكي أستقر ونبني أسرة سوياً، ولكني أواجه مشكلة مع أمي في هذا الموضوع.
فهي -منذ بدأ الكلام بالموضوع- تعارض الفكرة وتقول أنها غير راضية وتهددني بحرماني من مساعدة أبي لي بالمال، كانت تقول في البدء أنها تعترض على الفتاة فهي تريدني أن أتزوج فتاة غير محجبة ولا ملتزمة لأن للأسف أمي غير ملتزمة شرعاً بأصول الدين، تريدها ذات مواصفات خاصة جميلة جداً وقوامها جميل. بعد ذلك قالت أنها لا تعترض على الفتاة بل على فكرة الزواج وتراني صغيراً و"بعد بكير"، حسب قولها وقد تكلّم معها أشخاص مقربون منها ومني بهذا الموضوع إلا أنها تعارض باستمرار ولا تأبه لكلامهم. وعندما لجأت لوالدي طلب مني رضا والدتي عن الموضوع أولاً، وبصراحة بدأت أفكّر بأن أرتبط دون الحصول على موافقتها لأنني لا أجد مبرراً للتأخير الذي يحدث. علماً أننا سنجد مشكلة كبيرة أيضاً مع أهل الفتاة إذا لم يأت معي أهلي لخِطبتها. فماذا نفعل في هذه الحالة مع العلم أنني قمت بكل الطرق الممكنة؟!
الجواب وبالله التوفيق:
إن الزِّواج من الأمور التي شجع عليها الشرع الشريف وأمر بها، وجعلها واجباً في حق من لا يملك إرب نفسه، وأمر المجتمع بتيسير كل ما يؤدي إلى تحقيق الزواج وبناء الأسر المترابطة المتفاهمة المتحابة، وسمى المتزوج (صهراً) للدلالة على انصهاره بعائلة زوجته: ]وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا[ [الفرقان/54].
والزواج من الأمور الشخصية ذات التأثير الكبير في الحياة الاجتماعية، ولذلك شجّع الفقهاء (قديماً وحديثاً) أن يتم الزواج بحسب السائد من الأعراف الإسلامية في المجتمع، وذلك حفاظاً على صحة العلاقة الاجتماعية بين أفراد الأسرتين المتصاهرتين. وبما لا يتعارض مع الأمر بالبر بالوالدين، قال تعالى: ]وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا* رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا[ [الإسراء/23-25].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟قال: أمك، قال ثم من؟ قال: أبوك". [رواه البخاري ومسلم].
وعن المقدامبن معدي كرب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله يوصيكم بأمهاتكم،ثم يوصيكم بآبائكم، ثم يوصيكم بالأقرب فالأقرب". [رواه أحمد وابن ماجة].
وقال الإمام الحسن البصري: "البر أن تطيعهما في كل ما أمراك به ما لمتكن معصية لله، والعقوق هجرانهما وأن تحرمهما خيرك".
ولذلك أنصح الأخ السائل أن يسعى إلى الحصول على رضا والدته قبل الإقدام على خطوبة الفتاة وإتمام إجراءات الزواج، لاسيما وأن والده يؤيد موقف الأم، وهو محتاج إلى دعمه ومساندته، وأسرة الفتاة تشترط حضور الأهل لخطبة ابنتهم، وهذا حقهم في العرف والسلوك الاجتماعي.
فائدة:
إن قضية الزواج لا تخضع فقط لقواعد الحلال والحرام، والمفروض والمسنون، وصلاحيات الأهل أو صلاحيات الأبناء والبنات، ولكنها تخضع أيضاً لقاعدة المفاسد والمصالح، وعلى المقدم على الزواج، كصاحب السؤال، أن يوازن بين المصالح والمفاسد المترتبة على إقدامه على الارتباط بعيداً عن رضا أهله.
وكتبه د. صلاح الدين سليم أرقه دان
|
|
|