أبو الصاعد..قائدا ارتقى بعد أن أوجع

أبو الصاعد..قائدا ارتقى بعد أن أوجع الاحتلال بمقاومته ؟!


غزة-أحمد الحويطي
"لجان المقاومة الشعبية فقدت قائداً فذاً ترك بصمات كبيرة في تأسيس لجان المقاومة الشعبية، وسيرتها السياسية والعسكرية، وودعت أسداً، وأباً حنوناً، ترك خلفه سيرة جهادية عطرة احتوت على الكثير من المحطات الجهادية التي خطها برفقة عدد من القادة العظماء الذين سبقوه في الشهادة ".

بهذه الكلمات بدأ أبو مجاهد الناطق الإعلامي للجان المقاومة الشعبية، حديثه عن الشهيد عامر عبد الرحمن محمود قرموط (43 عاماً) القائد البارز في لجان المقاومة الشعبية.

واغتالت قوات الاحتلال الإسرائيلي "أبو الصاعد" (44 عاماً) الاثنين 4-2-2008 بعد استهدافه في قصف إسرائيلي أثناء سيره مشيا مع عدد من رفاقه على الأقدام في بلدة بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

ولد الشهيد قرموط في مخيم جباليا، وتربى في أكناف أسرة فلسطينية هجرت على أيدي العصابات الإسرائيلية من بلدتها الفلسطينية عام 1948م ، ونما وترعرع على التربية الإسلامية.

ودرس مراحله الدراسية الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدارس وكالة الغوث وسط مخيم جباليا ، وحصل على دبلوم في الصيدلة ، ثم درس في جامعة القدس المفتوحة تخصص إدارة أعمال ومحاسبة واستشهد وهو في السنة الدراسية الثالثة.

وأشار أبو مجاهد، في حديث خاص للشبكة الإعلامية الفلسطينية الأربعاء 6-2-2008 إلى أن القائد "أبو الصاعد"، صاحب بصمات كبيرة في العمل الجهادي، لافتاً إلى أنه بدأ مشواره الجهادي مؤسساً للجان المقاومة مع بداية انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000م برفقة القائدين الشهيدين جمال أبو سمهدانه، وإسماعيل أبو القمصان.

وبين أبو مجاهد أن القادة الثلاثة تلاقت أفكارهم الجهادية في بوتقة واحدة فأسسوا لجان المقاومة الشعبية ، مؤكداً أن القائد قرموط كان له دوراً كبيراً في التخطيط والإعداد للعمليات العسكرية التي نفذتها لجان المقاومة الشعبية منذ بداية انتفاضة الأقصى وحتى استشهاده.

تفجير دبابة "الميركافاة"

وأشار أبو مجاهد إلى انه كان من المعدين لعملية تفجير دبابة الميركافاة الإسرائيلية بالقرب من مفترق نتساريم عام 2001 قبل انسحاب الاحتلال من غزة، والتي تعد أول عملية وجهت من خلالها المقاومة صفعة قوية للاحتلال ودبابة الميركافاة.

وأكد أن "أبو الصاعد" أشرف على العمليات الاستشهادية بشكل مباشر، لا سيما العملية الاستشهادية التي نفذها الشهيد إياد عمار في معبر بيت حانون عام 2006م ، والتي أدت إلى إصابة عدد من جنود الاحتلال .

وقال:" هناك الكثير من العمليات الأخرى التي خطط لها أبو الصاعد ، والتي سنذكرها في كتيب خاص عن حياة الشهيد وسيرته الجهادية".

وأضاف" كان الشهيد القائد شديد الحرص على تجسيد معالم الوحدة الوطنية بين الفصائل الفلسطينية، سواء من خلال العمليات العسكرية المشتركة، أو الإصلاح بين الفصائل والوفاق بينهما، وأصبح عضواً في لجنة المصالحة الوطنية في شمال غزة عام 2005م".

مطلقاً للصواريخ

وعلى صعيد إطلاق الصواريخ محلية الصنع، أكد الناطق الإعلامي للجان المقاومة الشعبية أن "أبو الصاعد" حرص على إطلاق عشرات الصواريخ بنفسه صوب المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع عزة، ومن بينها الصاروخ التي أطلقته الجان على قاعدة زكيم والتي أدت إلى إصابة العشرات من الجنود.

