اســـــتقدام المجرمين !!!

د. محمد القويز


إحدى الدول الآسيوية الفقيرة اكتظت سجونها بالمجرمين فجاء قرار سياسييها بإخراجهم من السجون من دون تأهيل اجتماعي ولا مهني، وتشجيعهم للسفر على فيزة عامل إلى دول الخليج.
في الدول المصدرة للعمالة يمكن للعامل أن يزوّر اسمه 100مرة إذا اقتضى الأمر وهذا أعرفه من خلال وقوفي شخصيا على بعض الحالات.

ماذا تتوقعون مصير مجرم في تلك البلاد يريد كسبا سهلا.

يغير اسمه وينتظر لدى المكاتب المسؤولة عن تصدير العمالة في بلده. وإن كان لديه شيء من مال فيسهل عليه رشوة أصحاب المكاتب ليحظى بأول فيزة عمل إلى السعودية أو إحدى دول الخليج. يصل إلى كفيله في السعودية الذي كان يعقد على مجيء عامله (عمالة) آمالا لا تلبث أن تتبخر عندما يهرب العمال إلى جدة أو الرياض لينضموا إلى جماعات من جنسياتهم تتلقفهم وتهيئ لهم كل ظروف الجريمة من بيئة آمنة إلى مواد جريمة أخلاقية واجتماعية.

ولأنه ليس هناك تنسيق على مستوى الوطن في مسألة العمالة السائبة فما أن بدأ التضييق على العمالة السائبة في منطقة حتى تهرب لمنطقة أخرى. وهكذا من مدينة إلى مدينة ومن محافظة إلى محافظة يتنقل المجرمون بكل حرية. كل من أعرفه يشتكي من هروب عامل أو أكثر.

يُبَلِّغ الكفيل عن هروب عماله ولكن تبليغه لايتعدى أن يكون رقما ضمن آلاف أرقام التبليغات الأخرى وأتمنى على الجهات المسؤولة أن تخبرنا بالعدد.

لابد من التعامل مع هذه المشكلة بقوة:

@ إعطاء الكفلاء فرصة للتبليغ وذلك لعزل المواطنين الذين يعانون من هروب العمالة عن المواطنين الذين يسرحون العمالة، تبدأ بعدها حملة متزامنة في مدن المملكة وقراها وجمع كل المبالغ (ملايين) التي تكتسبها العمالة بطرق غير شرعية لاستخدامها في مصاريف السفر ومكافآت رجال الأمن. وتغريم المواطن المتستر وتضاف إلى المبالغ المصادرة من العمالة.

@ مراقبة مكاتب الحوالات إذ لا يعقل أن يحول عامل مبلغاً يتجاوز راتبه بعشرة أضعاف فكيف بألف ضعف.

@ التشديد في شروط الاستقدام واتخاذ كل الطرق الحديثة في الحد من التلاعب.

قد يقول قائل بأن ذلك مكلف!

المكلف حقاً أن هذه العمالة تكلف الوطن بلايين الريالات شهريا من كسب غير شرعي بالإضافة إلى جرائمهم. والشاهد تلك المصائب التي بدأت تطفو إلى السطح بعد أن مارست الجهات المسؤولة الشفافية في عملياتها الأمنية. ولعل مايدعو إلى الفخر هو الجاهزية التي أبداها رجال الأمن السعوديون بعد أن أُعطوا الضوء الأخضر. نحن بحاجة إلى المزيد من هذه الجهود من دون التركيز على جنسية دون أخرى.