سيرة المرحوم / سالم بن عودة السريعي

اخواني الأفاضل :
مهما تحدثنا عن هذا الشيخ الجليل رحمه الله فلن نفيه حقه .
و لكن احياءا لذكراه سأذكر بعض مآثره التي لمستها عن قرب . فأنا و بحق أعتبره كوالدي و في عام 1410 هجري تقابلت معه صدفة و سألني الى اين انت ذاهب يا بني فقلت الى جدة فقال سأسافر معك لأزور سمو الامير ممدوح بن عبد العزيز فقلت له هذا شرف لي ووصلنا الى جدة و تغدينا عند الامير ممدوح اطال الله في عمره و الذي تربطنا فيه علاقة قوية منذ ان كان اميرا لمنطقة تبوك و كان سموه يحترم هذا الشيخ كثيرا و يقدره . من ثم كانت لي بعض الامور في الرياض و التي يجب ان اسافر لانهيها بعد وفاة والدي رحمه الله . و هو ايضا كانت له معاملات في الرياض . فسافرنا الى الرياض و يشهد الله اني لم احس في لحظة من اللحظات ان العم سالم رحمه الله ينتمي الى جيل غير جيلي مع العلم انه لربما كان في ايامها في بداية السبعينات من عمره و انا كنت ايامها في بداية العشرينات من عمري .
لكن تبسط الشيخ و كرم اخلاقه و فكره النير و احترامه لي جعلني احس اني برفقة احد اصدقائي .
هذا اضافة لهيبته و شخصيته التي تفرض على الجميع احترامها .
و قد بقينا سويا و لمدة شهرين في الرياض ضيوفا على رئاسة الحرس الوطني و يشهد الله اني تعلمت من هذا الشيخ الكثير . فحديثه حكمة نابعة من رجولة وشهامة و خبرة و احتكاك مباشر بالحياة . و كذلك سعة اطلاع و قرائته الدائمة . و لازلت حتى الان احفظ الكثير من عيون القصائد التي سمعتها منه و دونتها حينها ثم حفظتها عن ظهر قلب . كان رحمه الله عابدا يقوم اغلب الليل . و كان قياديا لا بل زعيما من الطراز الاول . ان نطق وجدت امامك حكيما . و ان تبسط وجدت شخصا دمثا مرحاً لا تمل من جلسته و خبرته و حنكته . هذا الرجل قارع الرجال كثيرا فانثنوا . و قناته بقيت هي الصامدة و الصلبة . ابا عبد الوهاب من حقنا ان نفتخر بك . و من حقك علينا ان نذكر مآثرك و ما اكثرها . رحمك الله رحمة واسعة و اسكنك جنات النعيم و جعل الخير في ابنائك و احفادك الكرام .
و بفقدك فقدنا شيخا و ركنًا ثابتا لا يقوم مقامه احد وان اجتهد .