وقال أبو مجاهد إن مشوار الشهيد أبو الصاعد لم يقتصر على العمل العسكري فقط بل أبدع في مجالات أخرى كالعمل الإعلامي، حيث ترأس المكتب الإعلامي للجان المقاومة الشعبية في فلسطين، منذ تأسيسها حتى استشهاده .

وأضاف" حاولت قوات الاحتلال اغتياله أكثر من مرة، وكان أبرزها قصف منزله ثلاث مرات، إلا أنها نجحت في ذلك ظهر الاثنين الماضي بعد أن استهدفته طائرة استطلاع بصاروخ واحد على الأقل حين كان يسير بالقرب من منزله ببلدة بيت لاهيا".

مناصراً للأسرى

وبين أبو مجاهد أن الشهيد القائد قرموط حمل هموم أبناء شعبه، فتأثر كثيراً في قضية الأسرى وكان من الذين نادوا بعمليات خطف الجنود الإسرائيليين لمبادلتهم بأسرى فلسطينيين، وظهر حماسه في هذا الجانب من خلال المؤتمرات الصحفية التي كان يعقدها مع الفصائل الفلسطينية.

وقال أبو مجاهد حول هذا الجانب من حياة الشهيد:" كان أبو الصاعد يتحدث بمرارة عن قضية الأسيرات في سجون الاحتلال ويقول أعراضنا تنتهك في السجون وعلى المقاومة أن يكون لها اليد في خطف المزيد من جنود الاحتلال".

وفي حديث خاص أجرته الشبكة الإعلامية الفلسطينية بتاريخ 26-1-2008م مع الشهيد القائد قبل اغتياله حيث رأى أن العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني هو عدوان ممنهج، يحاول الاحتلال من خلاله اقتلاع شوكة المقاومة وإضعافها.

ولفت أبو صاعد إلى أن التصعيد الإسرائيلي مقدمة لعملية عسكرية واسعة على قطاع غزة حسب الخطة الأمنية التي وضعها القادة العسكريين الإسرائيليين وباركتها الولايات المتحدة الأمريكية، وتوجت بزيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى المنطقة.

وعن استعدادات ألوية الناصر صلاح الدين لأي عدوان إسرائيلي واسع على قطاع غزة قال:" إن كافة الإجراءات متاحة لألوية الناصر صلاح الدين للدفاع عن القطاع"، كاشفاً عن امتلاك الألوية أسلحة وأدوات قتالية من خلال مسيرة التصنيع التي تواصلها منذ سنوات.

الانتقام

وتوعد أبو الصاعد الاحتلال الإسرائيلي الذي يواصل عدوانه على الفلسطينيين بالرد على تلك الجرائم من خلال عمليات نوعية لم يعهدها من قبل، قائلاً:" المقاومة نتخذها منهج وخط متواصل لصد العدوان ".

وأكد على أن ألوية الناصر صلاح الدين ستواصل إمطار المستوطنات الإسرائيلية المحاذية لقطاع غزة بالصواريخ وقذائف الهاون، مشيراً إلى أن الألوية تنظر إلى الصواريخ محلية الصنع وقذائف الهاون بأنها سلاح نوعاً ما يحقق توازن رعب بين المقاومة والاحتلال.

وعن إمكانية تنفيذ عمليات استشهادية في فلسطين المحتلة، شدد أبو الصاعد على دعمه لتنفيذ مثل هذه العمليات، داعياً الفصائل الفلسطينية بالعمل على ذلك للانتقام للدماء الفلسطيني التي سفكت على يد الاحتلال.

وقال:" قلنا منذ بداية الانتفاضة إن المجال مفتوح لكافة الفصائل الفلسطينية بالرد على جرائم الاحتلال بأية طريقة تراها مناسبة وفي الوقت والزمان المناسبين".

وكشف القيادي في الألوية عن عملية تنسيق مستمرة بين الألوية وباقي الفصائل الفلسطينية الأخرى للرد على جرائم الاحتلال، خاصة في عمليات إطلاق الصواريخ محلية الصنع، قائلاً:" عملية التنسيق المشترك توجه عام لدى كافة الفصائل الفلسطينية لتشكيل غرفة عمليات مشتركة ".