[ الخميس 27 محرم.. ذكرى لن تُنسى ! ]

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.


قلتُ قبل ثوانٍ :

حَزنَ الفؤادُ لفقدهِ وتَصَدَّعا
........................... وارْتَجَّ مِن فَرْطِ الأسَى وتَلوَّعا
تِسْعٌ مِن الأعْوَامِ مَرَّتْ وانقضَتْ
........................... وكأنَّهَا قَرْنٌ تَلاشَى مُسْرِعا
فدُعَاؤنا للشيْخِ رُغْمَ رَحِيْلهِ
........................... سَنَظلُ نَدْعُو لـ( ابنْ باز ٍ) مَعَا





(( يا بني إن الروح إن كانت تعمل لم تتعب الجوارح ))
.................................................. الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله





[ قبيل فجر يوم الخميس الموافق 27 / 1 / 1420 ]

كان لفضيلة الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز - رحمه الله وغفر له وأسكنه فسيح جناته - موعدٌ مع خالقه عزّ وجلّ..
ففي تلك اللحظات.. أسدل الستار على بقيّة من بقايا السلف الصالح.. خبا نجمٌ من ألمع نجومِ الأرض.. الأرض المظلمة !
في تلك اللحظات.. عَلِمَ العلماء أن سدَّاُ منيعاً قد هُدِم.. وأن باباً محكماً قد فُتِح.. وأن رجلاً بأمة قد رحل.. فلا أمة !
تسعة أعوام مضتْ على فقد هذا الجبل الأشم.. والبحر الخضِمْ.. رمز العلم.. وعنوان الأخلاق والكرم..

لن أبكي الشيخ.. بل سأبكي على حالنا المؤلم.. نحن المساكين.. نحتاج أن نقف وقفات مع حياة هذا الإمام..
لهذا.. سأحاول هنا أن أذكر بعض المواقف والأحاديث التي وردت عن فقيد الأمة.. لعلنا أن نسعى لتقليده رحمه الله !


[SMP3]http://www.abo-ali.com/mp3/bn-baaz2.mp3[/SMP3]


الموقع الرسمي لسماحة الشيخ :
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله


قال الدكتور ناصر بن مسفر الزهراني :
جاء إلى الشيخ بعض طلبة العلم فشكوا إليه أحد الناس وبينوا أخطاءه وبعض المخالفات عنده..
فبدأ الشيخ يملي كتابا لتوبيخه ونصحه.. وأثناء الكتابة قال أحدهم : وإنه يا شيخ يتكلم فيك وينال منك ..
فقال الشيخ للكاتب : ( قف واترك الكتابة ) ..!!

لله درّه.. ما انتقم يوماً لنفسه.. وتأملوا جيداً في الموقف العظيم لهذا الرجل العظيم !
كم منّا الآن يفعل ما يفعل ويقول ما يقول ويكتب ما يكتب مخلصاً في ذلك النية لله تعالى ؟!
قلّة من وفقهم الله لذلك.. وقلة من استمر على ذلك حينما نال الوظائف والمناصب العالية !


:: وقـفــة ::
الإمام الفقيد .. يتلو من سورة الصف :

[TUBE]http://www.youtube.com/watch?v=jG72ue6hJFI[/TUBE]


ويقول الشيخ عبدالرحمن بن محمد الهرفي الداعية بمركز الدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية :
سمعت شابا يقول : بدأت طلب من العلم بسبب سماحة الشيخ.. وذلك أن أمي أرسلتني لسؤال الشيخ سؤالا
بعد صلاة الظهر في الرياض.. وكان الجو حاراً جدا.. وبعد الصلاة بقيت خارج المسجد أنتظر الشيخ.. حتى خرج
ومعه ناس وبجانبه العسكر.. فأقتربت من الشيخ فمنعي العسكري لأنني طفل.. فناديت الشيخ فالتفت إلي وقال :
وين الولد ؟ فاقتربت منه وقلت له : أمي عندها سؤال واحد .. فقال أولا : من ربك ؟ فقلت : ربي الله .. فقال :
أكمل: الذي رباني بنعمه .. ثم قال: ما دينك؟ فقلت: الإسلام فقال: ومن نبيك؟ فقلت: محمد صلى الله عليه وسلم..
فدعا لي بالخير ثم قال : الآن أسأل ولك مائة سؤال !! .. فتأثرت بذلك خاصة أن الوقت كان حارا..
وكان الناس حول الشيخ وهو من هو ووقف لطفل ..!!


معاني الرفق تنبع من هذا الإمام العظيم.. حتى الأطفال وصلهم الشيء العظيم من سماحة سماحته !
فهل لنا أن نقتدي بمثل هذا العالم الراسخ.. ونسلك ما سلكه من سمو الأخلاق ورفعة الآداب ورقي الفضائل ؟




[SMP3]http://www.abo-ali.com/mp3/bn-baaz.mp3[/SMP3]


ويقول الشيخ عبدالرحمن الهرفي - أيضاً - :
كنت في بيت الشيخ فأقبل عليه شيخ كبير السن وقد لبس البشت واقترب من الشيخ وكلمه في أمر ..
فتغير الشيخ وتغيظ ولم أره بهذا الشكل من قبل فقد رفع صوته وقال : ( أتشفع في حد من حدود الله ؟!
أتشفع في حد من حدود الله ؟! .. لا تعودها ثانية ) فخرج الرجل..


رغم سماحته ورفقه ولينه.. إلا أنه أبى الشفاعة في حد من الحدود التي حدّها الله عزّ وجل..
ومع التأمل في هذا الموقف العظيم.. ستلوح أمامكم مراقبة الشيخ لله تعالى وخوفه منه وخشيته له !
فلو شفع لما عاتبه أحد.. لكنه الخوف من الله.. جعله يأبى الشفاعة في أمر كهذا.. رحمه الله وغفر له..


[TUBE]http://www.youtube.com/watch?v=tovGvJkCgns[/TUBE]


وكان الإمام قد وُلِدَ في :
[ الثاني عشر من ذي الحجة سنة 1330هـ بالرياض ]

ومات رحمه الله :
[ قبيل فجر يوم الخميس الموافق 27 / 1 / 1420 ]


قرابة التسعين عاماً قضاها رحمه الله عالماً معلماً وناصحاً ومرشداً وآمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر..
وسداً منيعاً في وجوه أهل الفسق والفساد والإفساد.. كان رحمه الله جبلاً في العلم.. وقوراً مهاباً.. رحمه الله..




مات.. ولم تشهد جنازة لعالم في أصقاع الأرض كجنازة الشيخ رحمه الله..
وما بكى أحد مثلما بكى على الإمام فرحمه الله من سيد ساد الناس بخلقه وعلمه وحلمه..
وقدس روحه ونور ضريحه وكتبه من ورثة الفردوس الأعلى من جنة النعيم.. آمين..

أتحفونا بإضافاتكم وتعليقاتكم.. وأطمع بنصحكم ودعائكم بظهر الغيب..


وكتبه : كاسـر
الاثنين 27 / 1 / 1429 من هجرة سيد المرسلين..
عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.. دعواتكم..