من يتحمل هم الحبيب ؟
الحمد لله الذي جعلنا من أمة الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ، التي شرفها الله بالفخار في الدنيا والآخرة ، فأمته صلى الله عليه وآله وسلم خير الأمم ، وملته خير الملل ، ونبينا هو سيد الأولين والآخرين ، وإمام المتقين ، وهو أفضل الخلق على الإطلاق ، مناقبه لاتعد ولا تحصى ، ومن شرف الأمة في الآخرة أنها أول الأمة محاسبة ، وأنها أول الأمم وروداُ على الحوض ومروراً على الصراط ودخولاً إلى الجنة ، وأن الله سبحانه وتعالى يشهدها على الأمة ، فاحمدوا الله يا اخواني على نعم لا تعد ولا تحصى ، عسى أن نبلغ بحمدنا لواء الحمد مع حبيب الله أحمد صلى الله عليه وآله وسلم .
اعلموا معاشر الأخوان أن الحبيب الأعظم ، والنبي الأكرم الأفخم ، دعا إلى الله مؤدياً حق الله في التبليغ عنه حت وافته المنية ، وقد أدى تلك الأمانة على أكملها ، حتى وصل إلينا الدين خالص ، لا يزيغ عنه إلا هالك ، ولقد لاقى من الأذى ما لاقى ، وعانى من الدعوة ماعانى ، حتى رموه صبيان الطائف بالحصى وأدموه ، فأتاه ملك الجبال فقال أطبقها ، فقال صلى الله عليه وآله وسلم وهو الرؤوف الرحيم بأمته : لا ... بل أرتجي العقبى ، وحتى وضعوا على ظهره الشريف صلى الله عليه سلا الجزور ، وسدوا له الطريق بجذوع النخل والشجر ، ومع ذلك كله صبر من أجل أمته ، من أجل أن يصل إلينا الدين خالصا نقيا ، وفي هذا الزمن يا أحباب من يتحمل هم الحبيب ؟
من يتحمل هموم الأمة المترامية في حضيض الشهوات والنزعات والأمور الدنيات ؟
إن نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم كان همه أمته ، كان قوله عند وفاته أمتي أمتي ، وفي قبره يستغفر لمن أساء منهم ، ويوم القيامة يقف على الصراط ينتظر أمته كلها أن تنجوا داعيا الله اللهم سلم سلم .
وعندما أتاه جبريل عليه السلام ليعرج به إلى ربه كانت همه أمته فقال لجبريل يا جبريل وما لأمتى ، ولما وصل إلى قاب قوسين قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أهنا يفارق الخل خليله قال جبريل يا رسول الله أن إذا تقدمت اخترقت وأنا إذا تقدمت احترقت ، ولكن ادع ربك أن يأذن لي أن أبسط جناحي على جهنم فتمر أمتك عليه ... أدرك جبريل عليه السلام هم الحبيب فعرض عليه ما ينجيهم ، وهذا الجمل الذي أتى إلى الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مسرعاً من بين الصحابة رضوان الله عليهم يشتكي له من راعيه أن يريد ذبحه بعد أن كبر ، فاشتراه الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال له مدركاً هم الحبيبب : أعتق الله رقاب أمتك من النار كما أعتقت رقبتي ، وورد في الحديث عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه ما من أحد يشاك شوكة إلا ويتأذى منها صلى الله عليه وآله وسلم ، إذاً كيف حاله وأمته منهم من يقتل ومنهم من يعصي ومنهم من هو بعيد عن طريق الحق .
فمن لها ؟
من لهم الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم ؟
من ينقذ الأمة ؟
أخي الحبيب إبدأ بنفسك فأصلحها ثم ادع أهلك بالحنى ثم من جاورك .
فإذا اتحدنا على ذلكم ستنجوا الأمة ، وتزال الظلمة ، وير الحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم ، فيطيب لكم جواره والقرب منه في جنات النعيم ...
والحمد لله رب العالمين
منقول
__________________
ليس سرور يعدل لقاء إخوة الدين ولا غم يعدل فراقهم